عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجميع فى أمريكا يتابعون ما تفعله «مانشين» و«سينيما» المرأتان الديموقراطيتان القادرتان على إحداث ضربة حقيقية فى تقليب مقاعد الحزب الجمهورى. ما يحدث فى واشنطن ليس جدالاً من الداخل بين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا الغربية جو مانشين والسيناتور فيرمونت بيرنى ساندرز. أو بين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا كريستين سينيما ورئيس التجمع التقدمى بالكونجرس، ونائبة واشنطن براميلا جايابال.

إنها ليست معركة حول ما إذا كان الإنفاق الفيدرالى الجديد البالغ 3,5 تريليون دولار هو الكثير أو القليل جداً. فهذه معركة بين شركات الأدوية الكبرى وعشرات الملايين من الأمريكيين المثقلين بتكاليف الأدوية الباهظة. هذه معركة بين طبقة من المليارديرات التى لا تريد دفع نصيبها العادل ومئات الملايين من الأمريكيين الذين ستتحسن حياتهم بشكل كبير إذا أعطت الحكومة الفيدرالية الأولوية للاحتياجات البشرية على جشع الشركات.

هذه معركة بين المنتفعين والشعب. والمستفيدون هم اليد العليا. معركة مع المصالح القوية التى تحافظ على الوضع الراهن الفاسد، ومع أعضاء الكونجرس الذين يخدمون تلك المصالح؛ ومع ذلك لا يزال أمام الرئيس الأمريكى جو بايدن فرصة لبناء الدعم المطلوب لتفعيل كل شىء أو معظمه، ويجب على بايدن أن يستخدم المنبر المتنمر الذى يظل أقوى أداة سياسية متاحة لرؤساء الولايات المتحدة.

يحتاج بايدن إلى التحدث مباشرة إلى الناس عما تم اقتراحه، لتخفيض حزمة 3,5 تريليون دولار من خطته للبنية التحتية، من أجل الحصول على دعم مانشين وسينيما وغيرهما من الديمقراطيين المعارضين المزعومين. ولماذا هو مهم، ولماذا تقاوم طبقة المليارديرات ذلك. بدلاً من قبول التخفيضات التى لا يريدها وستضعف قدرة الديمقراطيين على الوفاء بوعود حملتهم الانتخابية لعام 2020.

يجب أن يطرح بايدن هذه الأسئلة فى خطاب؛ وهذا ما فعله الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت عندما استخدم «المحادثات المباشرة» للدفاع عن الضمان الاجتماعى والصفقة الجديدة. هذا ما فعله الرئيس ليندون جونسون عندما استخدم العناوين المتلفزة للدفاع عن الحقوق المدنية وحقوق التصويت؛ بالإضافة إلى ميديكير وميديكيد. بعد ذلك، يجب أن يذهب بايدن إلى الولايات الرئيسية، كما فعل فرانكلين روزفلت وLBJ، يحتاج الناس أن يسمعوا مباشرة من رئيسهم حول لحظة المخاطر الكبيرة التى نمر بها، وكيفية الخروج منها. سيحتاج الرئيس إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به، للتحدث عن حقائق صريحة من شأنها أن تسىء إلى الحلفاء السياسيين والمانحين. لكن هذا هو ثمن الانتصار، وإذا لم يكن بايدن مستعداً لدفع هذا الثمن، فستكون رئاسة بايدن فاشلة.

ما يجب أن يتذكره بايدن هو أن هذه هى الاستراتيجية التى مكنت الرؤساء الديمقراطيين السابقين من توحيد الحزب وتعزيز أجنداتهم الجريئة. وعليه أن يفعل ما لم يتم القيام به بشكل كافٍ؛ وتقديم الحجة لخطة البنية التحتية الاجتماعية بعيدة المدى التى تحمل التسمية المؤسفة «فاتورة تسوية الميزانية»، أو الأسوأ من ذلك «فاتورة الإنفاق البالغة 3,5 تريليون دولار».  يجب أن يتحدث بلغة إنسانية، مستخدماً كل مهاراته للتعاطف والتواصل الشخصى لبناء الدعم لنهج يربط بين مشروعى القانون ويضمن تمريرهما. وعليه أن يتحدث بعبارات سياسية معترفاً بالصراعات داخل الحزب الديمقراطى التى عطلت أجندته. مع الأخذ فى الاعتبار أنه ليست عليه مهاجمة مانشين وسينيما بالاسم.

ربما يستطيع بايدن استعارة سبورة بيضاء من وزير العمل السابق روبرت رايش، الذى يكسر ببراعة النقاشات عن الاقتصاد فى مقاطع فيديو قصيرة لا تزال تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعى.فى أحد مقاطع الفيديو التى نشرها مؤخراً، يشرح رايش كل ما ستفعله فاتورة البنية التحتية الاجتماعية للعائلات وكبار السن والشباب الباحثين عن التعليم. ثم يقول: «كل هذه الأمور ستمول من ضرائب أعلى على الشركات الكبيرة والغنية».

إذا أبلغ بايدن الشعب الأمريكى بأن هذا هو موضوع المعركة، فسوف يغير النقاش بالطريقة الضرورية. بدلاً من الجدل بين الديمقراطيين بشأن كيفية تمويل خطط الإنفاق، يمكن أن تصبح هذه معركة ملحمية بين طبقة المليارديرات ورئيس مستعد لمحاربة النخب نيابة عن الأغلبية الأمريكية التى سئمت وتعبت من التضحية بأحلامها على مذبح جشع الشركات.