رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفساد الأمريكى.. هى عبارة أقل ما يوصف به حجم الأموال المهدرة فى أفغانستان التى سقطت فى يد طلبان مرة ثانية مثل انهيار عمارة فيصل الشهيرة.

فالتقارير كل يوم تخرج تتحدث عن حجم الإنفاق الأمريكى على تدخلها هناك للقضاء على القاعدة وطالبان، تقرير حديث قدَّر ما صُرف بمبلغ 2.5 تريليون دولا وآخر قال إن التكلفة بلغت 2.3 تريليون دولار حتى الآن، وأن هذا الرقم لا يشمل ذلك الجسر الجوى الضخم الذى أجرته إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لإجلاء 123 ألف شخص من أفغانستان قبل انتهاء عملية مغادرة القوات العسكرية النهائية للبلاد. 

 فى حين قال رأس السلطة الأمريكيه جو باين أن الولايات المتحدة انفقت أكثر من 2 تريليون دولار على الحرب فى أفغانستان خلال 20 عامًا، وأظهرت وثائق أمريكية أن الميزانية التى أُنفقت فى أفغانستان تجاوزت الـ300 مليون دولار يوميا، لمدة عقدين، أى حوالى 50 ألف دولار لكل فرد من سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون نسمة. تشمل هذه الأرقام الرئيسية 800 مليار دولار من تكاليف القتال الحربى المباشرة و85 مليار دولار لتدريب الجيش الذى هرب قادته وجنوده واختفوا كالسراب.

هذه الأرقام تطرح سؤالا مهما: هل بالفعل صرفت هذه الاموال فى أفغانستان سواء فى تمويل الحروب أو تدريب الجيش أم أن كيانات أمريكية استولت عليها؟ تحت زعم دعم المنتج الأمريكى كما كان يحدث فى التمويلات التى كانت تقدمها هيئة المعونة الأمريكية إلى الدول وإلى المنظمات الأهلية فى مختلف دول العالم هى كانت تشترط أن يتم شراء الاجهزة والمعدات الأمريكية الصنع أم تم نهبها من قبل مسئولين نافذين فى الادارات الأمريكية المتعاقبة وشركاتهم.

وهل يحق للشعب الأمريكى أولا ولشعوب العالم أن تطلب من الادارة الأمريكية الكشف عن اسماء المستفيدين من هذا المبلغ الضخم  الذى اهدر فى 20 عاما بلا رقيب أو حسيب؟

فلو خصصت الادارات الأمريكية المبلغ الذى صرف على الجيش الأفغانى الوهمى فى تنمية حقيقية فى أفغانستان لكان الشعب الأفغانى خرج يدافع عن بلده وتصدى لطلبان بمفرده.

 فالتحقيق فى هذه القضية وفى تكلفة التدخل فى العراق وسوريا والصومال سوف يكشف لنا قضية فساد ستكون قضية القرن تتهم فيها جميع الادارات التى أتت إلى الولايات المتحدة من بعد 2001 حتى الآن.

فهذه القضية تذكرنى بالمعونة الأمريكية لمصر التى أقرت مع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيونى ووفقا لمعاهدة كامب ديفيد هذه المنح تهدف فقط إلى حماية الحدود مع إسرائيل وبلغت منذ عام 1978 حتى 2010 نحو 36 مليار دولار، لكن بقى السؤال اين ذهبت هذه الاموال؟ وخاصة المعونات الاقتصادية فقد ضاعت سدى ولم يستفد منها أى مصرى إلا مجموعة قليلة من المتعاونين مع موظفى المعونة فى مصر ولا يوجد شاهد واحد عليها انها صرفت فى الغرض الذى خصصت له.

القضية أن المعونة الأمريكية هى باب واسع للفساد الأمريكى الذى يضرب فى كل مكان فى العالم مافيا مختلطة مع الادارات الأمريكية تنهب اموال الشعب الأمريكى واموال الدول التى تعتقد أن أمريكا قد تحميها  والشعب الأمريكى مطالب الآن بالدفاع عن امواله من العصابات التى تحكم الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة.

الولايات المتحده صرفت 2 مليون دولار للقضاء على القاعدة وطالبان فى أفغانستان فخرجت منها مهزومة وبقيت القاعدة وطالبان كما هما.