رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

نعيش هذه الأيام ذكرى النصر العظيم.. ذكرى معركة الكرامة والشرف.. ذكرى حرب أكتوبر التى غيرت مجرى التاريخ وحفرت لأبطال مصر البواسل مكانة فى سجل الأبطال.. وأعادت للعسكرية المصرية هيبتها وتبوأت مكانها الطبيعى وسط الجيوش الكبيرة.

وعندما نتحدث عن حرب أكتوبر فإن هناك ثوابت راسخة لا يمكن أن نتجاهل أياً منها أو نحيد عنها أبداً.. أول هذه الثوابت أن النصر كان من عند الله وبتوفيق منه.. هذا ما أكده أبطال العبور للزميل محمد صلاح فى الحوارات التى نشرتها «الوفد» فى ذكرى العبور.. قالوا إن صيحة الله أكبر كانت الشرارة التى أشعلت حماس الجنود، وتحت صيحة الله أكبر لجميع المقاتلين اقتحمت قواتنا الضفة الشرقية على طول المواجهة فى 5 رؤوس كبارى ومحور بورسعيد بواسطة 750 قارباً مطاطياً و1500 سلم خشبى.. لقد تسلح جنودنا بالإيمان والصبر وخاضوا المعركة وهم صائمون فكان النصر حليفنا.

ومن الثوابت فى هذه الحرب أن الرئيس أنور السادات كان صاحب قرار المعركة.. لم يتردد ولم يتراجع.. واتخذ القرار بكل شجاعة وحنكة.. كان داهية فى الحرب.. وداهية فى السياسة.. أصلح ما أفسده سلفه.. أعد للحرب عدتها من أول يوم تولى فيه المسئولية.. وأعاد الثقة لجنودنا وقواتنا المسلحة بعد الهزيمة التى تسبب فيها عبدالناصر وأعوانه الذين خدعوا الشعب وكسروه.. ودخلوا حرباً ليسوا أهلاً لها.. فقد كانوا غارقين فى الفساد ومزقتهم الخلافات.. والغريب أنهم لم يتواروا خجلاً بعد الهزيمة وإنما ضحكوا على الشعب بتمثيلية التنحى وبرأوا الزعيم الملهم رغم أنه المسئول الأول عن هذه النكسة.

ما أعظم النصر.. وما أقسى الهزيمة.. فارق كبير بين خطاب النصر الذى ألقاه الرئيس السادات أمام مجلس الشعب فى 16 أكتوبر وبين خطاب التنحى الذى ألقاه عبدالناصر عبر الإذاعة المصرية فى مساء 9 يونيو 67.. فى خطاب الهزيمة اتفق عبدالناصر مع الكاهن الأعظم محمد حسنين هيكل على تمثيلية التنحى وكتابة خطاب مؤثر لخداع الجماهير مرة أخرى.. استغلوا طيبة الشعب المصرى وعاطفته الجياشة، وبرع هيكل فى اختيار كلماته، خاصة العبارة التى قال فيها إننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه، لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى وأن أعود إلى صفوف الجماهير.. نجحت تمثيلية التنحى كما خطط لها ناصر وهيكل.. وتحول عبدالناصر إلى بطل قومى واستمر فى منصبه تحت هتافات ومظاهرات مصطنعة، وبدلاً من عزله ومحاكمته استمر فى منصبه ولم يؤثر فيه عار الهزيمة ولا أشلاء الضحايا ودموع الثكلى.

وفى خطاب النصر قال الرئيس السادات: جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى.. لكن كى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل قصة الكفاح ومشقة مرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله.. سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور، وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.

هذه هى كلمات النصر.. كلمات صادقة تخرج من القلب.. أما الكلمات الجوفاء الخادعة فسرعان ما تذهب سدى.