رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

يوم الأحد الموافق الحادى عشر من يوليو الماضى احتفت الجمعية الفلسفية  فى آخر ندواتها لهذا العام بالاشتراك مع كلية دار العلوم بقيادة عميدها الهمام د. عبدالراضى عبدالمحسن وبمشاركة واسعة من كبار أساتذة الفلسفة فى مصر بالفيلسوف المصرى الكبير د. حسن حنفى تم فيها مناقشة كتابه الأخير «من النقل إلى العقل» بأجزائه الخمسة. وقد شرفت بافتتاح الندوة التى استمرت طوال اليوم. وقد فضلت الحديث عن البيان النظرى الأول لمشروع حسن حنفى التجديدى المتمثل فى كتابه الشهير «من التراث إلى التجديد»، حيث أننى أعتبر أن مشروع حسن حنفى ليس مجرد مشروع فكرى نظرى يخاطب النخبة، بل هو مشروع نهضوى فى الأساس، وهو فى نظر صاحبه يمثل حجر الزاوية لكل بلد تريد أن  تنمو وأن تنهض، إذ إنها لن تنهض إلا من خلال تحليل واكتشاف ذاتها أولاً. وهذا هو ما يمثل شق التراث أو شق النقل فى مشروع حسن حنفى، وفى نفس الوقت استلهام آليات ومناهج التجارب النهضوية الناجحة والأخذ بأسباب التقدم. وهذا يمثل شق التجديد والعقل والثورة والإبداع فى المشروع.

يقول حسن حنفى فى «التراث والتجديد»: إن التراث والتجديد محاولة لتحقيق متطلبات العصر للبلاد النامية من الناحية النظرية والعملية والتغلب على مآسيه وهزائمه ودفع التنمية خطوة أخرى حتى تكون نهضة شاملة.

وقد لخص متطلبات المشروع الذى كتب فى أعقاب نكسة 1967م فى مواجهة ثلاثة تحديات هى:

1-التحرر من الاحتلال.

2- التنمية ضد التخلف.

3- التقدم ضد الركود الفكرى.

ولقد كان د. حسن متفائلاً حينما طرح ذلك وأكد أن «مهمة التراث والتجديد حل طلاسم الماضى مرة واحدة وإلى الأبد وفك أسرار الموروث حتى لا تعود إلى الظهور أحيانا على السطح وكثيرا من القاع.. مهمته هى القضاء على معوقات التحررواستئصالها من جذورها»، وقد اعتبر حينذاك: إن قضية التراث والتجديد هى قضية التنظير المباشر للواقع ضد خطأين شائعين، الأول الذى يتحدث عن العصر وكأنه يحتوى على حلوله فى ذاته وأنه يكفى إجابة متطلباته حتى تحل مشكلاته ويتحرك بعد ركود.. والثانى يبدأ باستنباط الواقع من نظرية مسبقة سواء كانت موروثة أو كانت منقولة أو عصرية تجمع بين الموروث والمنقول.

وعموماً فإن التراث والتجديد فى رأى حسن حنفى «لا يعنى إصلاحاً للقديم بل يعنى تغيير الواقع تغييراً جذرياً بالقضاء على كل أسباب التخلف من جذوره النفسية، فمهمة التجديد إذُا عملية لا نظرية».

وبناء على ما سبق  قال: «إن التراث والتجديد يهدف إلى تكوين حركة جماهيرية شعبية وإلى حزب ثورى يكون هو المحقق للثقافة الوطنية الموجهة لسلوك الجماهير.. وهو دفاع عن واقع الناس العريض ومصلحة المسلمين وليس دفاعاً عن الماضى بل دفاع عن المستقبل باسم الماضى.. وهو الوريث لحركات الإصلاح الدينى الحديثة التى بدأت منذ أكثر من قرن من الزمان.. وإذا كان التجديد قد تم فى تلك الحركات الإصلاحية الحديثة باسم العقل أو باسم الشرع فإن التجديد الحالى يتم باسم الواقع ومن اجل التغيير».

ومن كل ما سبق يمكن أن نطرح عدة أسئلة على حسن حنفى بعد كل تلك السنوات منذ كتابة هذا البيان الأول للمشروع وبعد كل ما صدر من مجلدات تشرح تفاصيل المشروع ودقائقه:

ألا يزال مؤمنا بتلك المقولات؟ بمعنى هل يمكن بالفعل بناء حزب جماهيرى ثورى يحمل تلك الرسالة التجديدية ويتبنى مقولاتها.

ومن جانب آخر: كيف يمكن من وجهة نظره الدفاع عن المستقبل باسم الماضى؟

ومن جانب ثالث: كيف يمكن القول إن رؤيته التجديدية تتم باسم الواقع ومن أجل التغيير بعيدة عن الرؤى الإصلاحية السابقة التى كانت تعمل باسم العقل أو باسم الشرع.. ولعل السؤال الأكبر هنا هو: هل يمكن لأى رؤية إصلاحية فى بلادنا أن تعمل أو أن تنجح بدون الاثنين؟! أسئلة طرحتها من قبل ومازلت أطرحها على فيلسوفنا الكبير من خلال البيان النظرى الأول لمشروعه الفكرى لعلنا نعرف النتائج النهائية له ومدى ما أحدثه فى تقديره من حراك حقيقى على مستوى الفكر والواقع، ولعله بعد كل هذه السنوات وكل تلك المجلدات الشارحة يكتب لنا بياناً ختامياً يجيبنا فيه عن تلك التساؤلات وغيرها.

 

[email protected]