رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«شابوه» كلمة فرنسية الأصل، تُكتب بهذه الطريقة «chapeau»، ومعنى كلمة شابوه حرفيًا هى القبعة لكن شابوه بروتوكولياً ترمز إلى رفع القبعة احترامًا، كنوع من التحية، «أنا فى هذه السطور أرفع القبعة احترامًا لك»، والخلاصة أن شابوه أو شابو يستحقها حكم مباراة القمة محمد عادل، كتعبير عن الاحترام..

بلغة كروية بسيطة، الماتش بأجواله الغزيرة وتقلباته بين مد أحمر كاسح، ومردود أبيض متأخر، وجماهيريته العصبية، والاحتشاد الشعبى فى البيوت وعلى المقاهى، والتفاعل العصابى على الفضاء الإلكترونى، كله كله فى كومة، وحكم الماتش محمد عادل فى كومة تانية خالص.

من اسمه عادل.. وكان عادلاً، عدالة تحكيمية، واتزان، وحسم، وأعصاب باردة، ولياقة بدنية، وراء كل كرة.

تحكم تماماً فى مقاليد مباراة القمة بين الزمالك والأهلى، صفارته حاسمة، كروته مستحقة، مناقشاته ناجزة، عودته للفار نادرة، نموذج ومثال.. يمكن أن نترك التقييم لخبراء التحكيم فى الاستديوهات التحليلية، ولكن هى رغبة فى التحية والاحترام.

مباراة القمة، ثقيلة على الحكام عامة.. والمصريين خاصة، تحوطها عصبيات قبيلة، القبيلة الحمراء لا ترضى سوى عن الفوز بديلاً.. وتحقق لها الفوز.. وبالخمسة، من النتائج الثقيلة كروياً.. والقبيلة البيضاء تدافع عن لقبها باستماتة.. وخرجت من المباراة بشرف وكرامة مرفوعة الرأس..

مجدداً، شابو عادل، أعاد الثقة كاملة فى التحكيم المصرى، قبل المباراة كنت قلقاً من التحكيم الوطنى، لاعبو الأهلى والزمالك صعب تسيطر عليهم فى مباراة القمة، وبعضهم يتجاوز ارتكاناً على قوة الناديين وثقلهما فى الميزان الكروى، ولا ينصاعون بسهولة للصافرة المحلية، وعندهم إحساس أنهم فوق التحكيم، ولا يذعنون إلا للحكام الأجانب، يخشونهم تماماً، أسود على الحكام المصريين.. و.. على الحكام الأجانب!!

كروت الأجانب الحمراء والصفراء تحترم، كروت الحكام المصريين مرفوضة.

عادل عدل الكفة، ولم يهتز ولم يجامل ولم يركن لمقولة إخراج المباراة لبر الأمان، وتعرض لمواقف تحكيمية صعبة، وتحمل إحراجات الفار، وتعامل بقاعدة ما حك جلدك غير ظفرك، واتخذ قراراته بثلاث ضربات جزاء فى مباراة القمة، وهذا حدث استثنائى تماماً، والنتيجة ثقيلة، والمباراة جرى ورمح فى المساحات، عادل استطاع تغطية الملعب، اعتقد جرى كيلومترات أزيد من أسرع لاعب فى المباراة.

أهمية ما قدمه عادل فى هذه المباراة إنه خلص الكرة المصرية من عقدة الحكم الأجنبى، لم نعد فى حاجة لاستقدام حكام بالدولار، وترسيخ فكرة أن الحكم حكم، واللاعب لاعب، والعدالة التحكيمية سيدة الموقف، والحكم لا يرتدى تشيرت ملوناً تحت فانلته التحكيمية، بل يحكم ضميره أولاً، والفار ثانياً، وليس الفار أولاً كما يفعل بعض أقرانه فى حالة عدم ثقة تغلف مباريات عديدة.

 ورغم بعض الهنات التحكيمية (مختلف عليها) ونرفزة الملعب من بعض اللاعبين لكنهم كانوا عند حسن الظن، ولم يخرجوا على الحكم اتهاماً وتجاوزاً.. وهذا عين الصواب الكروى، نحسدهم على هذا الأدب الرياضى الذى بدأ من الخطوط خارج الملعب، الأجهزة الفنية كانت مثالية فى تعاطيها مع قرارات عادل.

طبعا سيعدد البعض أخطاء الحكام وهم فى مقاعد المتفرجين، ولكنها بالحسابات الكروية موقعة عنيفة فيها كل الألعاب الخشنة، والعنيفة، والصعبة، كون عادل يخرج بالمباراة بهذه النتيجة دون تحزيم، وصفير، ويعطى اللاعبين كل هذه المساحة للعب دون توقيفات ممنهجة أو رغبة فى الخروج بأقل الخسائر، ودون خروجات جماهيرية، أعتقد أنه حكم يستحق التحية الواجبة، والاحتفاء المستحق.

عادل كان عادلاً، ونزيهاً، ومتفاعلاً مع أحداث المباراة، بجد كان نجم المباراة الأول، قبل المهاجمين وحراس المرمى، كان نجماً وحده، هو رجل المباراة بامتياز.