رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

تشرفت أن أكون ضمن ضيوف الصالون الثقافى بسفارة سلطنة عمان بالقاهرة الذى يحمل فى نسخته الجديدة اسم أحمد بن ماجد، هذا العالم الجليل فى علوم الفلك وعلوم البحار، والحقيقة أن هذا الصالون الذى أقامه السفير الدكتور عبدالله بن ناصر الرحبى، يعد غاية فى الأهمية ويأتى فى إطار توطيد العلاقات الرسمية والشعبية بين القاهرة ومسقط، والحقيقة التى لا تحتاج إلى جدال هى أن السفير العمانى بالقاهرة هو من الشخصيات التى تتمتع برأى سديد وفكر رائع مما جعله يقدم على هذا الصالون فى نسخته الجديدة باسم أحمد بن ماجد، والمعروف أن ابن ماجد يتمتع بأشهر اسم فى تاريخ الملاحة البحرية لارتباط اسمه بالرحلة الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند حيث قام ابن ماجد بمساعدة فاسكو دى جاما لاكتشاف الطريق الجديد الموصل إلى الهند.

ولابن ماجد الفضل فى إرساء قواعد الملاحة للعالم، فقد بقيت آراؤه وأفكاره فى مجال الملاحة سائدة فى كل من البحر الأحمر والخليج العربى وبحر الصين حتى سنة 903 هجرية وهو أول من كتب فى موضوع المرشدات البحرية الحديثة.

وأحمد بن ماجد بن محمد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبى معلق بن أبى الركايب، وكنى بـ«ابن ماجد» و«ابن أبى الركائب» ولقب بـ«الشهاب» و«شهاب الحق» و«شهاب الدين» دلالة على تدينه، كما لقب بـ«رابع الثلاثة» و«المعلم أسد البحار» و«ربان الجهازين» و«معلم بحر الهند» كدلالة على علمه.

واختلف المؤرخون فى «نسبه الأرضى» أو الجغرافى إذ نسب إلى مدينة جلفار التابعة لمملكة هرمز ذلك الزمان «إمارة رأس الخيمة الحالية» كما أرجع بعضهم أنه تميمى من نجد مع أن ابن ماجد نفسه لم يقل إنه تميمى، كما قيل إنه ظفارى من سلطنة عمان، وهذا الأقرب إلى الصحة.

كان أبوه وجدّه ملاحين مشهورين ويقول عن جده «عليه الرحمة كان نادرة فى ذلك البحر (المحيط الهندى)، واستفاد منه والدى وأسهما فى معرفة القياسات وأسماء الأماكن وصفات البحر والبحار».

عرف ابن ماجد الكتابة والقراءة رغم أن ملاحى بحر الهند فى ذلك الزمن كانوا أميين، كما أن كتاباته تدل على علم بالغ باللغة العربية وتفاصيلها، وكان ضليعا بعلم الفلك وتطبيقه فى علم الملاحة، وهو يعرف أسماء الكواكب العربية واليونانية، ويستخدم الاسطرلاب بمهارة، وتحدث فى كتاباته عن أمور عديدة مثل الدين والجغرافيا والتاريخ والأدب والأنساب، وتدل آثاره أنه تكلم اللغة التاميلية، وألمّ بالزنجية والفارسية لماما بالإضافة لإتقانه اللغة العربية.

وبدأ «أحمد» وهو فى سن العاشرة مصاحبة والده فى رحلاته البحرية وقاد تحت إشراف والده أول رحلة وهو فى سن السابعة عشرة وتعلم البحار الصغير الفلك والرياضيات والجغرافيا جنبا إلى جنب مع التاريخ والأدب وألف أكثر من ثلاثين كتابا أرسى فيها  وأسس قواعد علم جديد هو علم البحار الذى لم يكن معروفا من قبل.

كل هذه الأمور تم طرحها ومناقشتها فى الصالون الثقافى الذى يقيمه السفير العمانى، والحقيقة أننى وغيرى ممن حضروا هذا الصالون، استمتعنا بكل الآراء والأفكار التى طرحت من خلال الأساتذة المتخصصين فى هذا الشأن، ونتمنى أن يستمر هذا الصالون بشكل دورى وشكرا للسفير العمانى القائم عليه.