رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

تعليق مليء بالحزن والعتاب كتبه صديق الطفولة والشباب الأقصرى الجميل احمد بدوى الدسوقى وهو أثرى كبير ومرشد سياحى يشار له بالبنان, يلومنى أحمد وكتاب الأقصر على تجاهل المشاكل الكثيرة التى تعانى منها المدينة, وتركيز الكتابة على بعض المشاكل التى يعانى منها الوسط الرياضى المصرى فى الآونة الأخيرة. التعليق جاء على مقالى هنا الأسبوع الماضى والذى طالبت فيه بضرورة تنحى ضياء السيد من تدريب المنتخب بعد الضجة التى حدثت عقب فيديو فضح تنمره على اللاعب شيكابالا. يقول احمد بدوى فى تعليقه: «الكورة فى مصر أصبحت رغى وتعصب غير مبرر, هل حققنا نجاحا فى كل شيء ولم يتبق سوى مشاكل الكرة والدورى وشيكابالا وضياء السيد؟ كله هرى فى هرى يتم به إلهاء الشعب فى نفسه حتى تستريح الدولة. خسارة جدا تلك الأموال والوقت والاهتمام المبالغ فيه الذى يحصل عليه هؤلاء مع أنهم كلهم فاشلون, إدارة ومدربين ولاعبين. أين أنتم يا صحفيو الأقصر من مشاكل الأقصر, البطالة والفنادق الخالية والعشوائية والرشوة, هل تعلم أنه حتى الآن يوجد بالأقصر- وهى المدينة السياحية الأولى فى العالم من ناحية كمية الآثار التى تزخر بها- مناطق ليست فيها محولات كهرباء ولا صرف صحى؟ وأزيدك من الشعر بيتا, هل تعلم أن المحافظة تريد تحصيل ستمائة وخمسين جنيها مقابل مرافق المتر الواحد فى تلك المناطق بينما فى كل المحافظة الرسوم لا تتعدى السبعة وعشرين جنيها؟».

انتهت رسالة صديقى احمد التى تقطر مرارة. وأريد هنا أن ارد عليه فى نقاط محددة, فإذا كان هو عاتب على الصحافة لاهتمامها بقضايا غير التى يعتقد هو أنها الأهم فللصحافة ياصديقى عذرها فى ذلك حيث لم يعد لها مؤخرا نفس التأثير الذى كانت عليه إلى عهد قريب مضى. عندما كانت مجرد شكوى صغيرة فى باب أى المحرر كفيلة بأن تهز الحكومة كلها,أما الآن فلو كتبت صفحات بأكملها عن المشاكل الحقيقية التى تعانى منها الأقصر وغيرها من المدن والمحليات فلن يهز ذلك ولا حتى شعرة واحدة فى رأس الحكومة. لا أخفيك يا صديقى أن ذلك قد سبب نوعا ما من الإحباط لدى الصحف ولدى الكتاب فلجأ الكثيرون للكتابة فى القضايا الجماهيرية ربما ليضمن نسبة قراءة مرتفعة من ناحية حيث يقبل على قراءة كل ما يتعلق بالرياضة والحوادث والفن مثلا أكثر من أى مواد صحفية أخرى. ومن ناحية أخرى يبتعد عن الخوض فى قضايا قد تسبب له وجع الدماغ ولن تسفر عن شيء ملموس, ولن يتغير واقع بعد النشر عن حاله قبل النشر.

لكن هذا لا ينفى يا صديقى ان كثيرا من الكتاب الذين أحاول أن اكون منهم قد كتبنا مرارا وتكرارا عن المشاكل التى تعانى منها الأقصر وغيرها من محافظات الجمهورية, وهذه ليست منة ولا تفضلا منا بل هو واجب جميع حملة الأقلام تجاه مجتمعهم بشكل عام ومدنهم وقراهم بشكل خاص, والحمدلله أننا نعمل فى الصحافة المكتوبة التى لها أرشيف من السهل الرجوع إليه حيث يصعب أن يدعى فينا أحد قيامه بالكتابة فى قضايا تهم المجتمع رغم ما سبق أن ذكرته لك من تجاهل الحكومة لأغلب تلك المشاكل التى تتناولها الصحف وكأنها تتعمد تقزيم الصحافة المكتوبة التى أصبحت تعانى من عدة مشكلات تهدد وجودها واستمرارها من أساسه.

وإذا كنت يا صديقى قد اتفقت معك فى تراجع اهتمام الصحفيين والكتاب بمشاكل المجتمع بشكل عام وليس الأقصر فقط أختلف معك تماما فى نظرتك الهينة للمشاكل التى يعانى منها الوسط الرياضى فى مصر, فأنا أعتبرها مرآة تعكس حال المجتمع كله، وإذا كانوا فى الماضى قد قالوا إن العقل السليم فى الجسم السليم، فهذا ينعكس على المجتمع كله فلو كانت لدينا رياضة سليمة فاضمن لك أن سيكون لدينا سياسة سليمة واقتصاد سليم وفن سليم ومجتمع مدنى سليم ومحليات سليمة خالية من الرشوة وكذلك وهو الأهم سيكون لدينا صحافة سليمة فإصلاح الوطن من وجهة نظرى يبدأ بالصحافة.

[email protected]