رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تابعت عن قرب ما شهدته محافظة اسوان فى الاسبوع الماضى من سيول ورياح ضربت المحافظة..  رغم الاحتياطات التى قامت بها المحافظة الا ان اضرارا وقعت على  عشرات المنازل والأملاك العامة  والسيارات والطرق، وهى حالة لم تحدث منذ عام 2010.

وما لفت أنظار العالم كله هو هجوم العقارب على أهلنا فى اسوان واصابة اعداد من المواطنين بلدغات  العقارب، وقد لا يعرف الكثير ان العقارب موجودة فى محافظات الصعيد من آلاف السنين وهى دائما تخرج لنا من جحورها فى موسم الصيف مع اشتداد درجات الحرارة وكانت هناك مجموعات تقوم بصيدها وسحب ذنبها وبيعه لمحلات تجميعه لبيعه لشركات الدواء لصناعة الامصال منه.

وكانت موجودة فى البيوت الطينية، ومع التقدم فى البناء اصبحت العقارب تأتى الى المنازل عبر  الشارع، او  مثل الحالة التى حدثت فى اسوان، خصوصا ان أغلب قرى اسوان اما مبنية فى حضن الجبال او اعلى الجبال، وكان المهم هو توافر الامصال لعلاج  لسعة العقرب، وهو ما تم.

ولكن ما لفت نظرى فى هذه الازمة هو نشاط محافظ اسوان اللواء اشرف عطية، وما تابعته من تحركه فور وقوع الاحداث عندما ادار غرفة العمليات وزياراته التفقدية الى المناطق المنكوبة وشهدته يصعد سلما خشبيا  ومرة يجلس القرفصاء ليستمع لأحد الضحايا وكانت حركته سريعة وتواجد وسط المنكوبين وزارهم فى منازلهم.

انا شخصيا لم التقِ به لكن احاديث اهالينا من المنكوبين عنه وتواجده وسطهم خفف عنهم  اثر الكارثة التى المت بهم، وقيامه على الفور بالتنسيق بين المؤسسات التى بادرت بتقديم المساعدات للمنكوبين جعل كل متضرر يتسلم احتياجاته.

واستدعاء مؤسسات المجتمع المدنى التى تحركت على الفور للعمل، لأنه من المعروف ان حركة المجتمع المدنى فى الكوارث اسرع من تحرك الحكومة للتخفيف من آثاها لعدم ارتباطه بالاجراءات الروتينية  والتعقيدات الادارية الطبيعية فى تدابير الحكومة، وهو الامر الذى يحدث فى كل دول العالم، فالمجتمع المدنى هو ذراع تنموية قوية للدولة.

فالدور الذى لعبه المحافظ ومعاونوه فى متابعة اعادة الامور الى طبيعتها، ومتابعته على مدار الساعة لمحطات الكهرباء والمياه ورصف الطرق المتضررة، جعل الامور تعود سريعا الى ما كانت عليه وهو نموذج لجميع المحافظين فى مصر الخروج من قوقعة المكاتب والبعد عن الشوارع والاحياء الراقية والنزول الى الشوارع الخلفية والأزقة والحوارى والقرى.

وهناك محافظون لم يعرفوا حدود محافظاتهم الا بعد ان أرغمهم مشروع تطوير الريف المصرى  «حياة كريمة» على النزول الى القرى والنجوع، لمتابعة ما يتم على الارض، ولولا هذه المبادرة الرئاسية لكانت انتهت مدة توليهم المنصب ولم يزرها.

فمدينة ومحافظة اسوان لها مكانة خاصة فى قلوب اهل الصعيد، فأهلها رمز للطيبة ورمز للكرم، وما مر بهم هو محنة عدت بخيرها وشرها، ونتمنى الا  تتكرر وأن نتخذ كل الاجراءات الكفيلة بمنعها، خاصة مع التغيرات المناخية التى يشهدها العالم التى  حولت  الطقس خارج التوقعات، فلم تعد مصر كما كنا ندرس  جوها «حار صيفا  دافئ ممطر شتاء».

واصبح طقسنا «سمك لبن تمر هندى». غريب علينا سيول وامطار فى الصعيد مع نزول البرد حتى  جدول النوات الثابت من آلاف السنين اصبح مضطربا ومختلا، خصوصا ان لدينا نوات شمالية للبحر المتوسط ونوات شرقية البحر الاحمر وأغرب تعليق سمعته قاله احد الظرفاء، عندما قال «كنا ننتظر الشتاء يأتى لنا من الشمال فجاء لنا من الجنوب»

هى امور يجب  دارستها بجدية حتى نتلافى هذه الكوارث وإن حدثت تكون بأقل الخسائر، لأنه لا يستطيع أحد أن يمنع الكوارث الطبيعية.