رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

- ماذا لو أن المؤمنين استمعوا لأذان العشاء بصوت أم كلثوم؟

- قبل أن تتهمنى بالزندقة والكفر، أرجوك أن تتفكر مليًا فى اتهامك. وقبل أن تمعن فيه، حاول أن تستدعى إلى وجدانك صوت ذلك الولد الغر الذى يتناهى صوته إليك قادمًا من «زاوية» عشوائية، ويتولى عملية «التأذين» فى الناس وإخبارهم بمواعيد الصلاة. هو لا يعرف عن الأذان شيئا، ولا يعرف كيف عُمِّل به ولا كيف اتخذه الرسول نداءً يجمع به المصلين المسلمين، ولا كيف أصبح الأذان جزءًا أساسيًا من طقوس الشعائر.. هو يرددها ككلمات مرصوصة، لا يوجد ما يردعه عن نطقها بصورة سيئة ومؤذية للأذنين.

تأملوا حجم الرداءة.. وكيف هى عملية «سرسعة» الصوت أو غلظته. كيف هو نطقه اللامعقول. كيف هو قبيح لا يعرف معنى الجمال. لا يعرف هؤلاء مثلًا ان القراءات فى القرآن علم له أصوله وقواعده .. ولا يعرفون أن هناك أسماء فى تاريخ الدعوة الإسلامية كانت تمسك بأسماع المؤمنين. وعن النبى أنه كان يقول لبلال (مؤذن الرسول): «أرحنا بها يا بلال». فكيف لصلاة تريح القلوب أن تصدر عن أصوات تكفهر بها النفوس؟ استسهل الناس كل شيء. فتركوا هذا الغر - ودونما أى اعتراض منهم- يقفز على الميكرفون كل الوقت، ليتصور نفسه فى تلك اللحظة شيئًا مهمًا.. وربما أغراه الأمر بمحاولة تقليد أصوات الرائعين كالشيخ رفعت أو عبدالباسط، يعتلى مثل هؤلاء الأولاد سدة الميكروفونات، فيفعلون مايريدون، بعضهم تبلغ به المتعة أو الحماقة إلى فتح الراديو على إذاعة القرآن الكريم، وتصويب «الكريستالة» عليها، فيذيعون دروسًا أو عظات للمذيع يملأ بها الوقت، لفترة قد تطول، دون أن يعبأوا بمريض يحتاج الهدوء، أو طلاب علم يحتاجون التركيز، بل ودونما اعتبار لتلك الأصوات المتداخلة فى الشارع المنبعثة من ميكروباصات أو تكاتك أو موتوسيكلات، حيث الغلبة لشاكوش وحمو بيكا ومحمد رمضان، فنصبح امام كرنفال من القبح لامثيل له.

يلفت النظر أن الشخص الذى كافح من أجل تشييد هذه الزاوية، ينصرف عنها بعد أن وضع أساس «الشغلانة»، فقد حقق مراده والسيستم يعمل. فهذا الولد الغر - الذى قد لا يجيد الوضوء، ولا يعرف من الدراسة سوى أنه ساقط ابتدائية، والذى يمكن أن تسأله عن مؤهلاته فيقول لك: «معايا دبلون يا بيه»! يحل محله، وصندوق التبرعات داخل الزاوية وخارجها تعمره جيوب المؤمنين الواثقين بأن التبرعات ستصل إلى استحقاقها الذى تخيلوه.. وأعرف زاوية مازالت منذ 40 عاما تتلقى التبرعات، فى حين بقيت كما هى متواضعة فى كل شيء! ورغم أنها لعبة قديمة جدًا، إلا أن هذه الزوايا لا تكف عن جمع التبرعات! ولا تكف «مفرختها» عن تقديم مثل هؤلاء الأغرار!

- كثيرا ما طالبنا بإيلاء موضوع التبرعات وصناديق النذور اهتمامًا وشفافية.. لكن ناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!

- ليكن.. ليتلقوا ما يشاءون من الأموال.. لكن لماذا لا نفكر فى إيقاف كرنڤال الأصوات القبيحة؟ أعجبتنى فكرة طرحتها الشاعرة والكاتبة الأردنية زليخة أبوريشة، تدعو فيها إلى توحيد إذاعة أذان العشاء فيكون بصوت أم كلثوم، أما الفجر فبصوت عبدالباسط، والظهر للمنشاوى، والعصر للبنا والمغرب للشيخ رفعت! بربكم أليس هذا أجمل من «سرسعة» «الأولاد الأغرار» وأشباههم؟