رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

لاشك أن مشكلة المشكلات والتحدي الأكبر الذي يواجه الدولة المصرية الآن هو مايتصل بسد النهضة الأثيوبي واصرار القيادة الاثيوبية على استخدامه سلاحا تشهره ضد مصر وشعبها ويبدو رئيس الوزراء الأثيوبي وكأنه يمسك لنا فزاعه هى ملء السد !! والحقيقة التى يعلمها ويعلمها  الأثيوبيون قبل غيرهم أن القانون الدولى مع مصر ومع حقها التاريخى وحقها الوجودي فى مياه النهر ومن ثم فهو يعرف جيدا أن نقص مياه النيل فى مصر يعنى بالضرورة اعلان الحرب على مصر !! وهو يعرف جيدا – رغم كل التصريحات الخزعبلية التى يطلقها بعض قادته العسكريون -  مدى قوة مصر والسودان العسكرية فى الوقت الذي تحاصره من كل جانب الأزمات الداخلية والحروب الأهلية التى تسبب فيها هو لشعبه !! وكم كان من مصلحته أن يكسب ود مصر والسودان  بدلا من معاداتهما هذا العداء الصريح !! 

وفى اعتقادى أن قيادتنا السياسية واعية لكل ما يخطط لمصرنا الغالية فى الخفاء وواعية بأن أمننا القومى  بمساراته المختلفة  وتحدياته المتعدده لاينبغى أن يوقف أو يؤثر بشكل سلبى على مسار التنمية المستدامه المتصاعد بقوة فى مصر الآن . وفى اعتقادى أيضًا أن نفس القيادة التى وضعت من قبل الخطوط الحمراء لكل ما كان ممكنًا أن يؤثر على أمننا القومى ونجحت فى ذلك فى ليبيا وفلسطين وغيرهما ، قيادة قوية وقادرة وتعرف متى وكيف تجعل اثيوبيا تقف عند الخط الأحمر الذي لايمكن معه الإضرار بمواردنا المائية !!

 واذا كان  من حق كل فرد منا التعبير عن رأيه  حول هذا الموضوع ، فإن التعبير عن الرأى لاينبغى أن يسير فى مسار دفع الدولة إلى مسار لم يحن أوانه بعد ؛ وقد لاحظت فى الآونة الأخيرة أن الكثيرين من أصحاب الرأى ورواد السوشيال ميديا قد اتخذوا بالفعل قرار الحرب ويحاولون استباق الأحداث بالقول بأن الحرب على أثيوبيا وضرب سد النهضة بات أمرا ضروريا ووشيكا !! بل بدأوا يشككون فى مدى شجاعة القرار المصري بهذا الاتجاه !!  وهم لايأخذون فى اعتبارهم أن مايقولونه هذا يعد تشكيكا وقلة ثقة فى قيادات  سياسية وعسكرية شديدة الإخلاص والحب لهذا الوطن من جهة ، ومن جهة أخرى فهم حينما يدقون طبول الحرب بهذا الشكل انما يعطون الذريعة  والدعم للقيادة الاثيوبية التى تدعي المظلومية وتدعي أن مصر وشعبها لايريدون الخير والتقدم لأثيوبيا !!

ولعلى أذكر هؤلاء المشككين  بما حدث وعشناه نحن جيل مظاهرات مطلع السبعينيات من القرن الماضى حينما أشعلنا الجامعات والشارع المصرى بمظاهراتنا الحاشدة مطالبين الرئيس السادات رحمه الله بشن الحرب على اسرائيل والاسراع فى محو آثار هزيمة 1967م واسترداد الأرض والكرامه وكم اتهمناه بالتخاذل !! وكم هتفنا ضده وضد جيشنا العظيم بهتافات مهينة خرجت عن حدود اللياقة والأدب !! وكم صبر علينا الرجل وكم تحمل وهو يعد العدة ويضع اللمسات الأخيرة لخطة حرب 1973م التى كان النصر المؤزر حليفنا فيها . ولعل الجميع يذكر كيف تدخلت الولايات المتحدة فى تلك الحرب إلى جانب اسرائيل وجاءت بطائراتها وطياريها وبدباباتها وأطقمها لتشارك بالفعل فى احداث الثغرة الشهيرة لكى تتوقف الحرب وتبدأ المفاوضات التى انتهت باستردادنا  كامل التراب الوطنى !! لقد كنا عامل ضغط كبيرا على قيادتنا السياسية دون وعى بأن ثقتنا فى تلك القيادة الوطنية كان لاينبغى أن تهتز وأنه كان علينا أن نساندها فى كل الأحوال بدلا من نقدها وتشتيت انتباهها وتقليل تركيزها!!

إن المظاهرات التى يقوم بها رواد السوشيال ميديا من دعاة الحرب الآن ينبغى أن تتمهل وأن تثق فى قيادتها الوطنية المخلصة الشجاعة ، فضلا عن أنه ينبغى أن ندرك جميعا بأن حروب الجيل الرابع والخامس هى الآن سيدة الموقف وأن عصر الحروب الخشنة قد ولى وأن الدول الكبرى الآن هى الدول التى تعرف كيف تستخدم عناصر قوتها المتعددة الأخرى فى تحقيق أهدافها بعيدا عن الحروب التقليدية وأثمانها الباهظة. تحيا مصر شعبا وقيادة.

[email protected]