رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المطران «جاستن ويلبي» رئيس أساقفة كانتربيرى (رأس كنيسة إنجلترا والمذهب الأنجليكاني) نموذج للقائد الدينى الساعى إلى الحوار، بغية السلام، ويبتدر الناس السلام دون تحفظات دينية مسبقة.

اللافت، أن «المطران الحاذق المبتسم دومًا» لا يُدخل نفسه وكنيسته مُدخلًا ضيقًا فى صراعات دينية حصادها مرير، له رأى عادل فى الحروب الصليبية، تاريخيًا ظلمات، بعدها نور على البشرية، يتشوق للضياء، دون أن يلعن الظلام.

يرفض قطعيًا نظرية صراع الأديان، يعتقد بحوار الأديان لسعادة البشرية، يقول: «من الطبيعى أن نتكلم ونناقش ونختلف ونظل أصدقاء ويسود بيننا روح الود والسماحة ولكن هناك جماعات تبدأ بالعنف ورفع السلاح وهى تستخدم نصوصًا دينية فى ذلك.. نحتاج إلى قادة دينيين لمحاربة التطرف».

القائد الدينى للكنيسة الإنجليزية الشهيرة «كانتربري» سعى إلى مصر لتدشين «إقليم الإسكندرية»، والإقليم يضم عشر دول فى شمال وشرق القارة، ترفيعًا لمكانة «اوبروشية الإسكندرية» التى يترأسها المطران المصرى قلبًا وروحًا ووطنية الدكتور سامى فوزى، الرئيس الجديد لأساقفة الإقليم، وفى سعيه (سعى كبير أساقفة كانتربرى) كثيرًا من المحطات اللافتة التى تبرهن على نزوعه للحوار سبيلًا للسلام وما فيه صالح البشرية. 

عندما سألته عن سر علاقته الطيبة بالإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قال فى مناقبه قولًا طيبًا، وصفه بـ«معلمه وملهمه»، لقد «ألهمنى بتفكيره وطيبته وإنصاته الجيد والتزامه العميق بالسلام»، هكذا ينزل العلماء العلماء منازلهم، ويتواضعون محبة.

أخلاقيات من زمن الفضيلة، مستمدة من تراث حضارى راق، وتؤشر على روحية، روحه طيبة، ويقدر العلماء، ويبجل الرئاسات الدينية احتراما للديانات وأصحاب الديانات، يجل المتدينين، ويرى فى الأديان سعادة البشرية، ولا يحنق على «الملاحدة»، يلتمس عذرًا، ويراهن على القلب أن يخترقه شعاع نور، فينفتح العقل على رسالة الأديان، وقوامها المحبة والرحمة ومجملها سعادة الإنسان. 

تواضع المطران ويلبى متسقة مع شجاعته فى الحق، وتبرز فى موقفه الرافض لاحتكار لقاحات كورونا، يطلب بجرأة المؤمن بالعدالة بين البشر، «الحق العادل فى اللقاح لبنى البشر جميعًا»، وأن تتخلى الشركات والدول عن أنانيتها، وتعدل انطلاقًا من إنسانيتها، اتساقًا مع مواقف القادة الدينيين حول العالم وفى مقدمتهم الإمام الأكبر الطيب شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، وطائفة من العلماء الذين ينادون على تحكيم الضمير الإنسانى فى مواجهة الوباء.

 وعدالة أحكامه المبدئية تبرز فى موقفه المعتبر من قضية مياه النيل، وعندما سألت نيافته لم يصمت، ولم يقل: لا تعليق، ولم يتحسب حسابات سياسية، برز مدافعًا عن الحق فى الحياة، يقول: «المياه والشمس ليست ملكًا خاصًا لأى أمة، مصادر الحياة أعطيت من الله لكل البشر»، «لازم الإثيوبيين يكونوا واضحين حول السد الإثيوبى، السد لازم ما يكونش تهديد لأحد».

وبفهم واع لتضاريس القضية، يقول «النيل ليس ملكًا لدولة واحدة، فهو يبدأ من وسط أفريقيا وينتهى فى البحر المتوسط، وهذا النهر أسهم فى بناء أعظم الحضارات، ولا يجب أن يكون سببًا فى العنف، أو سوء الاستخدام أو الابتزاز فنهر النيل عطية من الله لصالح البشر». ويحدد موقفه بوضوح: «أنا مش ضد إثيوبيا، ولكن مع حق البشر فى الحياة».

رسائل المطران «جاستن ويلبى» من بلد الأزهر الشريف بلغت العالم، انتصارًا للسلام وترفيعًا للإنسانية، وحفاظًا للحق فى الحياة، هكذا يتحدث أصحاب الفضيلة والنيافة، رؤساء الأديان، والحاجة ماسة إلى دعوات طيبات تخفف من الغلواء والتطرف وحروب الأديان، البشر يفتقدون إلى السعادة، ويتطيرون مخافة من الوباء، سألته: هل كورونا غضب من السماء؟ فقال بعد إطراق وتفكير عميق: «أستعبد أن يكون فيروس عشوائى مثل كورونا هو عقابًا إلهيًا؛ كورونا هو شر طبيعى فى عالم مكسور».