رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

«أستقبل الميعاد منك.. فلم يعد

لى من سمائك غير أطياف الأرق»

(شعر سودانى)

الدعاء مستوجب للسودان أن يتجاوز محنته السياسية وصولاً إلى صيغة توافقية توفر الأمن والأمان والخبز لملايين الطيبين الذين ضاقت بهم السبل بين مكونين (مدنى وعسكرى) متمترسين فى مواقفهما دون انصياع للإرادة الشعبية التى تبيت على جمر النار رغبةً فى الاستقرار.

كل محبٍ للسودان يتمنى انقشاع السحب المظلمة عن سماء الخرطوم «العاصمة المثلثة»، فى الظلمة السياسية تتفاعل العناصر الفاسدة وتبخ سموماً فى الأرض السمراء، والكيزان الإخوان فى الدغل الكثيف متربصون، ينتظرون فرصة سانحة للانقضاض، الكيزان خطر محدق.. ولا يزال.

تفاكر الفرقاء مطلوب، وبشفافية، وببعض التواضع السياسى، والتواضع من سمات الشخصية السودانية، وحكمة الشيوخ مستوجبة لتطويع النهر الشبابى المتدفق إلى الشوارع لصالح القضية الوطنية..

أخشى السودان على شفا جرف هارٍ.. ومحبا للسودان الحبيب أخشى أيادى غريبة فى الإناء الطاهر، هناك قط أسود فى النفق المظلم، هناك من يريد إعادة العجلة إلى الوراء، وإجهاض خطوة تخضبت بدماء الشهداء.. قنوات الإخوان تشعلها ناراً تفتن المكونين العسكرى والمدنى بدهاء استخبارى لا يخفى على مراقب عن كثب..

 هناك من يضع العصا فى العجلات، ويريدها احتراباً أهلياً، والسودان لا يحتمل حروباً أهلية جديدة، كفاية عليه الحروب الجهوية، الشرق فى حالة تمرد بنفس النموذج فى الغرب جرياً على النموذج فى الجنوب، والعاصمة حبلى بكل عناصر الاشتعال الذاتى، السودان كالقِدر يغلى على نار موقدة.

الرهان على حكمة «المكون العسكرى»، وأريحية «المكون المدنى»، يوفر فرصة للعبور الصعب من مرحلة هى الأخطر على وحدة السودان..

السودان الحبيب لا يملك وقتًا للاحتراب الداخلى، وحدوده الشرقية مهددة، ومياهه فيها طمع إثيوبى سافر، ومحنته الاقتصادية متفاقمة، والضغوط الدولية قاسية، لا حل سوى تواضع الفرقاء جميعًا، والتوافق على كلمة سواء..

مصلحة السودان والعلم والنشيد، فوق كل الجهويات والإثنيات والعرقيات والمكونات..

القسمة ما بين المكونين العسكرى والمدنى قسمة ضِيزى (ظالمة)، قسمتكم هذه قسمة جائرة غير مستوية، ناقصة غير تامة، كلاهما سودانى، وكلاهما من بين الصلب والترائب، وكلاهما يتمناها برداً وسلاماً.

«فتنة المكونين» جد خطيرة، لا تخدم مصلحة وطنية، ولن توفر الخبز الجوعى، تفتن الشعب السودانى ولا توفر الأمن، تقسم الشارع على مكونين، وتجذّر الخلاف، وتوسع الهوة بين الرفاق.. مطلوب كبارى لتجسير الهوة.. لوصل ما انقطع.. أين الجامعة العربية.. إلى متى تظل العواصم العربية تشاهد الحاصل دون تواصل، دون مد يد العون لإنقاذ السودان من محنته، المبعوثون والسفراء الأجانب ينشطون.. ونحن هاهنا قاعدون.

الإخوة الأعداء، ليس هكذا يوصف الأحباب، متى كانوا أعداء وهم يأكلون من طبق واحد،، هذا لا يخدم السودان أبداً، ولن يمكن الفرقاء من المرور الآمن من مرحلة القلاقل السياسية، ولن يوفر الوقود والخبز للشارع المتعب من جراء الإجراءات الاقتصادية التى قررتها «حكومة حمدوك» اتفاقاً مع صندوق النقد الدولى..

«معركة المكونين» لن تنتهى كما يتخيل البعض بنصر وهزيمة، لا المكون العسكرى سيتخلى عن دوره الوطنى فى حماية المرحلة الانتقالية وفق الوثيقة الدستورية، ولا المكون المدنى سيتحمل استحقاقات المرحلة القلقة بمفرده فى ظل تهديدات وجودية حدودية للسودان، سنقطع الطريق الواعر سوياً..

تفاعل المكونين وتكاملهما على قواعد حاكمة تنبنى على تجربة الشراكة فى الفترة القصيرة الماضية بدروسها المستفادة توفر أرضية صالحة لإنجاز المطلوب سودانياً.. لتهتف به شوارع الخرطوم..