رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

نفتخر جميعاً باللاعب العالمى محمد صلاح ليس فقط لأدائه مع ليفربول فى إطار أنشطة الدورى الإنجليزى ولكن لرفعه اسم مصر فى الخارج ولإعطائه أملاً لكل من يشتكى من ظروف الحياة وقسوتها ويعلق فشله على شماعة الظروف والفقر وغيرها من الأسباب التى يتوهم الشخص أنها سبب عرقلته عن تحقيق هدفه، فلا يصبح أحد عالمياً بين عشية وضحاها، فصلاح لم يحالفه الحظ للالتحاق بجامعة كبيرة، بل فضل الانضمام إلى معهد اللاسلكى بسبب الظروف المالية الصعبة التى عاشها، كما لم يستطع الالتحاق بالثانوية العامة فى مدينة بسيون بسبب رغبته فى الوجود فى القاهرة للانضمام لنادى المقاولون العرب، لمن لا يعرف كيف عانى منذ الصغر! فكان يسافر يومياً 6 ساعات من أجل التدريب، كما تم رفضه فى البدايات من أكثر من جهة!

محمد صلاح مثل أى شاب طموح، كان لديه حلم منذ الصغر ولكن بالتأكيد كان أقصى طموحه أن يلعب كرة قدم مع فريق وليس كما كان وهو طفل يلعب كرة فى الشارع مع أصدقائه! فعندما كان فى السابعة من عمره كان يحلم بأن يصبح مثل رونالدو! وفى سن 14 قام بتوقيع أول عقد له مع المقاولون العرب لتبدأ مسيرته نحو الاحتراف، وقال لم يكن هناك وسيلة مواصلات مباشرة من بسيون للقاهرة فكان يركب بحد أقصى خمس حافلات حتى يصل للمنزل ولكنه كان يتحمل ليصل لما يريد أى أن يصبح عليه الآن! وتخرج محمد صلاح من مدرسة حكومية وذكر أن من ضمن الصعوبات التى واجهها فى سويسرا أنه لم يستطع فهم اللغة السويسرية وخاصة عدم قدرته التحدث باللغة الإنجليزية وقبل أن يذهب إلى تشيلسى أخذ دورات لتعليم اللغة الإنجليزية ومن يشاهده الآن يراه يتحدث الإنجليزية بطلاقة! ثم ذهب لإيطاليا وتعلم اللغة الإيطالية أيضاً!

آمن محمد صلاح بألا شىء اسمه مستحيل فاجتهد على نفسه وآمن بأنه يوماً ما سيصبح ما يريد وبالفعل أصبح بالإصرار والعزم والتحدى الذى يجعل من المستحيل ممكن! ففعل ما لم يستطع فعله الكثير ممن يلقبون أنفسهم بأنهم دعاة دين، فالداعى الحق هو من يطبق ما يدعو به على نفسه قبل أن يدعو الناس به، فحبب بأخلاقه وانسانيته الغرب فى الدين وصحح مفهوم الإسلام للجميع، وخاصة بعد تصدير البعض صورة سيئة عن الإسلام متخذين الدين ذريعة لتحقيق مآربهم ومصالحهم.

فقصص الكفاح تؤكد لى أن من يريد أن يفشل سيخلق أسباباً للفشل ومن يريد النجاح سيثبت للجميع أن ليس هناك شىء اسمه مستحيل، فأحياناً لا يكون أمام الشخص اى عائق ولا توجد فى ظروف صعبة ومع ذلك تجده يختلق أسباباً للفشل كالحسد! وهناك من يرمى فشله على البلد وظروفها! فكل الناجحين والمتفوقين والفاشلين فى شتى المجالات يعيشون معاً على أرض الوطن ولكن الفارق الوحيد ما بين شخص وآخر هو الإرادة والعزيمة التى تجعل من المستحيل ممكناً! فالمسألة تتوقف على الشخص وإرادته، فنجد فى أسرة فقيرة جميع الأبناء استسلموا للفقر، وواحد منهم فقط لم يستسلم وكافح، وأحياناً تجد أسرة غنية ولكن لا يوجد بها شخص واحد ناجح! فقصص هؤلاء الأبطال وغيرهم مما لا حصر لعددهم أعطوا لكل شخص سلبى دروساً فى الأمل والتحدى والإرادة.

--

عضو مجلس النواب

[email protected]