رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

«الله فوق وبن على تحت» بهذه المبالغة الفجة استفتح سيد النهضة شهر العسل مع النظام البائد الذى أخرجهم من ظلمات أقبية بورقيبة ومنحهم نور العمل الشرعى فى مرحلة التحول الديمقراطى لكن سرعان ما أضاعوا الفرصة وغلب الطبع التطبع من إدمان العمل السرى وانقلبوا عليه سنة 1990 فزج بهم مرة أخرى إلى غياهب النسيان وتمكن كبيرهم الذى علمهم التقية من الهرب إلى بلاد الصليبيين «لندنستان» قبلة المتطرفين من كل فج عميق وهناك كان «سى راشد» ينظر ويغازل صناع القرار فى الغرب بتحويل الإسلام من دين إلى إيديولوجيا للحكم، أما الديموقراطية فهى مجرد أداة للتغيير حال فرض مرجعيتهم السياسية والثقافية معتبرا أن غزوة الإسلاميين على السلطة، يجب أن تبدو معركة حضارية شاملة بحاجة إلى تأصيل موقف واضح إيجابى من الديمقراطية، فيستزرعونها فى أرضهم مع مراعاة خصوصياتهم!!

ولأنها حرب مصالح فالأولوية للمحافظة على مكاسبهم وتنميتها بأخونة الدولة بالاهتمام بالمجتمع أكثر من كينونة الدولة، وبالتربية والإعلام أكثر من السياسة والقانون لضمان بقاء الأرض المحررة ولا بأس من تورية شعارهم الخالد الإسلام هو الحل مؤقتًا واستبداله بشعارات الحرية وحقوق الإنسان كمدخل مناسب لإرضاء الغرب وهو ما انطلى على الشعب التونسى المثقف الذى أصابه السأم من النخبة الفرانكفونية المتكلسة وأراد إعطاء الفرصة إلى «أهل الله» فقد أعلن حماد الجبالى بعد فوزه برئاسة الحكومة أن «الخلافة الراشدة السادسة» ستبدأ من القيروان، فيما هلل وكبر المنخدعون بمعسول الكلام كان الواقع المرير على أرض ابن خلدون والشابى يدنو من الدولة الفاشلة، فحصيلة عقد كامل من سطو النهضة على الحكم ومفاصل الدولة مريع، فقد كشف قيس سعيد حجم الفساد الهائل، حيث إن 460 شخصا سرقوا من المال العام ما قيمته 4.8 مليار دولار منهم موظفون حكوميون، وهذا رقم مرعب فى دولة صغيرة إجمالى ميزانيتها لا يتجاوز 19 مليار دولار وعندها عجز بحوالى 2 مليار دولار، فالأموال المنهوبة كفيلة بسد العجز السنوى وتساعد فى كبح معدل البطالة الذى يتجاوز 16٪ وتدعم الاحتياطى النقدى الذى لا يكفى وارادات أكثر من 4 شهور.

أعتقد أن صورة الربيع العربى الوردية التى تم تسويقها للشعوب المغلوبة على أمرها ليست حقيقية للأسف وكل يوم تتضح خيوط اللعبة المحكمة، والتى تكشف دور قطر المشبوه كوكيل حصرى لقوى أخبث وأخطر تريد تقسيم المقسم وتجيزىء المجزء وهذا يفسر سر تغطية الجزيرة المنحازة دائمًا للإخوان حيثما كانوا تحت غطاء المهنية والحرية والثورة، وما هى إلا ستار خادع لطموح قطر فى غزو البلاد العربية ذات الأصول الحضارية والمنهكة من الفساد اقتصاديًا وإعلاميًا بشراء أصولها الاقتصادية، فعلى سبيل المثال وما خفى كان أعظم فقد استحوذت كيوتل القطرية بالفعل على شركة تونزيانا للاتصالات ومجموعة الماجدة على بنك الزيتونة الإسلامى وشركة الزيتونة للتأمين بأبخس الأثمان عن طريق حصان طروادة الإخوانى الذى لا يؤمن بالدولة الوطنية، فهى حفنة من تراب ويؤمن أن أمتكم أمة واحدة أسسها البنا وسلطانها التركى وخازن أموالها القطرى ورعيتها فقراء تونس ومصر. ومن ثم فشرعية سرقة واستغلال مقدرات الأوطان «متفق عليها» وممهورة بخاتم مجلس علماء المسلمين ومقره الدوحة عاصمة المؤامرات ولايزال نخبة المغلفين من بنى جلدتنا تتحجج بتعثر التجربة الديمقراطية بقصر فترة حكم الإخوان لمصر. الحمد الله الذى أنقذنا من القوم الظالمين.