رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

لو كنت رئيسًا لتحرير أى إصدار سواء ورقى أو إلكترونى لقررت تخصيص مساحة يومية مجانية للإشارة إلى ما يحدث فى كل المؤسسات الخيرية التى تقدم للناس علاجا مجانيا خاصة بالنسبة للأمراض الصعبة مثل الكبد والقلب والأورام السرطانية وغيرها من الأمراض التى انتشرت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة ولا تفرق بين رجل وامرأة، طفل أو شيخ، صغير أم كبير.

ساقتنى الأقدار مؤخرا للتردد على مستشفى شفاء الأورمان بمدينة طيبة الجديدة بالأقصر. للوهلة الأولى لم أصدق وجود مثل هذا الصرح العملاق فى مصر عموما وفى الصعيد خصوصا. المستشفى العملاق الذى يستقبل عشرات وربما مئات الحالات يوميا يعمل بأحدث وسائل التكنولوجيا ويدار بأحدث أساليب الإدارة فى العالم. النظافة والنظام عنوان رئيسى تستطيع أن تلمسه دون أن تبذل أى مجهود. زرت وشاهدت عدة مستشفيات خلال عدة سفريات لأوروبا وأمريكا. لم أتصور أننى فى يوم من الأيام سأشاهد مثلها فى مصر وفى موطنى ومسقط رأسى الأقصر. المكان عبارة عن خلية نحل كل فرد فيها يدرك واجباته تجاه المرضى. كل مريض بمجرد بدء علاجه بالمستشفى يتسلم كارت متابعة محددا فيه من قبلها بعشرة أيام موعد قدومه للمستشفى بالضبط لإجراء التحاليل والأشعات المطلوبة، لتحديد ما إذا كان سيحتاج إلى علاج كيماوى أم تدخل جراحى.

تعمدت ألا أتصل بأى مسئول فى المستشفى ولا أعرف حتى أى أسماء من الإدارة العليا، وقصدت ألا أزور المستشفى كصحفى بل كمواطن عادى مرافق لعزيز على قلبه، وأشهد أن ما رأيته بنفسى شيء يفوق الخيال. ازددت دهشة عندما عرفت أن المريض هنا فى مستشفى شفاء الأورمان لا يدفع مليما واحدًا مقابل أى خدمة علاجية يحصل عليها بدءًا من قرص الأسبرين وحتى أكبر العمليات الجراحية. ومهما كانت الحالة المادية للمريض لا يدفع أى مقابل. شاهدت رجلا ميسور الحال يحاول أن يدفع ثمنا لعلاج زوجته وكان الرد حاسما. القواعد واضحة وتنطبق على الجميع لا رسوم مقابل العلاج. يمكنك إذا أردت أن تتبرع بما تريد من مال وتستطيع كذلك أن توجه تبرعك كصدقة جارية فتختار مثلا التبرع بثمن كرسى من الكراسى المخصصة لجلسات الكيماوى وتضع عليه اسم والدك أو والدتك أو من ترغب فى التصدق باسمه أو بسرير مجهز يعلوه لوحة جميلة تحمل اسم المتبرع إن أراد واسم المتصدق باسمه إن رغب فى ذلك. وبفضل تلك التبرعات تم افتتاح مستشفى ملحق بشفاء الأورمان مخصص لعلاج سرطان الأطفال كما يتم حاليا بناء دور ضيافة لاستضافة أسر المرضى المغتربين الذين يتجهون للأقصر للعلاج من جميع أنحاء الجمهورية، وستكون تلك الدور أيضا مجانية دون رسوم لاستكمال تلك المهمة الإنسانية التى يستهدف القائمون بأمر المستشفى تنفيذها.

إننى أتضرع لله عز وجل أن يخلص البشرية من تلك الأمراض العضال التى تجعل من نحبهم يتألمون وأدعوه أن يكشف لعلمائه على الأرض قليل من علمه سبحانه وتعالى الذى يمكنهم من التوصل لعلاج السرطان وأدعو كل مقتدر فى أى مكان من العالم للتبرع لهذا الصرح العملاق الذى أتمنى أن يكون لدينا العشرات منه لعلاج كل أنواع تلك الأمراض وبارك الله فى كل يد تعمل داخل مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، وأدعو مجددا زملائى رؤساء التحرير لتسليط الضوء يوميا على مثل هذه الصروح وتخصيص مساحات كبيرة من الصحف لها فلعلها ستكون فى هذا الأيام من أجدى ما تقدمه الصحف ليس عند القراء ولكن عند الله عز وجل. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.

[email protected]