رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

تجرى وزارة التموين حالياً دراسة لتحديد زيادة سعر رغيف الخبز لترفع نتائجها إلى مجلس الوزراء لمناقشتها.. يأتى هذا بعدما أثار الرئيس عبدالفتاح السيسى الجدل حول الفارق فى الأسعار إذ قال «إنه لا يعقل أن يكون عشرون رغيفاً بثمن سيجارة واحدة».. أوضح الرئيس أن عزمه خفض الدعم عن الخبز يأتى للمساعدة فى وفاء الحكومة بالتزاماتها ودعم التغذية المدرسية للأطفال، لينتشر بعدها هشتاج «إلا-رغيف-العيش» ليصبح الأكثر تداولًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى ومصطلح «رغيف العيش» الأكثر ظهورًا فى محركات البحث.. والخبز المدعم يا سادة يصرف لأصحاب البطاقات التموينية بحصة مقدارها خمسة أرغفة للفرد فى اليوم وحسب إحصاءات وزارة التموين الرسمية التى أعلنت فى مايو عن أنه يستفيد من بطاقات الخبز المدعم 71.5 مليون مصرى فى البلد الذى يتجاوز عدد سكانه 100 مليون نسمة كذلك تصل تكلفة دعم الخبز بموازنة البلاد الحالية إلى 50.6 مليار جنيه.. ومنذ عام 2016 تطبق مصر برنامجاً للإصلاح الاقتصادى بدأته بتعويم الجنيه المصرى، كما شمل إزالة الدعم عن المحروقات وفرض ضريبة القيمة المضافة وحصلت مصر بموجبه على قرض قيمته 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولى.. وبحسب أحدث إحصائيات وزارة التخطيط المصرية فقد سجل معدل الفقر فى مصر تراجعًا للمرة الأولى منذ نحو 20 عامًا ليسجل 29.7% فى العام المالى 2020/2019 مقارنة بـ32.5% فى العام المالى السابق له.

يا سادة.. لا يختلف اثنان على أن «دعم رغيف العيش» هو كلمة السر فى الحفاظ على هذا الوطن من الثورة التى هددنا إياها أعداؤه «ثورة الجياع» والدليل على ذلك ما ذكره البنك الدولى فى عام 2010 فى دراسة عن الفقر فى مصر أنه مع أزمة ارتفاع أسعار القمح والمحاصيل الغذائية العالمية فإن دعم الغذاء (متضمناً الخبز) نجح فى حماية ١٢٪ من الأسر المصرية من النزول تحت خط الفقر، لكن ذلك كان قبل تعويم الجنيه الذى تسبب فى نزول نحو 10 ملايين مصرى على أقل التقديرات تحت خط الفقر بحسب أرقام رسمية من الدولة هذا بخلاف تخفيض الحكومة 30 جرامًا من وزن رغيف الخبز.

دراسة البنك الدولى أشارت أيضاً إلى أنه برغم نسب التسرب فى دعم الغذاء لغير مستحقيه أو هدره لاستخدامات أخرى (كاستخدام الخبز المدعوم كعلف رخيص للحيوانات والطيور المنزلية) فإن فعالية برنامج الدعم كانت عالية جداً فى تغذية الملايين وفى حماية الأسر من الوقوع تحت خط الفقر، كما أن التحسينات التى أدخلت فى منظومة إنتاج وتوزيع الخبز المدعوم قللت من هذا التسرب...

وأعتقد يا سادة أن الرئيس السيسى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقف ضد هذا الشعب الذى عشقه وحمل كفنه من أجل أمنه وأمانه ولكنها الظروف التى تحكم الرئيس، لذلك أعلن وطرح ما يجول فى ذهن الحكومة ولمرارة هذا القرار وصعوبته فقد أخذ الرئيس على نفسه إعلانه بما له من رصيد لدى المصريين...ولذلك فلابد ألا يقلق أهل مصر طالما أن الرئيس هو الذى طرح فقد يجول فى ذهنه أهداف أخرى سوف تتضح بعدما توضع أمامه كل الحقائق والملفات والأرقام.

يا سادة.. وسط هذا الضجيج مع كل قرار تتخذه الدولة أحلم كل يوم أن أستيقظ وأجد أبناء وطنى الحبيب مصر جميعًا قد وعوا لكل ما كان يحاك وما زال ضد الدولة المصرية، وأنه بحكمة وصبر وجلد وتخطيط من يحكمونها الآن أصبحنا فى مكانة أفضل بفضل الله وحكمة قيادة سياسية واعية...أعداء أمس أصبحوا أصدقاء اليوم فهل هذا يزعج أحدًا من أبناء الشعب المصرى؟ سؤال أسأله لنفسى ولكم: هل نكره أن نعيش فى أمن وأمان وعلاقاتنا بكل دول العالم حولنا وخاصة تلك المتاخمة لحدودنا جيدة وراقية ومستقرة؟.. هل نكره أن نحفظ دماء أبنائنا من الجيش والشرطة التى سالت من أجل استقرار الوطن وحفظ أمنه وأمانه لشعبه؟..أعتقد أن الإجابة يجب أن تكون لا.. لا نكره بل يجب أن نحب ونسعد باستقرار وهدوء المنطقة حولنا وأن نحطم ونفشل كل المؤامرات التى تحاك ضدنا ليس ذلك فقط بل أن نشهد مصر تعود تتسيد العالم والمنطقة وتلعب دورها الدائم كأم الدنيا التى تسير فى طريق أن تصبح أد الدنيا كما وعد ابنها البار الرئيس عبدالفتاح السيسى...

