رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المسقبل

كم سئلت: فى أى عصر أو فى أى زمان كنت تتمنى أن تعيش؟! وكانت الإجابة دون تردد فى زمان وعصر النبى محمد (صلى الله عليه وسلم). وكم ساءلت نفسى: ياترى أى رجال التاريخ أعظم وأيهم يعد المثال الأعظم للإنسانية؟! وكانت نفس الإجابه. والأمر هنا لا يخضع لعاطفتى الجياشة وعشقى الكبير اللا محدود له بقدر ما يخضع لمعايير عقلية وعلمية وقبل كل ذلك وبعده لمعايير أخلاقية وإنسانية ؛ فمما لاشك فيه أن كل مكارم الأخلاق وجل فضائل الإنسانية قد تمثلت فى هذا الإنسان الأمى القرشى الذى ولد يتيماً وعاش– بمعايير عصرنا وكل العصور– فقيراً لا يملك من حطام الدنيا إلا خلقه الحسن وأمانته التى لا تضاهى وحلو حديثه مع كل من قابله سواء كان عدواً أو صديقاً وسماحة خلقه وسموه فوق كل الصغائر، والذى تتمثل فيه ببساطة كل مكارم الأخلاق لدى كل الشعوب وفى كل الأديان. إنه ذلك الرجل البسيط الذى تمثلت عظمته فى بساطته وتجلت قدرته القيادية فى كونه كان القدوة والمثل الأعلى الذى تبرأ من كل حقد أو حسد، من كل كبر أو تعالٍ. إنه القائد الذى حول- بما تلقاه من وحى وبما قدمه من قدوة صالحة- مجرى التاريخ وبنى أمة هى خير الأمم، وصنع حضارة هى الأسمى فى تاريخ الحضارات من أناس كانوا الأجهل والأعنف والأقل تحضراً. إنه كان المحب لكل البشر، العطوف عليهم بحق من آمن برسالته ومن لم يؤمن. إنه كان المحب للجمال فى الطبيعة والداعى للحفاظ على كل ما فيها من جمال سواء جمال الجمادات أو جمال الكائنات؛ فكل ما فى الكون كان لديه جميلا، وينبغى الحفاظ عليه.إنه المؤمن بأهمية الصداقة والصديق وخير من احترم المرأة وحافظ على حقوقها. إنه الشديد فى الحق وألين الخلق مع الخلق. وكم هو صعب على مثلى أن يكتب عن خير البرية فمهما امتلك المرء من ناصية التعبير والبيان فسيظل عاجزاً عن أن يصف كمال بهائه ودوره اللامحدود فى التأثير على مجرى أحداث التاريخ الإنسانى منذ تلقيه الرسالة الخاتمة، وحتى يرث الله الأرض وماعليها. ورغم كل ما كتب وقيل عن هذا الإنسان الأعظم ورسالته السماوية الخاتمة للرسالات من حديث لدى كتاب السير والمؤرخين والفلاسفة والعلماء والمفكرين فلن يوفيه حقه ولن يرقى إلى مستوى مكانته السامية عند الله وعند من يعرفون حدساً وعشقاً قدره بين البشر. ولله در أمير الشعراء أحمد شوقى حينما أنشد فى يوم الاحتفاء بمولده (صلى الله عليه وسلم) قائلاً:

« ولد الهدى فالكائنات ضياء

وفم الزمان تبسم وثناء

الروح والملأ الملائك حوله

للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهى والمنتهى والسدرة العصماء

لقد عبّر أحمد شوقى بشعره العذب الملهم عن مكنون إحساس كل من عرف قدر هذا الإنسان الأعظم. وربما كان فى هذه الأبيات التى حفظتها صغيراً سر تعلقى بشخص سيدى رسول الله وعشقى له فضلاً عن سر تمنى العيش فى معيته وفى عصره؛ حيث الحياة البسيطة التى لا تصنع فيها ولا تكنولوجيا مميتة وخادعة، وحيث الطبيعة البكر السمحة المليئة بالخيرات، وحيث البشر على طبيعتهم البكر يتحابون بلا مساحيق زائفة وبلا نفاق وتخفٍ وراء حجب مصنوعة، وحينما يتواجهون فى الحروب والصراعات كانوا يتقابلون رجلاً لرجل ولا يتخفون جبناء وراء أجهزة ومعدات وأزرار قادرة على تدمير الأعداء عن بعد. إنه عصر الشجاعة بحق، عصر الحب بحق، عصر الخير بحق، عصر الإنسانية بحق. عصر تعايش فيه رسول الله وتراه وجهاً لوجه وتأنس بوجوده هادياً ومبشراً ونذيراً، وتحتمى بالقرب منه من كل شر، وتطمئن بجواره إلى كونك بجوار الصادق الأمين المتصل دوماً بوحى الله الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء. لكم أشتاق إليك يا رسول الله.. ولعل اللقاء قريب..