رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

يظل غريبا المعايير المزدوجة التى يتعامل بها المجتمع الدولى مع كل من ايران وإسرائيل التى تغافل عن الجرائم التى ترتكبها وهو ما أدى إلى إفلاتها الدائم من العقاب. ولن يغيب عن أحد ما أقدمت عليه إسرائيل فى ابريل الماضى من عمل تخريبى استهدفت خلاله منشأة «نطنز» النووية فى ايران، ولم تحاسب أو تسائل أو تعاقب، ولهذا كانت مطمئنة تماما بأنها تعيش فى مناخ استثنائى يسمح لها بالافلات من العقاب. كما يشهد على هذا نموذج نجاحها حتى الآن فى الإفلات من عواقب احتلالها للأراضى الفلسطينية وتشريد سكانها الأصليين، والاغتيالات التى تقوم بها وعمليات التخريب التى تنفذها ليمضى كل هذا دون مساءلة، فالمجتمع الدولى يدير وجهه بعيدا عن اختراقات إسرائيل للمعايير الدولية. وهو تعامل استثنائى غير مبرر. إلا أن الغرب يمنحه التبرير عندما يتحدث عن إسرائيل بوصفها الحامى للمصالح الغربية العسكرية والاقتصادية فى الشرق الأوسط الغنى بالموارد. وهنا نتساءل: ( إلى متى تستمر إسرائيل تنعم بهذه الحماية فى مجتمع متغير باتت فيه معايير حقوق الانسان أكثر صرامة؟).

لقد منحت إسرائيل الاستحقاق الاستثنائى خاصة فيما يتعلق بمسائل الدفاع النووى، ولهذا جاء هجومها على منشأة «نطنز» كرد فعل على بدء أمريكا فى احراز بعض التقدم فى التفاوض مع طهران بشأن الاتفاق النووى، وبالتالى ظهر ما أقدمت عليه إسرائيل على أنه تحد واضح لنهج واشنطن فى العلاقات الدولية، فعلى الرغم من أن إسرائيل تعتمد فى أمنها على الولايات المتحدة كحليف إلا أنها تظل لها اليد العليا فى هذا التحالف وبالأخص ما يتعلق منه بقضايا الشرق الأوسط، ولهذا نجدها رغم حصولها على المساعدات الأمريكية تتصرف وكأنها هى التى تقدم الهبات لأمريكا.

فى الوقت الذى تعمدت فيه إسرائيل توجيه الاتهام لايران بالسعى لامتلاك قنبلة ذرية لمحو الكيان الصهيونى من الخريطة، نجدها هى التى تتمتع بامتلاك ترسانة هائلة من الطاقة النووية، وهو امتياز تحصل عليه إسرائيل بفضل ما رسخه الغرب من معايير مزدوجة عندما يثق بإسرائيل فى امتلاكها لترسانة نووية بينما تنعدم الثقة كلية بالنسبة لإيران. وانعكس هذا بدوره على المجتمع الدولى، فمضى يتعامل مع إسرائيل بوصفها استثناء عن القاعدة، ويمنحها امتيازات غير مبررة، بل يتغافل عمدا عن خطورة عدم الاقتراب من الملف النووى الاسرائيلى. ولهذا كانت براجماتية السياسات الغربية ومعاييرها المزدوجة هى السبب فى اختلال توازن القوى الذى ما لبث أن بات أبرز الدوافع المحركة لإسرائيل لامتلاك السلاح النووى لما يحققه لها من المكانة السياسية والهيمنة الإقليمية والدولية على الرغم من تناقضه مع مبدأ السلام العالمى والأمن الجماعى.

واليوم نقول بأنه آن الأوان لإنهاء هذه الحقبة التى طغت فيها ازدواجية المعايير والتفرقة التى تتبناها برجماتية السياسات الغربية والتى تتعامل مع إسرائيل بوصفها الاستثناء عن القواعد المرعية التى يتم تطبيقها على غيرها من الدول. آن الأوان اليوم لارساء معايير واحدة تصدق على الجميع دون آية استثناءات.