رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى مثل هذه الأيام، وتحديداً يوم ٤ سبتمبر عام ١٨٧٢م، ولد فى القاهرة مرقص حنا من أبوين تقيين، وصفتهما مطبوعات زمانه بأنهما عرفا بحسن الصفات والتقوى، فعنيا بتربيته وتهذيبه أشد عناية، ثم توفى والده القمص يوحنا وكيل شريعة الأقباط بطنطا سابقاً، وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، فأدخلته والدته وجده المرحوم جبران أفندى واصف مدرسة الأقباط الكبرى، وكانت وقتئذ فى سمو شهرتها ونجاحها، فلم يلبث أن فاز بنصيب وافر من العلوم والمعارف،، وتخرج شاباً تلوح على سيمائه مخايل النجابة والنبوغ، فأرسلته والدته إلى أوروبا؛ ليتمم بها علومه، فدخل كلية مونبلييه بفرنسا أولاً، ثم كلية فرنسا ثانياً، وما هى إلا سنوات قليلة حتى حاز شهادة الليسانس فى علم الحقوق، وشهادة العلوم الدالة على تفوقه فى العلوم والمعارف تفوقاً جعل له أكبر منزلة بين مواطنيه والعارفين بفضله وعلمه من الأجانب، خاصة أن الحائزين على هذه الشهادة من المصريين قليلون.

ولا يمكن لمصرى أن ينكر فضل جهاد مرقص حنا، ومواقفه المشهورة، وكيف تحمل النكبات والشدائد والسجن أشهراً عديدة فى سبيل دفاعه الشريف عن حقوق البلاد، وقد وصف حضرته كل ما حاق به وبإخوانه فى خطبته الرنانة، التى ألقاها بدائرة محرم بك بالإسكندرية عقب الإفراج عنه، إذ قال:

فى صباح يوم ٢٣ ديسمبر سنة ١٩٢١ اصطف عدد عظيم من الجنود الإنجليزية، ومن حولهم الأوتوموبيلات المسلحة وغير المسلحة، واقتحموا بيت الأمة دار صاحب الدولة سعد زغلول باشا وكيل الأمة المصرية؛ ليقبضوا على دولته؛ وليبعثوا به إلى المنفى الذى عين له، ذلك المنفى الذى أرادت الوزارة الثروتية أن تقذف إليه به هو وإخوانه، وفى الوقت نفسه قبضوا على باقى أعضاء الوفد بالطريقة عينها، وقد كان صدور الأمر بالقبض فى مساء ذلك اليوم.

وفى فجر يوم ٢٤ يوليو سنة ١٩٢٢ فى الساعة السادسة صباحاً أحاط العساكر الإنجليز، وكانوا نحو ثلاثين بكل منزل من منازل أعضاء الوفد السبعة ومن حولهم الأتومبيلات، بل حصل أمر بإبدال الأتوموبيلات لأعضاء الوفد بالأتوموبيلات المسلحة، وكان ذلك أمام منزل حمد باشا الباسل، فجاءوا به فى أتوموبيل مسلح معد لحمل العساكر، ولم يحمل فى أوتوموبيل ضباط كما حمل الأعضاء الآخرون، وسيقوا إلى المحاكمة، وكان كل دفاعهم محصوراً فى كلمة واحدة هى أن قالوا للإنجليز: «لكم أن تحكموا علينا وليس لكم أن تحاكمونا»

فكان جزاء الأعضاء السبعة أن حكم عليهم بالإعدام على تهمة لا أساس لها ولا صحة. فقال حفظه الله: أقرر ذلك بصفتى عضواً فى الوفد المصرى وبصفتى نقيباً للمحامين، وبصفتى شاهداً على أعمال الوفد.

ولما جاءوا لأعضاء الوفد المصرى بمنطوق الحكم ليتلى عليهم فى ثكنة قصر النيل، وإذا هو قاض بالإعدام صاحوا جميعاً «فلتحيا مصر».

إلا أن اللورد اللنبى أنزل العقوبة من الإعدام إلى الأشغال الشاقة سبع سنوات، علاوة على خمسة آلاف جنيه مصرى غرامة على كل واحد منهم. هذا وقد ظللنا فى السجن إلى أن سقطت الوزارة الثروتية... وللمقال تتمة فى العدد القادم..

[email protected]