عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

أعود للكتابة بعد غياب خمس سنوات كاملة. كانت هذه السنوات بمثابة المنفى الاختيارى، فقد اخترت أن أراجع نفسى، وأن تكون هذه السنوات فرصة للتقييم الذاتى ومحاسبة النفس.

والبعد عن الكتابة أمر يشبه السجن وليس مجرد المنفي، العودة إلى الكتابة هى العودة إلى الحياة فالكتابة عمر يضاف إلى عمر الكاتب.

والشاعر نجيب سرور كتب فى مجلة الكاتب: «مازلنا نفرح بأسمائنا ونحن نقرأها فى الصحف والمجلات والكتب، برغم أنها نشرت مرات يصعب حصرها لأن الكتابة هواية وغواية ونهش فى أضلاع المستحيل».

والشاعر صلاح عبدالصبور كتب قصيدة بعنوان الشعر والرماد بعد غياب أكثر من عشر سنوات، كان فى حالة من الزهد وربما اليأس من حالة الركود التى عاشها الوطن فى سنوات السبعينيات من القرن الماضى.

قال عبدالصبور فى قصيدته:

ها أنت تعود إلى أيا صوتى الشارد زمنا فى صحراء الصمت الجرداء

يا ظلى الضائع فى ليل الأقمار السوداء يا شعرى التائة فى نثر الأيام المتشابهة المعنى الضائعة الأسماء.

والمدهش أنه برغم مرور هذه السنوات الخمس ومرور الأحداث سريعة متلاحقة ومتغيرة، بل قد يصل بعضها إلى حد العبث واللامعقول، إلا أننى أحس أن هذه العودة كانت ضرورة، والحق يقال إن وراء حماسى للكتابة ثلاثة كتاب أولهم استاذى الراحل عباس الطرابيلى الذى سألنى فى حفل تكريم الوفد له أين تكتب الآن؟ فقلت له أنا لا أكتب فى أى إصدار واندهش الرجل وقال بلهجة حاسمة «انت فى طريق خطأ.. دى غيبوبة وموت يا ابنى».

والكاتب الثانى هو الدكتور وجدى زين الدين رئيس تحرير صحيفة الوفد الذى حدثنى هاتفيا ودعانى للعودة إلى الكتابة وهى دعوة كريمة لن انساها من مسئول انسان.

أما الكاتب الثالث فهو الزميل المهذب حسام عبدالبصير.

ولأن الكتابة حاليا أصبحت مثل الغناء لكل من هب ودب، مع الاعتذار، فقد دخلت مقالات الفيس بوك وهواة السخرية وبأى أسلوب بل هواة التجريح، تجريح الجميع بدون مسئولية ولأن الأمر جديد على مجتمعنا، بل على العالم، فأعتقد ان قضية الكتابة تحتاج إلى إعادة نظر وتقنين ذاتى قبل أن تنتشر البلبلة والتشتت الفكرى فى مجتمع المفروض أنه طيب بالمعنى الحقيقى للكلمة وليس المعنى المشهور.

على أى حال كثرة الآراء مهما امتلأت من أخطاء وتناقضات فهى مفيدة، وكان الشاعر صالح جودت برغم انحيازه للكلاسيكية فى القصيدة والأدب عموما إلا أنه كان يقول من حق القارئ أن يقرأ كل الآراء وأن يختار فى النهاية الطريق الذى يراه مستقيما.

وأتمنى أن تكون عودتى اليوم للكتابة طريقًا مسقيمًا فلا أعرف بأى ثمار تأتى هذه الكتابة.

Nader nashed [email protected] gmail.com