عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

تبدأ تنمية المجتمع من الطفل، وعلى المجتمع أن يضع المقومات الاساسية السليمة للطفل، وتلعب الأسرة دورا هاما فى بناء تلك المقومات، فهى من تدخل المفاهيم والأسس السليمة له، وتغرس فيه القيم والمبادئ وحب الوطن واحترام المرأة واحترام الغير، ثم يأتى بعد ذلك دور المدرسة والمتمثل فى المناهج التى تُدرس للطفل وتُكمل البناء الذى وضعته الأسرة، واذا نظرنا الى اى دولة متقدمة نجد ان اساس تقدمها هو التعليم، ففى اسرائيل يشترك الموهوبون (3%) بعد اجتيازهم اختبارات كفاءة خاصة فى دورات إضافية أو مدارس خاصة لتنمية مواهبهم، بالإضافة لما تحدده الوزارة من مناهج يخصص كل عام موضوع يخص أهمية قومية لتعميق الفهم والوعى.

كما أن الهدف من التعليم ما قبل مرحلة الدراسة السن من 2 – 4 سنوات، تنمية طاقات الطفل الخاصة باللغة والتعامل الاجتماعى، فحتى طريقة اللعب تساهم اما فى نشأة طفل سوى نفسيًا واما تساهم فى نشأة طفل انانى لا يحب الا نفسه كما هو الحال فى دولة اليابان، فقد ضربت نموذجا رائعا فى ثقافة الأخلاق؛ ففى رياض أطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسى ويأتون بتسعة كراسى لعشرة أطفال ثم يقولون للأطفال إنّ عددكم أكبر من الكراسى فإذا أحدكم ظل دون كرسى يخسر الجميع فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكى يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسى، ومن ثم يقللون عدد الكراسى تباعًا، مع بقاء قاعدة أنهم يجب أن يتأكدوا بأن لا يبقى أحدهم دون كرسى وإلا خسروا جميعًا فيتعلّم الطفل ثقافة «لا نجاح لى دون مساعدة غيرى على النجاح»، بعكس ما يحدث فى مجتمعنا فيأتون بتسعة كراسى لعشرة أطفال ويقولون للأطفال إن الرابح هو مَن يحصل على الكرسى ومَن يظل بدون كرسى يكون خارج اللعبة ثمّ يقلّلون عدد الكراسى كلّ مرة فيخرج طفل كل مرة حتى يظل بالنهاية طفل واحد ويتم إعلانه أنه الفائز فيتعلّم الطفل ثقافة «نفسى نفسى ولكى أنجح علىّ أن أزيح غيرى»!

فسبب العديد من مشاكل المجتمع هو النشأة الخاطئة للطفل بداية من الاسرة بإدخال سلوكيات وعادات خاطئة وعدم الانتباه والتركيز معهم وتركهم بين يدى أصدقاء السوء بدون مراقبة! نهاية بالمدرسة، حتى الأعلام يلعب دورًا هامًا فى ذلك فمن الممكن انتاج فيلم يوضح بطولات أصحاب الهمم والقدرات الخارقة وكيفية التعامل معهم على أنهم كاملون وليس كما يعتقد البعض ذوو الفكر والمنظور الضيق انهم ليسوا كاملين! فالطفل ضحية فهو يتلقى المبادئ والاسس التى يعيش عليها وبدون ان نشعر نعطيه مبادئ وأسسا خاطئة يدفع ثمنها المجتمع فى المستقبل، أيضًا المدرسة لها دور هام فى التصدى لتلك المشاكل عن طريق المناهج، فالتعليم سلاح يستخدم للوقاية والتصدى للمشاكل قبل وبعد وقوعها من خلال اضافة وتعديل بعض الدروس والمواد بما يناسب مشاكل العصر، وبالتعليم قادرون على نشأة جيل جديد قادر على بناء الوطن والتصدى للهجمات التى تأتى من الخارج وجعله محصّنا منها.

فنأمل أن تسير مصر على نهج الدول المتقدمة وتخصص كل عام موضوعا يخص الأمن القومى لمناقشته من قِبل الطلاب لتوعيتهم ولتوسيع مدراكهم ولمشاركتهم فى حلها وكيفية التصدى لها وايضًا الاهتمام بالطفل فى مرحلة الحضانة، بإدخال العادات والسلوكيات الصحيحة التى تساهم فى نشأة جيل سوى متعاون محب لبعضه البعض، من خلال إضافة مادة تتحدث عن الأخلاق وكيف حث الدين على الأخلاق وكيفية احترام الغير لإصلاح سلوكيات المجتمع.

 

عضو مجلس النواب

[email protected]