رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

لا يمكن بأية حال من الأحوال أن نصف ما يشهده الوسط الرياضى فى مصر بأنه رياضة. الرياضة فى العالم المتحضر وسيلة لسمو الأخلاق والترفع عن الصغائر، أما فى مصر فقد جمعت كل شيء ضد سمو الأخلاق، بالعكس تراها قد تحولت مؤخرا لوسيلة للبغضاء والمشاحنات ليس فقط على مستوى عامة الناس ولكن أيضا وهو المؤسف حقا أن يسود هذا الشعور بين من يفترض أن يكونوا هم النخبة المؤثرة التى تقود الرأى العام سواء بين الإعلاميين فى الوسط الرياضى أو بين كبار المسئولين وعلى رأسهم رؤساء الأندية.

شخصيا أنا أعتبر من أفضل القرارات التى اتخذتها فى حياتى مؤخرا أننى أقلعت عن متابعة أى شيء يتعلق بالرياضة فى مصر وبالذات كرة القدم التى كنت أعشقها مثلى فى ذلك مثل الملايين من عشاق الساحرة المستديرة. اتخذت ذلك القرار تحديدا يوم مجزرة ستاد بورسعيد عقب مباراة الأهلى والمصرى والتى راح ضحيتها عدد كبير من المشجعين فقدوا حياتهم فى لحظة بسبب التعصب الأعمى. اكتفيت منذ سنوات بمتابعة فقط بعض المباريات التى يشارك فيها نجمنا المصرى الغالى ونجم فريق ليفربول الإنجليزى محمد صلاح الذى لولاه ربما كنت فقدت متابعة أى شيء يخص كرة القدم. ولست نادما على ذلك القرار أبدا بل يتأكد لى كل يوم أننى كنت على صواب تماما فى ذلك القرار، بل وأعتبره قرارا قد تأخر كثيرا خاصة بعد أن وجدت نفسى مضطرا لمتابعة بعض التريندات على السوشيال ميديا مؤخرًا، والتى عرفت منها أن الزمالك قد فاز بالدورى المصرى بعد غياب ست سنوات عن الدرع. لا بأس خبر عادى جدا فلا يوجد فريق فى العالم يفوز دائما. لكن هالنى جدا بل روعنى ردود فعل الجانبين سواء فى الأهلى أو فى الزمالك. وبصراحة ألوم أكثر على إدارة الأهلى وجماهيره. فإذا كان هناك ما يبرر فرحة الزمالك التى غابت كثيرا عن ميت عقبة فلا يوجد أبدا ما يبرر ذلك الحزن الرهيب الذى سيطر على الأهلى. الخطيب وهو من هو فى عالم كرة القدم وبدلا من أن يوجه برقية تهنئة للزمالك نزل لأرضية ملعب مباراة فريقه قبل الأخيرة التى كشفت عن ضياع الدرع ووقف وسط اللاعبين فى لقطة غريبة وهم فى حال حزن شديد رغم أن ضياع الدورى ليس نهاية العالم والفريق متشبع ببطولات لا حصر لها فلماذا هذا المنظر الغريب. من حقك أن تقف بجانب فريقك فى تلك اللحظة ولكن لماذا هذه التراجيديا المبالغ فيها على ضياع بطولة ليست هى الأفضل فى تاريخ الأهلى حتى وإن حققها عددا قياسيا من المرات. ألم يكن الأفضل أن يصطحب الخطيب لاعبيه ويتوجه بهم فورا إلى مقر نادى الزمالك يهنى ويبارك؟ تخيلوا رد فعل الجماهير من الناديين على تلك اللقطة لو حدثت. لكن بدلا من ذلك ترى تبادل الاتهامات وتخوين الحكام والتنمر على بعض اللاعبين والتشكيك فى كل شيء بما فيها تقنية الفار التى من المفروض أنها تساعد الحكام على توفير العدالة بقدر الممكن. على الجانب الآخر تجد أيضا مبالغة شديدة من إدارة الزمالك وجماهيره ضد الأهلى ومحاولة مسح تاريخه العريض العريق باستيكة لمجرد أنه خسر بطولة محلية فاز بها عدد مرات يفوق شعر رأس كثير من الناس وأنا أولهم.

الرياضة فى العالم كله مكسب وهزيمة. الخاسر يقول مبروك للفائز الذى يرد عليه بهارد لك متمنيا له حظا أوفر فى المرات المقبلة. هذا ما نشاهده فى العالم كله، حيث الروح الرياضية الحقيقية التى تنعكس بدورها على الجماهير فى المدرجات التى تعود لبيتها عقب المباراة ولم يتبق بداخلهم منها سوى المتعة والإثارة التى استمرت طيلة التسعين دقيقة. أما ما يحدث فى ملاعبنا فهو اسمحولى أو على حد تعبير الست فيفى عبده «اسكوزمي» لا يمت للرياضة بصلة!.

[email protected]