رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

هناك مشهدان روادا خيالى وتركا فى نفسى تساؤلات كثيرة الأسبوع الماضى.

المشهد الأول.. الخميس 14 أكتوبر 2021 ودعت الخطوط الجوية الإيطالية عملياتها فى الطيران بآخر رحلة من روما إلى كاليارى وبذلك يكون قد أسدل الستار على ثالث أكبر شركة طيران فى أوروبا فى أواخر الستينيات، خلف الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الفرنسية...كانت الخطوط الإيطالية التى ارتبطت لعقود بالازدهار الاقتصادى فى إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، تخسر الأموال منذ عام 2008.

المهم تم استبدال أليطاليا بعد تاريخ مليء بالحيوية يمتد لـ74 عامًا بشركة الطيران الوطنية الإيطالية الجديدة (ITA) التى بدأت عملياتها فى اليوم التالى يوم الجمعة 15 أكتوبر.

ويذكر التاريخ إن قصة أليطاليا بدأت فى 16 سبتمبر 1946، بعد عام من الحرب، عندما تم تأسيس شركة أليطاليا باسم الخطوط الجوية الإيطالية إنترناسيونال، بتمويل من الحكومة الإيطالية والخطوط الجوية البريطانية الأوروبية (BEA) بترتيب حصص بنسبة 60/40.. وبدأت شركة الطيران عملياتها فى ٥ مايو 1947، برحلة افتتاحية من تورين إلى كاتانيا وروما.. وسرعان ما توسعت أليطاليا لتشمل دولًا فى جميع أنحاء أوروبا، فى حين تم إطلاق أول رحلة جوية عابرة للقارات فى عام 1948 بين ميلانو وأمريكا الجنوبية..كانت أليطاليا جاهزة لدورة الألعاب الأوليمبية فى روما عام 1960 ومطار فيوميتشينو الذى افتتح حديثًا، حيث كان لها قاعدة، وبحلول عام 1960 كانت تقل مليون مسافر.

وأصبحت أول شركة طيران أوروبية تنتقل بالكامل إلى عصر الطائرات... كانت أليطاليا ترتدى زيًا رسميًا باللونين الأخضر والأبيض والأحمر من تصميم جورجيو أرمانى وكانت أول شركة طيران فى العالم تحمل بابا، بطائرة بابوية تُعرف باسم Shepherd One من أصل 10000 راكب فى عام 1947، وكانت أليطاليا تنقل 25 مليون مسافر سنويًا بحلول التسعينيات.

كافحت شركة الطيران المملوكة للدولة من أجل تحقيق الربحية، لكن الحكومة كانت تنقذها دائمًا...على مدى السنوات اللاحقة، مرت أليطاليا بالعديد من الصفقات الاستثمارية الفاشلة أثناء محاولتها خفض التكاليف، كل ذلك فى مواجهة الإفلاس والإضرابات النقابية التى تلوح فى الأفق...استمرت شركة الطيران فى تلقى عمليات الإنقاذ من الحكومة الإيطالية فى شكل قروض طارئة، فى انتهاك لقواعد الاتحاد الأوروبى، حيث كان وباء الفيروس التاجى كورونا الذى أسرع بإفلاسها وإغلاق إيطاليا. توقف هذا الدعم المالى فى عام 2006 عندما دعا الاتحاد الأوروبى إلى إنهاء هذه الممارسة، تاركًا شركة الطيران تكافح.

توقفت شركة الطيران عن بيع التذاكر فى 25 أغسطس 2021، فى انتظار إطلاق ITA (Italia Trasporto Aereo (ITA) فى 15 أكتوبر.

حقبة ما بعد أليطاليا ستبدأ شركة ITA، المملوكة بالكامل للحكومة الإيطالية، بأسطول مكون من 52 طائرة، مع ارتفاع عدد الطائرات إلى 105 بحلول نهاية عام 2025.

سوف ترث شركة الطيران الوطنية الجديدة جزءًا فقط من أماكن طيران أليطاليا، حيث تحصل على 85 فى المائة من خانات طيران أليطاليا فى مطار لينيت فى ميلانو و43 فى المائة من فتحات فيوميتشينو فى روما.

