رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

لدينا مثل شعبى مصرى يقول: «لا شيء يجيء من الغرب يسر القلب».هذه حقيقة حتى لو كان البعض متيما بذلك الغرب ويعتبره قدوة ومثلا أعلى يجب أن يحتذى به. فالحقيقة أنا ممن يرون أن الغرب لا يريد بنا خيرا وأن كل ما يربطه بنا هو فقط مصالحه الشخصية، فإذا انتهت تلك المصالح فلا ينظر إلينا ويتجه إلى اى مكان آخر يكتشف لنفسه مصلحة جديدة فيه. انظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام، بعد أن حققت كل أغراضها الخاصة من الدول العربية وابتزت ثرواتها من حلال هؤلاء الحكام الذين قدموا لأمريكا ثروات شعوبهم على طبق من ذهب من اجل استمرارهم على الكراسى،ها هى أمريكا تدير ظهرها للدول العربية وللشرق الأوسط كله بمشاكله وصداعه الذى لا ينتهى وقررت التوجه إلى أفريقيا لتغترف منها ما تريد من ثروات. ولن يكون صعبا على الولايات المتحدة فى أن تجد لها مناصرين من الحكام الأفارقة الذين لا يقلون حرصا على كراسيهم من الحكام العرب.أما الديمقراطية وتداول السلطة التى تدعى أمريكا حرصها أن تكون المبادئ التى تحكم العالم كله فهى مجرد شعارات جوفاء، فأمريكا تدعم الديكتاتوريين فى اى مكان بل وربنا جاءت بهم إلى السلطة لو كان فى ذلك مصالحها الشخصية،

إذن الحكاية لا ديمقراطية وحقوق إنسان ولا يحزنون. الحكاية باختصار وكما يقول مثل شعبى آخر أنه «خلصت حاجتى من جارتي» ورغم أننا لسنا جيرانا للولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها كانت تعتبر نفسها جارتنا بالعافية بل وصاحبة البيت إذا لزم الأمر، ذلك من خلال وصايتها على دلوعتها إسرائيل، تلك الشوكة التى زرعها فى قلوبنا ذلك الغرب الذى لا يجيء منه شيء يسر القلب. الآن وقد ضمنت الولايات المتحدة حياة هانئة ومريحة لابنتها بالتبنى إسرائيل وسط جيرانها الذين وقعوا معها–إلا من رحم ربى منهم–اتفاقيات إذعان يطلقون عليه تجملا لقب اتفاقيات تطبيع،لا تجد أمريكا فى نفسها حاجة لنا كدول عربية فقررت ان تولى شطرها قبل القارة السمراء التى لا تزال بكرا بالنسبة لأمريكا حيث رغم الاستعمار الفرنسى على سبيل المثال لعدد كبير من ثروات تلك الدول إلا أنها تظل حبلى بالمزيد من تلك الثروات التى تسبب ما تم سلبه منها فى رفاهية فرنسا بينما أصحابها الحقيقون يعيشون تحت خط الفقر.

أمريكا تبحث لنفسها عن نصيب من الكعكة الأفريقية، وعلى الرغم مما فى هذا التوجه من فوائد اقتصادية كبيرة قد تساعد الإدارة الحالية على مواجهة مشاكلها الداخلية وكذلك الخارجية خاصة ما يشكله التهديد الاقتصادى الصينى من صداع لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة والذى تزداد حدته عاما بعد عام وهو ما جعل أمريكا تفكر فى أفريقيا كظهير قوى ممكن أن يشد من أزرها هى فقط وليس مهما أصحاب الأرض والثروات، كما لم تكن الشعوب العربية مهمة أبدًا لدى الأمريكان يوما ما.

ليت اشقاءنا فى أفريقيا ينتبهون ويتعلمون من الدرس الأمريكى للعرب والذى يعنى أننا بالنسبة للاستعمار الأمريكى شعوبا مفعولا بها ولا يراد لها أبدا أن تكون شعوبا فاعلة،فهل سيستوعب الأشقاء الدرس؟

أتمنى وإن كنت أشك!

[email protected]