رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ما زالت ذكرى حرب السادس من أكتوبر 73 تستدعى الرئيس البطل أنور السادات الذى بث الثقة فى النفوس بالقدرة على النصر، وتحطيم أسطورة جيش إسرائيل الذى لا يقهر. جاءت الحرب كما أرادها السادات حربًا تحريرية استعادت مصر من خلالها أراضيها المحتلة، واعتبرت نقطة تحول فى الصراع العربى الإسرائيلى. إنه السادات الذى امتلك ذهنًا استراتيجيًا أجاد عبره التخطيط لحرب كانت لها صدى وتأثير فى العالم كله، فهى الحرب التى كشفت الغطاء عن الولايات المتحدة الأمريكية والدور الحقير الذى قامت به لإغاثة حليفها الإسرائيلى، فعوضًا عن تقديم السلاح قدمت المعلومات الاستخباراتية حول مواقع الجيش المصرى. ورغم ذلك فإن الحرب حققت لمصر النصر المؤزر. ولا أدل على ذلك من اعتراف القيادة السياسية فى إسرائيل بإخفاقها فى الحرب وهو ما دعاها إلى أن تمارس الضغط على رئيسة الوزراء وقتئذ «جولدا مائير» لتقديم استقالتها التى تمت فى عام 1974، لتقول بعد ذلك فى مذكراتها: (ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 73).

يكفى أن حرب أكتوبر هى التى جعلت إسرائيل توقن بأنها لم تعد القوة التى لا تقهر، فلقد كانت الحرب نقطة مفصلية فى تراجع إسرائيل عسكريًا، ومن ثم لم تكسب حروبها بعد ذلك تلك التى جرت فى عام 1982، ولا فى حرب تموز 2006، ولا فى حروبها فى غزة فى 2008، 2012، 2014. لقد حطم الجندى المصرى أسطورة الجيش الذى لا يقهر. إنها قصة أعظم الحروب فى العصر الحديث سجلها التاريخ بأحرف من ذهب. استطاعت الحرب على المستوى الاستراتيجى أن تحطم نظرية الأمن الإسرائيلى، وأن تهدد نظرية الحرب الوقائية. وعلى المستوى التكتيكى تغلبت القوات المصرية على أعقد مانع مائى، ودمرت أقوى الدفاعات والتحصينات. إنها الحرب التى استطاعت أن تحفر مكانًا بارزًا فى ذاكرة التاريخ العسكرى. وهو ما دفع بصحيفة «الواشنطن بوست» إلى أن تقول: (لقد حققت مصر من خلال هذه الحرب نصرًا رائعًا لا نظير له تحطمت معه ومن خلاله أوهام إسرائيل).

حرب أكتوبر دفعت «دافيد هيرست» الصحفى المخضرم وكبير الكتاب فى الجارديان البريطانية إلى أن يقول: (كانت حرب أكتوبر بمثابة زلزال. نجحت فى فرض أمر واقع بقوة السلاح، ومعها فقدت إسرائيل 2523 رجلًا، وهى خسارة تبلغ من حيث النسبة ما خسرته أمريكا خلال عشر سنوات فى حرب فيتنام مرتين والنصف). ويكفى أن «دافيد بن جوريون» أصيب من جرائها بنزيف فى المخ بعد أن شاهد انهيار عالمه الذى أسهم فى بنيانه، باعتباره أول رئيس وزراء لدولة إسرائيل والمؤسس لها عام 48. وهى الحرب التى حدت بالزعيم الصهيونى ورئيس الهستدروت الصهيونية العالمية «ناحوم جولدمان» إلى أن يقول فى كتابه «إلى أين تمضى إسرائيل»: (إنها الحرب التى وضعت حدًا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب. ويكفى أنها كلفت إسرائيل ثمنًا باهظًا بلغ خمسة مليارات دولار. وفى هذه الحرب تفوقت المخابرات المصرية، وسقط خط بارليف، وأجاد المصريون تكتم موعد انطلاق الحرب لتشكل عنصر مفاجأة لإسرائيل). وللحديث بقية...