أما بالنسبة لموظفى أليطاليا البالغ عددهم 11000 موظف، فسيتم تعيين 2800 فى وحدة الطيران التابعة لهيئة النقل الجوى هذا العام، ومن المحتمل أن يرتفع ذلك إلى 5750 فى عام 2025 إذا فازت الشركة بمناقصة أقسام المناولة الأرضية والصيانة فى أليطاليا

ستخدم ITA مبدئيًا 44 وجهة اعتبارًا من 15 اكتوبر، ومن المقرر أن يرتفع هذا الرقم إلى 74 بحلول عام 2025.

< المشهد="" الثانى...="" انتقد="" عدد="" من="" أعضاء="" مجلس="" النواب،="" الأوضاع="" المالية="" لشركة="" مصر="" للطيران،="" وزيادة="" أعبائها="" لدى="" عدد="" من="" الجهات="" الأجنبية،="" خلال="" مناقشة="" مجلس="" النواب،="" مشروع="" قانون="" بالإذن="" لوزير="" المالية،="" بضمانها="" فى="" قرض="" بقيمة="" 5="" مليارات="" جنيه..="" وأكد="" النواب="" أن="" أزمة="" كورونا="" زادت="" من="" أزماتها...="" وأعلن="" النائب="" إيهاب="" رمزى="" عن="" رفضه="" منحها="" قرضًا="" جديدًا="" مدعومًا="" من="" البنك="" المركزى.="" متسائلًا:="" إن="" هناك="" تصريحات="" على="" لسان="" المسئولين="" بالشركة="" بأن="" خسائرها="" شهريًا="" تصل="" إلى="" مليار="" جنيه،="" فهل="" من="" المعقول="" الاستمرار="" فى="" إقراضها؟...="" وقالت="" النائبة="" مها="" عبدالناصر="" «لاشك="" أن="" الجميع="" يسعى="" لدعم="" مصر="" للطيران="" ونحتاج="" أرقامًا="" واضحة="" بخصوص="" أوجه="" إنفاق="" القروض="" وسألت="" عن="" ديونها="" «هل="" تسدد="" الشركة="" الديون="" أم="" أنها="" تخسر="" فقط="" وتتحمل="" الحكومة="" السداد؟»،="" لافتة="" إلى="" ضرورة="" تحديد="" جدول="" زمنى="" واضح="" يعرض="" على="" المجلس="" بأوجه="" الإنفاق="" وجدول="">

النائب منصف سليمان قال: يجب التعرف على أوجه الإنفاق واستخدم القروض فى التطوير بما يرتقى بأوضاع الشركة وتستعيد مكانتها.. من جانبها قالت النائبة اميرة أبوشقة، إن هناك حديثًا بأن ميدونيات الشركة تصل إلى 40 مليار جنيه، وذلك يمثل أكثر من نصف رأس مال الشركة، وهو أمر يجعل الشركة من الناحبة القانونية يجب تصفيتها، مؤكدة فى الوقت ذاته رفضها لأعمال التصفية، وطالبت أبوشقة الحكومة بضرورة مد البرلمان بالأرقام الحقيقية للمديونية الموجودة على الشركة التى تعتبر رمز للدولة المصرية وتساءلت: هل القرض الذى يناقشه البرلمان عبارة عن نقل مديونية من على شركة مصر للطيران على وزارة المالية. وهل هى ديون دفترية؟

وفى رده على النواب... قال أمجد عارف، المستشار السياسى لوزير الطيران لشئون مجلسى النواب والشيوخ، إن الشركة كانت وضعت خطة طموحة قبل كورونا، وكان من المخطط أن يصل أسطول الطيران إلى 107 طائرات، حيث يصل عدد الأسطول حاليًا إلى 67 طائرة، وجارى التعاقد على 12 طائرة، حيث تم تخفيض بسبب كورونا التى عرضت الشركة لخسائر كبيرة، وأشار إلى أن الديون الموجودة على الشركة تتمثل فى سداد أقساط لشراء طائرات، وتكاليف موردين بالخارج، وسداد أسعار الوقود التى يستهلكها الطائرات فى الخارج، فضلًا عن أقساط صيانة الطائرات فى الخارج أيضًا.

