رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العالم يعيش الآن مرحلة تكسير العظام بين القوى الكبرى؛ وخاصة فى ظل ظهور رئيس ضعيف كجون بايدن ؛ وقدرة الرئيس الروسى بوتين والصينى شى جين بينج على التحكم فى ما ستأتى به رياح وعواصف الانسحاب الأمريكى غير المدروس من أفغانستان ؛ والذى ستصبح له تداعيات استراتيجية مرعبة فى الفترة القادمة؛ قد تغير من مجريات الاحداث على مستوى العالم؛ فالانسحاب لم يؤثر فقط على أفغانستان؛ بل على العكس من ذلك، الانسحاب يشكل إعادة ترتيب استراتيجى كبير؛ ومؤثر للغاية على الولايات المتحدة؛ فكلا الصين وروسيا تسعى بالفعل إلى جنى الفوائد؛ إنهما والعديد غيرهما من الدول ذات المصالح فى المنطقة يحكمون على التخلى عن أفغانستان ليس فقط عن عواقبها المباشرة،على التهديدات الإرهابية العالمية، ولكن أيضًا لما سيحدث من خسائر للولايات المتحدة وضعف لمكانتها وقدراتها على مستوى العالم.

فمن المرجح على المدى القريب، استجابةً لكل من التهديدات والفرص الناشئة من ماحدث فى أفغانستان، أن تسعى الصين لزيادة نفوذها الكبير بالفعل فى كلا من أفغانستان وباكستان؛ مع الاخذ فى الاعتبار ان السيطرة على المنطقة تجعل الدولتين فى جعبة واحدة. حيث تتبنى الصين مجموعة من الاستراتيجيات لتحلّ مكان الولايات المتحدة،وأبرزها الجانب الاقتصادى، حيث كانت السلطات فى كابول تدرس تمديد الممر الاقتصادى الصينى الباكستانى، وهو مشروع اقتصادى ضخم يضم عددا من مشاريع البنى التحتية بقيمة 62 مليار دولار، ويهدف لإنشاء طريق برى يربط بين مدينة كاشجر فى الصين وميناء كوادر الباكستانى، ويعد جزءا من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية؛ وأطلق الرئيس الصينى شى جين بينج المشروع سنة 2013، باعتباره صندوقا عالميا لتطوير البنى التحتية، ويهدف لربط الصين بشكل أفضل ببقية العالم. لدى الصين الغنية القليل من القواسم المشتركة مع باكستان التى تعتمد على المساعدات، بصرف النظر عن أن كليهما دولتان غير مقتنعتين بالحدود القائمة مع البلدان المجاورة. لكنهما رغم ذلك، لهما مصلحة مشتركة فى احتواء الهند. وما يحفزها على التعاون مع باكستان هو قدرتها على التعامل مع البلاد كزبون، بدلا من شريك فعلى. فى الواقع، تعامل الصين باكستان كحقل للتجارب، تبيع لها أسلحة لا يستعملها الجيش الصينى ومفاعلات نووية قديمة أو غير مٌجربة.

واستفادت الصين من تصاعد التطرف فى باكستان، إذ استغلتها كذريعة مثالية لتعزيز مصالحها الاستراتيجية داخل حدود جارتها. بالفعل نشرت الصين آلاف الجنود فى الجزء الباكستانى من كشمير، وذلك بهدف تحويل باكستان إلى ممر برى إلى الخليج العربى والمحيط الهندى. وستكون جميع مشاريع الطاقة فى باكستان فى ملكية الصين، مع التزام الحكومة الباكستانية بشراء الكهرباء من الصين بمعدل محدد مسبقا. وبهذا تعززت مكانة باكستان كشريك اقتصادى وأمنى للصين.

على الجهة المقابلة ستتعامل روسيا مع أفغانستان كما تعاملت مع جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق فى آسيا الوسطى. وكلا من الصين وروسيا سوف يوسعان مبادراتهما فى الشرق الأوسط، غالبًا جنبًا إلى جنب مع إيران؛ وخاصة أن هناك القليل من الأدلة على أن البيت الأبيض مستعد للرد على أى من هذه التهديدات. وعلى المدى الطويل، ستتمتع بكين وموسكو بتقسيم طبيعى للعمل فى تهديد أمريكا وحلفائها، فى ثلاثة مسارح متميزة: الصين على محيطها الطويل من اليابان عبر جنوب شرق آسيا إلى الهند وباكستان ؛ روسيا فى أوروبا الشرقية والوسطى. والوفاق الودى الروسى الإيرانى الصينى فى الشرق الأوسط. وستواجه أمريكا العديد من التهديدات التى ستظهر فى وقت واحد عبر هذه المسارح وغيرها. وهذا يؤكد مدى توتر قدرة أمريكا الدفاعية لحماية مصالحها البعيدة، لا سيما بالنظر إلى الإنفاق المحلى غير المسبوق الذى يطلبه الرئيس بايدن الآن. الى جانب سلسلة محتملة من الإرهاب والخسائر من المواجهات فى الحرب الإلكترونية التى أصبحت الكثير من الدول أجادتها ؛ وربما قد تتفوق على أمريكا فى ادارتها.