يا سادة.. أقول هذا القول بعد ما رأيته وأراه على بعض مواقع التواصل الاجتماعى من التهكم أو السخرية من نفر قليل لما تحرزه الدولة من تقدم فى ملفات كثيرة وليتها تنتهى على ذلك، بل إن الأمر يصل لبث السموم ونشر الشائعات المغرضة لتكدير سلم الوطن على كل المستويات.. وهو أمر نفهمه ونفهم أن هناك كتائب إلكترونية للإخوان ما زالت تمارس دورًا غير شريف فى هذا الشأن لسكب مزيد من البنزين على الأحداث فى المجتمع لتزيدها اشتعالًا والتهابًا رغم ما يشهده المجتمع من تقدم على كافة المستويات وفى كل المجالات.. فهناك بعض مواقع تواصل اجتماعى خاصة بالإخوان ما زالت تلهث وراء كل ما من شأنه أن يزيد المجتمع المصرى انقسامًا وتفتيتًا، والمشكلة هنا ليست فى هؤلاء ولكن لمن يسيرون وراءهم بجهل ويرددون ما يقولون وينفذون ما يطلبون، فلا أعتقد أن كل الجالسين على تلك المواقع ممن يتحدثون ويفتون ويحللون وأصبحوا خبراء فى السياسة والاقتصاد والفن والرياضة، والأدهى من ذلك الأمن والمؤسسة العسكرية.. لا أعتقد أن كل هؤلاء ينتمون إلى الإخوان.. ولكنهم فى رأيى ينتمون لفصيلة «الدبة التى قتلت صاحبها» من كثرة حبها له، فهؤلاء يحبون بلدهم ويخشون عليها ولكن لا يدركون أنهم بما يفعلونه من تدخل فى كل أمور الدولة يسيئون لتلك الدولة... فكلما صدر قرار من القيادة السياسية هى وحدها تعلم مبتغاه وما تريده من هذا القرار نجد تعليقات ممن له شأن أو من ليس له.. وفى النهاية نجدنا فعلاً نمضى فى الطريق الذى رسمه لنا الأعداء ومازالوا يرسمونه... هذا الطريق هو أن يصبح الشعب الرائع الذى هزم الهكسوس والتتار والصليبيين والصهاينة هو نفسه الشعب الذى سيهزم وطنه ودينه وأمته بجهله بمخططات أعدائه... ألم نتعلم يا سادة مما فعله بنا وبوطننا الفيس بوك؟ أليس هذا الفيس هو من جعل الشباب ينقلب على وطنه ونظامه.. وأصبح للأسف بعض من يحسبون أنفسهم على النخبة يسيئون إلى من يحمون الوطن ويحافظون على أركانه من التقويض الذى يريده له دول وأجهزة مخابرات دولية من أجل الانقضاض على مصر «أم الدنيا» وبعد ذلك بكى الجميع على اللبن المسكوب والأمان الذى ضاع والفاتورة التى ما زال يسددها فقراء هذا الوطن.

يا سادة.. إننا نعيش حربًا إلكترونية حقيقية، نحن للأسف فيها سلاح العدو ضد مجتمعنا بفهمنا أو بعدم فهمنا.. أصبحنا نحرك الأحداث فى اتجاه ما يريده الأعداء.. ويومًا بعد يوم نزداد انقسامًا حتى نصبح ضعفاء ويصبح من السهل الانقضاض على هذا الوطن.. لقد أصبحنا لا نرى ما يتم إنجازه على أرض الواقع وسط هذا الضجيج الذى نعيشه.. فأصبحنا لا نرى الأمن الذى يعود للمجتمع رغم الإرهاب والاستهداف للمؤسسات الأمنية والقائمين عليها من رجال الجيش والشرطة.. لقد أصبح البعض الكاره لهذا الوطن وتقدمه لا يرى إلا السواد رغم أننا رغم النكسة والانكسار فى 67 فإننا استطعنا أن نعبر إلى النصر والعبور إلى العزة والكرامة فى 73 وقت تكاتف الشعب المصرى كله على قلب رجل واحد فى صف قيادته.. والآن ونحن نعيش حرب أخطر من تلك الذى كان الوطن المصرى كله سيضيع كأوطان عربية كثيرة مثله.. أجد البعض ما زال يتصرف بجهل فى طريق ما يريده أعداء الوطن. 

يا سادة أتمنى أن نلتفت لما يحاك لوطننا من مؤامرات وأن نكون على قدر المسئولية ولا ننساق وراء من يريدون فرقة وانقسام المجتمع المصرى لصالح أعداء الوطن.. أتمنى أن نصحو على وطن بدون فتاوى من خبراء الفتاوى... لا تصريحات.. لا تكهنات.. لا تعليقات.. ولا تحليلات ممن يفهم وممن لا يفهم ممن ذى صفة وممن لا صفة لهم.. أعتقد أنه هكذا يجب أن تدار الدولة وخاصة دولة بحجم وقامة وقيمة مصر التى كانت ومازالت وستظل أم الدنيا حقاً أننا بحاجة إلى أن تدار الدولة بقدر من الهدوء؟ نريد أفعالًا لا أقوالًا.. نريد حلول المشكلات لا خلقًا لمشكلات جديدة، نريد حكومة ووزراءها يشرعون فى تنفيذ ما أوصاهم به رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى من ضرورة العمل والإنجاز وإنهاء كل الملفات المعلقة فى وزارات بعينها... وألا يلتفتوا لمحاولات تعطيل خطة مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠. 

همسة طائرة... ياسادة.. هكذا لابد أن نهدأ وألا نقحم أنفسنا فيما ليس لنا شأن به وأن نترك لصاحب القرار أن يتخذ قراره لمن اخترناه وفوضناه فى أمور دولتنا حاضرها ومستقبلها وأنه عليها بإذن الله نعم الأمين.. حتى نفيق على مصر عظيمة هى التى فى خاطرى...