يا سادة.. المشهد الأول يجعلك تقلق بأن ينتهى المشهد الثانى بما انتهى إليه المشهد الأول وهذا ما يثير فى النفس الشجن وخاصة أن الحديث عن «مصر للطيران» هو حديث يمس القلب لأنه عن الشركة التى تحمل اسم مصر وعلم مصر لتجوب بهما العالم رافعة اسم مصر وعلمها محلقة فى سماء العالم مذكرة الجميع أن مصر ستظل باقية رغم أنف الحاقدين وأطماع الفاسدين ومؤامرات الخونة والإرهابين والمتآمرين.

يا سادة.. الشركة الوطنية مصر للطيران واحدة من الأسماء التى تدفع فى كل وقت فاتورة أصحاب المصالح والمنتفعين فما بين الحين والآخر نجد هجمات شرسة تنال من الشركة الوطنية ومن المسئولين عنها.. ليبقى السؤال حائرًا: أليست هناك جهات رقابية تراقب أداء كل المسئولين السابقين والحاليين؟!! والإجابة بالتأكيد نعم.. ويبقى سؤال آخر فى ظل تلك الرقابة التى لا ترحم أحدًا وسقط على يدها رموز كثيرة وكبيرة مسئولة نذكر منها على سبيل المثال وزير الزراعة الأسبق: هل كانت سترحم أحدًا أو تتستر على أحد؟!! الإجابة أيضًا بالطبع لا... إذن يبقى وراء تلك الخسائر تراكم لتلك الخسائر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ التى كانت قبلها الشركة الوطنية من أهم مصادر التمويل للعملة الصعبة للحكومة المصرية، ويبقى أن الكل اجتهد وسط ظروف سوق طاحنة وشركة وطنية تسعى وترجو أن تعيش.. تارة بمحاولة تطوير اسطولها وتارة أخرى بنجاح الشركات التابعة للشركة الأم القابضة وتحقيق أرباح.. 

يا سادة.. إنها شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر إنهم ٨٩ عامًا من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر ٨٧ وجهة تتوجه إليها.. ٨٩ عامًا مرت من عمرها، استطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى، كما استطاعت أن تخدم أهدافًا قومية ووطنية ولم تخذل يومًا قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ٨٩ استطاعت أن تحقق للدولة أهدافًا لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر، فعلى المستوى الاجتماعى استطاعت أن توفر فرص عمل لأكثر من ٢٩ ألف موظف، حجم العمالة بها الآن، ولم تتخل قط عن ابن واحد من أبنائها حتى فى أحلك الظروف وأسوأ الأيام ووسط طوفان من الخسائر ينهش فى جسدها الهزيل الذى تمزقه من آن لآخر أقلام المفترض انها وطنية تطول من سمعة الشركة ولا تراعى أبدًا أن تلك الشركة ليست إلا نموذجًا لنماذج كثيرة فى مؤسسات مصر طالها الإهمال والتردى والاختراق منذ ٢٥ يناير وتولى الإخوان. ولكن للأسف، رحل هؤلاء وظلت وحدها مصر للطيران، التى تنهش سيرتها وتدفع هى الثمن من سمعتها العالمية والعربية والأفريقية.

همسة طائرة.. يا سادة.. هل من دروس مستفادة من المشهدين؟ بالطبع هناك الكثير من الدروس المستفادة هناك من هم أقدر منى على تحليلها والخروج بالدروس المستفادة ورأى المتواضع فى أهمية متابعة مؤشرات الأداء ودراسة الأسواق الخارجية والاستعانة بمن يتمتعون بالمعرفة والخبرة والمهارة وترشيد الإنفاق والاستعانة بأحسن الممارسات الدولية على أن يتم ذلك من خلال نهج الرصد المستمر.