رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

يشكو الكثيرون من غياب دور المدرسة التربوي كما يتعجبون من غياب الانتماء الطلابي للمدرسة والجامعه وربما أيضا للوطن ! والحقيقة أن السر فى ذلك هو أننا تناسينا أو على الأقل أهملنا فى الاهتمام بالنشاط الطلابي واعتبرناه فى ظل تزايد أعداد الطلاب وغياب اليوم الدراسي الكامل مسألة هامشية !! وفى اعتقادي أن هذا الأمر هو ما جعل الطلاب يحجمون عن الذهاب للمدرسة إذ لم يعد لديهم حاجة إليها فى ظل تنامى ظاهرة الدروس الخصوصية !.

إن المدرسة ليست فقط للتعليم بل للتربية والتأهيل للحياة السوية ومن ثم وجب الالتزام بوجود كل الإمكانيات المادية والبشرية لإعادة كل الأنشطة الطلابية إلى المدرسة سياسية أو ثقافية ، رياضية كانت أو فنية أو اجتماعية ولن يكون ذلك إلا بعودة ماكان يسمى باتحاد طلاب المدرسة حيث يتدرب التلاميذ من خلاله ومنذ حداثة سنهم على ممارسة الديموقراطية من خلال العملية الانتخابية لاتحاد طلاب الفصل ثم المدرسة ثم اتحاد طلاب المدارس فى المحافظة ويترتب على كل ذلك اتحاد طلاب المدارس على مستوى الجمهورية بلجانه المختلفة ، ويلتحم اتحاد طلاب المدارس باتحاد طلاب الجامعات ليتشكل منهما فى النهاية اتحاد طلاب الجمهورية .

لقد عشنا زمنا فيما مضى كانت كل هذه الاتحادات مُفعلة، وكان من شأنها التربية السياسية للطلاب وتنمية وعيهم الوطنى وتربيتهم على المواطنة الحقيقية والانتماء الحتمى للوطن من خلال ممارسة هذه الأنشطة المختلفة داخل المدارس والجامعات سواء أثناء الدراسة أو حتى فى الاجازة الصيفية .

الحقيقة أن تغيير اللائحة الطلابية فى النصف الثانى من السبعينيات نتيجة أحداث معينة هنا وهناك كان خطأ كبيرا وتسبب فى غياب الوعى السياسى والانتماء الوطنى لدى طلاب المدارس والجامعات . والمطلوب الآن فى ظل ماتسعى إليه القيادة السياسية فى تكوين الجمهورية الجديدة عودة اللائحة الطلابية  القديمة التى كانت عاملا أساسيا من عوامل التربية الوطنية والسياسية للشباب من طلاب المدارس والجامعات . لقد كان الطلاب فى ظل تلك اللائحة يمارسون أنشطتهم فى ظل لجان متخصصة فهناك لجنة للنشاط السياسي والثقافى ( ولاحظوا كلمة السياسي التى ألغيت من اللائحة المعمول بها حاليا ) ولجنة للنشاط الفنى وأخرى للنشاط الرياضى ورابعة لنشاط الرحلات وخامسة للجوالة والخدمه العامه وسادسة للأسر الطلابية . وكانت هذه اللجان تتنافس على جذب الطلاب حسب هواياتهم ، ومن ثم كان الطالب يذهب للمدرسة والجامعة ليس فقط لتلقى العلم والتعليم بل لينمى هوايته الخاصة بممارسة بعض هذه الأنشطة.

وكم ظهرت المواهب الروائية والشعرية من المسابقات الجامعيه وكم اختير من بين القيادات الطلابية قيادات الأحزاب السياسية وقيادات للعمل الوطنى فى كل المجالات. إن ممارسة الأنشطة الطلابية وعضوية الاتحادات الطلابية واختيار قياداتها انتخابيا لهو الطريق الطبيعى لاكتشاف المواهب والأشخاص ذوى القدرات القيادية الحقيقية . وإذا أضفنا إلى ذلك الدورات التى كان ينظمها ويعقدها بانتظام معهد إعداد القادة التابع لوزارة التعليم العالى فإننا لانحتاج لمثل هذه الكيانات المستحدثة التى نبتت بعيدًا عن المسار الطبيعى، وبعيدًا عن المشاركات الفاعلة للتربية السياسية والاجتماعية والعلمية فى الأوساط الشبابية الحقيقية !! إننا نسمع الآن عن ما يسمى بتنسيقية شباب الأحزاب، فهل هذا كيان حزبى مستقل وهل هم شباب ينتمون لأحزاب مختلفة وهل يمارسون دورًا حزبيًا فى أحزابهم .. لا أحد يدرى !! لقد ظهر ككيان مفاجئ له باع وله حصة فى الموازنات السياسية لدرجة الحصول على مقاعد  حتى فى مجلس الشيوخ فهل مجلس الشيوخ للشيوخ والخبرات الكبيرة أم للشباب ؟! ومؤخرًا نسمع عن كيان جديد أيضا يسمى اتحاد شباب مصر فهل هذا الكيان يمثل شباب مصر من العمال أم من الفلاحين أم من الطلاب أو ماذا ؟! إن شباب العمال مكانهم فى اتحاد العمال وهكذا فى كل النقابات والمهن !! إن هذه الكيانات المستحدثة غير المعروف كيف نشأت وعلى أى أساس !! لاينبغى أن تكون بديلاً للكيانات الشبابية الحقيقية داخل المدارس والجامعات والنقابات والهيئات المختلفة حتى لايفتقد المجتمع تماسكه وثقته فى تكافؤ الفرص والمساواة فى الحصول على الحقوق والمناصب القيادية بشكل طبيعى .. 

[email protected]