رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

للأسف بات القانون الذى يحكم المجتمع الدولى اليوم هو قانون المعايير المزدوجة، ومعه نرى التباين الشاسع فى التعامل مع إسرائيل فى معرض مقارنتها مع الدول الأخرى، فهى على حق دومًا مهما ارتكبت من جرائم وآثام، فلا يمكن إقامة الحد عليها أو محاسبتها أو مساءلتها. خلافًا للدول الأخرى. ولقد تمت ترجمة ذلك مؤخرًا عندما سلطت إسرائيل الضوء على الهجوم الذى تعرضت له ناقلة نفط لها فى بحر عمان أسفر عن سقوط قتيلين من طاقمها. وسارعت باتهام ايران التى نفت مسئوليتها عنه. إلا أن إسرائيل هددت بأنها فى معرض الرد ستقوم باستهداف الأهداف العسكرية لإيران فى المنطقة، وإمعانًا فى الصاق التهمة بها شرعت فى حشد الرأى العام الدولى من خلال ادعائها بأن العملية لم تستهدف إسرائيل فحسب بل شملت استهداف التجارة البحرية الدولية بشكل عام. وبادر»يائير لابيد» وزير خارجية إسرائيل فاتصل بنظيره البريطانى مطالبًا بضرورة الرد بقوة على العملية والعمل ضد ايران وتقييد نشاطاتها وفرض عقوبات عليها.

توالت ردود فعل الغرب بسرعة وفرضت نفسها على الموقف حيث هرعت القوات الأمريكية لإنقاذ الناقلة، وقالت بأنها متأكدة بالدليل العينى الواضح أن الناقلة تم استهدافها بهجوم مسلح، وذلك حسب ما نقله الأسطول الخامس الأمريكي. هذا بالإضافة إلى ادعاءات أمريكية وبريطانية من أنهما اطلعا على معلومات سرية تؤكد وقوف ايران خلف الهجوم.وخرجت أمريكا لتتعهد برد جماعى على ايران بعد هذا الهجوم، وقال « انتونى بلينكن» وزير خارجيتها:( نحن على اتصال وثيق مع بريطانيا وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى وسيكون الرد جماعيًا على الهجوم ). وقالت وزارة الخارجية البريطانية أن إيران يجب أن تتوقف عن الأعمال التى تهدد السلم والأمن الدوليين، وأنه يجب السماح للسفن بالإبحار وفقا للقانون الدولى.

الغريب أن الغرب لم يحرك ساكنًا إزاء ما ارتكبته وترتكبه إسرائيل من جرائم عندما عمدت إلى مهاجمة أهداف إيرانية، ففى ابريل الماضى استهدفت إسرائيل سفينة ( شافيز ) الإيرانية بالغام بحرية  ) عندما كانت راسية فى البحر الأحمر لإرساء الأمن البحرى على طول الخطوط الملاحية مما ألحق بها أضرارًا فى هياكلها. وأكدت الهجوم الولايات المتحدة نفسها عندما أعلنت بأن إسرائيل أبلغتها عن أنها هى التى تفذتها. وفضلاً عن ذلك فإن القوات الإسرائيلية استهدفت خلال الثمانية عشر شهرا الماضية ما لا يقل عن اثنتى عشرة سفينة كانت متجهة إلى سوريا حاملة النفط الايرانى وامدادات عسكرية. وقد تسعى ايران إلى رد فعل عبر هجمات منظمة ضد المصالح الإسرائيلية فى عموم العالم. ولقد تضررت فى وقت سابق من هذا العام سفينة شحن مملوكة لإسرائيل أثناء مرورها فى خليج عمان، ونجم عن الحادث وقوع ثقبين كبيرين فى هيكل السفينة، وألقت إسرائيل باللائمة على إيران التى نفت ضلوعها فيه.

السمة الأساسية التى تقبع تحت هذه الحرب الخفية بين ايران وعدوها اللدود الكيان الصهيونى يمكن أن نسميها سياسة حافة الهاوية، إذ لا يتحمل أى جانب فى هذا الصراع أن يبدو ضعيفًا أمام الآخر. ولكن كلا من الدولتين تدركان أن عليهما رصد وتقييم أفعالهما بدقة وعناية كى لا تتسبب إحداهما فى اندلاع حرب شاملة فى المنطقة ستطال الجميع عندئذ ولن يكون هناك أحد بمنأى عن تداعياتها الكارثية.