رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 الإحسان صنو العدل أى شقيقه أو نظيره، وإذا كان العدل أساس الملك وأساس الحكم الرشيد وركيزة من ركائز قيام الأمم فإن الإحسان يعد طريقًا لتقدم الأمم ورقيها لما له أبلغ الأثر فى تماسك وترابط أفراد المجتمع حيث صفاء النفوس والبعد عن كدر النفس وسوء الفهم وسوء الظن، وهذا ما ورد فى القرآن الكريم «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» سورة النحل آية (90).

 إن الإحسان بين الناس يُعد سببًا من أسباب انشراح الصدور لأنه يطفئ نار الحسد والحقد « وَلا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ » سورة فصلت آية 34.

 إن الإحسان ضد الإساءة ولقد ورد فى القرآن الكريم « وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى » سورة النجم آية (31) والإحسان فى كل شيء يعنى أيضًا إتقان العمل فإذا كان العمل خاصًا بالدولة أو بالناس فإنه يجب على الإنسان أن يقوم به على أكمل وجه.

 وإذا كان الإحسان فى الأعمال فإنه يجب أن يكون أيضًا فى الأقوال فالكلمة الطيبة صدقة ولقد ورد فى القرآن الكريم « وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ» سورة الحج آية 24، «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» سورة البقرة آية 83. ويعتبر الإحسان فى مرتبة عالية من مراتب الدين فإذا كان الله سبحانه وتعالى يأمر العباد بالعدل فإنه سبحانه يأمر أيضًا بالإحسان سواء فى حق الله سبحانه أن تعبده كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك، كذلك الإحسان فى حق العباد وإعطاء كل ذى حق حقه قولًا وفعلًا وعدم الجور على حقوق الآخرين قولًا وفعلًا.

 وإذا كان الإحسان مطلوبًا فى كل نواحى الحياة فإنه يتجلى واضحًا فى آية من آيات الله تعالى فى الكون وهى العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته والتى سماها الله فى كتابه بالميثاق الغليظ حيث أمر الله سبحانه وتعالى عندما يكون هناك شقاق بين الزوج وزوجته أن يكون الإمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان وأن يكون الهجر هجرًا جميلًا، سبحان الله رحمتك وسعت كل شيء «فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» سورة البقرة 229. لعلنا نأخذ من هذا الأمر العظة والعبرة وأن يكون الإحسان منهجًا لنا جميعًا فى سلوكنا والعلاقات التعاقدية بين الأفراد بعضهم البعض أو بين الأفراد ومؤسسات الدولة أو المؤسسات الخاصة لأن هذه العلاقات تحكمها شروط العقد فلا بأس من إنهاء التعاقد أو العلاقة التعاقدية بشروط العقد ولكن بالإحسان دون التجريح فى الأشخاص أو القدح فى محاسنهم والتركيز على عيوبهم أو نواقصهم وقد ورد عن السيد المسيح عليه السلام «من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر» لكل هكذا يجب أن يكون التسريح بإحسان.