عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عهد الناس منذ سنوات عدة على وصف أى تغيير سياسى لنظام الحكم فى العالم الثالث على أنه انقلاب ؛ واقرنوا ذلك بأنه لايحدث فى الدول المتقدمة. وفى الواقع أنه على مدى المائة عام الماضية، تعرضت الإمبراطوريات المتدهورة لمحاولات انقلابية، أدت فى بعض الأحيان إلى قلب الأنظمة الدستورية. بينما تتراكم الانتكاسات العسكرية، يتآكل موقعهم الاقتصادى المتميز، وتتصاعد التوترات الاجتماعية، عانت سلسلة متعاقبة من المجتمعات الواقعة فى قبضة خسارة مؤلمة للقوة العالمية انقلابات، سواء كانت ناجحة أم لا، بما فى ذلك بريطانيا العظمى وفرنسا والبرتغال وإسبانيا و الاتحاد السوفيتى ودول أخرى..

كانت مؤامرة بريطانيا خيالية بعض الشيء، وسط الانحلال المؤلم الذى طال أمده لإمبراطوريتهم، تآمر قادة المحافظين مع كبار الجنرالات فى عام 1968 للإطاحة برئيس وزراء حزب العمال اليسارى هارولد ويلسون من خلال الاستيلاء على مطار هيثرو، والاستيلاء على بى بى سى وقصر باكنجهام، ووضع اللورد مونتباتن فى السلطة كرئيس وزراء بالإنابة. أثبت التقليد البرلمانى البريطانى ببساطة أنه قوى للغاية، وسرعان ما تراجعت المبادئ الرئيسية فى المؤامرة.

فى أبريل 1974، بينما كانت البرتغال تقاتل وتخسر ثلاث حروب مريرة ضد الاستعمار فى أفريقيا، قامت محطة إذاعية لشبونة بتشغيل دخول البلاد فى مسابقة الأغنية الأوروبية («بعد الوداع») قبل دقائق من منتصف الليل فى إحدى الأمسيات، وكانت إشارة للجيش ومؤيديهم للإطاحة بالحكومة المحافظة الراسخة فى تلك اللحظة، وهو النجاح الذى أصبح يعرف باسم «ثورة القرنفل».

وبعد تحرير باريس من الاحتلال النازى فى أغسطس 1944، ترأس الجنرال شارل ديجول حكومة مؤقتة لمدة 18 شهرًا، ثم استقال فى نزاع مع اليسار، وأدخله فى عقد من المكائد السياسية ضد الجمهورية الرابعة الجديدة، التى كان يحتقر دستورها الليبرالى.

بحلول منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، كانت فرنسا تتأرجح من هزيمتها الأخيرة فى الهند الصينية، فى حين أن النضال ضد الثوار المسلمين فى مستعمرتها الجزائرية فى شمال أفريقيا أصبح أكثر وحشية من أى وقت مضى، كما كان من خلال فضائح حول استخدام الفرنسيين للتعذيب على نطاق واسع. وسط أزمة الإمبراطورية تلك، أطلق سياسى مناهض للنخبة ومناهض للفكر والسامية يُدعى بيير بوجادى حركة شعبوية أرسلت 56 عضوًا إلى البرلمان فى عام 1956، بما فى ذلك جان مارى لوبان، مؤسس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة لاحقًا.

فى غضون ذلك، دبرت عصابة من السياسيين والقادة العسكريين انقلابًا لإعادة الجنرال ديجول إلى السلطة، معتقدين أنه وحده قادر على إنقاذ الجزائر لصالح فرنسا. بعد أن استولى المجلس العسكرى على الجزائر العاصمة، فى مايو 1958، تم إرسال المظليين المتمركزين هناك للاستيلاء على جزيرة كورسيكا الفرنسية والاستعداد للاستيلاء على باريس إذا فشل المجلس التشريعى فى تنصيب ديجول كرئيس للوزراء.

عندما كانت البلاد ترتجف على شفا الانقلاب، قام ديجول بدخوله الدراماتيكى إلى باريس حيث قبل عرض الجمعية الوطنية لتشكيل حكومة، بشرط الموافقة على دستور على النمط الرئاسى للجمهورية الخامسة. ولكن عندما قبل ديجول لاحقًا حتمية استقلال الجزائر، أطلق أربعة من كبار الجنرالات انقلابًا فاشلاً ضده ثم شكلوا ما أطلقوا عليه اسم منظمة الجيش السرى، أو منظمة الدول الأمريكية. وقضى هؤلاء الجنرالات الفرنسيون أربع سنوات فى محاولة للإطاحة بحكومتهم.

وأمضى الكولونيلات الفلبينية خمس سنوات فى إطلاق سلسلة من الانقلابات المتصاعدة ففى فبراير 1986، احتشد مليون فلبينى فى شوارع مانيلا لإجبار الدكتاتور فرديناند ماركوس على المنفى. بعد سنوات طويلة من فساده واللامبالاة القاسية لمعاناة الأمة، ابتهجت الجماهير بموافقتهم عندما سافر ماركوس أخيرا إلى هاواى وأعاد خصمه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة الديمقراطية.