عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 لا شك أن حزب الوفد يمتلك ما يمتلكه أى حزب سياسى آخر فى مصر.. تاريخ عريق.. مواقف مُشرفة.. قمم وطنية مخلصة محفورة فى ذاكرة الشعب بأحرف من نور.. ومكانة متميزة فى الحركة الوطنية لا يمكن الطعن فيها أو منافستها.

  لا يعنى ذلك خلو الساحة الحزبية من أحزاب غير الوفد، ففى ذلك إجحاف بجهود وطنية تسعى بجدية صوب نيل نصيبها من العمل الوطنى الجاد دعمًا لخطوات الدولة المصرية على طريق التنمية المُستدامة، تجسيدًا لقيم ومبادئ الجمهورية الجديدة التى أطلقها الرئيس السيسى كمشروع قومى عملاق التف الكل حول مغزاه الثرى بكافة المتطلبات الكفيلة بتحقيق التطلعات الشعبية المتصاعدة والمشروعة التى فجرتها ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013 بعد أن استردت هوية الوطن وحافظت على مرتكزات راسخة لطالما شكلت قواعد أعرق دولة مركزية فى العالم.

  إلا أن مسئولية وطنية ثقيلة لابد أن ينشغل الجميع بها داخل حياتنا الحزبية، ألا وهى التعبير بصدق وأمانة عن المدى البعيد الذى قطعته الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة، ما جعل منها محوراً إقليمياً شديد الأهمية على الساحتين الإقليمية والدولية على السواء.

  فى هذا السياق ينبغى على الجميع إعلاء شأن منظومة من القيم الأخلاقية التى لابد أن تحكم، وبصرامة، كافة مجالات العمل الحزبى، سواء فيما بين القوى الحزبية، أو ما بينها ومؤسسات الدولة كافة. وأعنى هنا قيما بعينها، من بينها «الموضوعية» حيث ينبغى أن تصمت المزايدات ويكف المتزيدون عن الارتزاق بهموم الوطن ومتاعب الناس.

  كذلك أعنى «المصداقية» حيث لا مجال للنفاق والطبل والزمر فى وقت تسعى فيه الدولة بجهد وطنى شاق نحو تلبية متطلبات التنمية المستدامة، وهى مهمة صعبة جدًا فى ظل تعاظم المخاطر من حولنا، وتشابك التحديات المحيطة بنا فى الداخل والخارج كسمة مُميزة وحاكمة للصراع الدولى الراهن.

  أيضاً أعنى «التجرد»، كقيمة عليا ينبغى أن يتحلى بها كل من يتصدى للعمل الوطنى العام، فلا سبيل إلى الجمع بين المصلحة العامة والمصالح الذاتية الضيقة التى يتوجه إليها البعض دون اكتراث بما يواجهه من مسئوليات وطنية كان لزامًا أن تفرض عليه تغليب مصلحة الوطن قبل الحرص على مكاسب شخصية، مادية أو سياسية أو حتى معنوية.

  كذلك فإن قيمة «العلم» باتت سمة لا بديل عنها أبدًا فى عصر المنافسة فيه شديدة وشاقة؛ إذ لا جدوى من التصدى لمسئوليات لا يمتلك الفرد المقومات العلمية الكافية للنجاح فيها، ولو تحقق له الدافع الوطنى، فحبك للوطن ينبغى أن يترجمه وعى حقيقى بقدراتك ومدى ما تحوزه من مهارات يمكن أن تفيدك فى إنجاز ما تتصدى له من عمل وطنى.

  وفى يقينى أن قيمة «الخبرة»، وهى بلا شك رفيعة الشأن، إلا أنه لا ينبغى لها أن تحجب الأجيال الجديدة عن نيل حقها فى العمل الوطنى، دون إخضاعها لضغوط «الأستاذية» والتسلط عليها بدعوى نقل الخبرات إليها؛ فإذا كان المستقبل للأجيال الجديدة؛ فإنهم أيضاً شركاء فى الحاضر، وأصحاب رؤى متطورة ربما أو غالباً لا يملكها من يستند دائمًا على «الخبرة» دون وعى بأن خبراته إنما تراكمت فى زمن غير الزمن الذى نحياه الآن، ومعطيات الأمور على الأرض تغيرت بما لا يتيح له فرصة احتكار الحقائق ومصادرة حقوق الأجيال الصاعدة فى الإبداع بما يحقق ما تحتاجه المرحلة من تطور حقيقى. وهنا أود التأكيد أن الأمر لا يحتاج شعارات تُطلقها ألسنة فقدت مصداقيتها منذ زمن بعيد وتتمسك بتاريخ لم تصنع منه شيئًا، وتتكسب من مخزون وطنى بينما ممارساتها أبعد ما تكون عن قيمه ومبادئه، حتى بات خطابها يتمتع بقدر كبير من «خِفة الدم» مُثيرًا للبسمات مشيعًا التندر بين المستمعين، بينما يجرح مشاعر الأبناء الحقيقيين لهذا المخزون الوطنى المُشرف.