رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

اشتهر بالتعبير عن كفاح الشعب ونضاله من أجل الديمقراطية والحرية والعيش الكريم عبر أسلوبه الخاص والمميز فى نظم القصيدة بالعامية فى السودان، وبرز كشاعر إنسانى وضع بصمته فى خارطة الشعر بعد أن أثرى الساحة الثقافية فى بلاده بالأغنية والقصيدة الوطنية، إذ يشير نقاد ومتابعون إلى أن قصائده التى تغنى بها الفنانان السودانيان محمد وردى ومحمد الأمين، أسهمت فى تشكيل خارطة الغناء الوطنى فى السودان.

آمن الشاعر السودانى الراحل محجوب شريف (١٩٤٨ - ٢٠١٤)  أن الشعب حبيبه، وشريانه,  وهو من منحه بطاقته الشخصية، وليس هناك تعريف أكثر دلالة من هذه البساطة العميقة، والتى هى مرجع الشاعر فى حياته، ولعل شاعر الشعب المتقاعس عن كسب حياة الرغد، كما نشدها أقران له وحققوها، قصد أن يعيش قانعاً، مكرماً، طوال حياته، وأن يرضى بالبقاء فى أرض الوطن برغم توافر كل الفرص أمامه للاغتراب الذى يعفيه عن الملاحقات الأمنية، وشظف الحياة، ويحقق بالمقابل بعض رغباته الحياتية.

تركه الرفاق، والاصدقاء، وسافروا إلى بلاد الله، القريبة، والبعيدة، ولكن حين يغدون يحجون إلى دار محجوب شريف ليتفيأوا دفئها السوداني، وليجدوه بتلك المودة، وحلو المعشر، والوفاء نحوهم ,  التعلق الروحى بأرض السودان، والنضال المر فى داخله، منح « شريف»  مناعة كبيرة لكل ما يشاهده من تخلف، وبؤس، فى كل مرافق الحياة، وما يعانيه الشعب من صنوف الكبت، والقمع، والتخويف, على أن صبره لم يكن سلبياً، وإنما عبر عن كل هذه المآسى فى كراسته الشعرية المجيدة، والتى زخرفها ببساطة الكلمة، وعمق المعاني، وجزالة صور الاستشراف لذلك الزمن الآتي,  زمن يتحقق فيه حلم الشاعر بأن تكون الحرية، والديموقراطية، سبيلاً لنشطاء السياسة، والفكر، والثقافة.

  واجه أنظمة الحكم ببلاده من خلال أبيات قصائده التى شكلت إلهاما للسودانيين خلال حقب مختلفة.

وقد تميزت حياته بمحطات سياسية أدخلته السجون على فترات متباعدة وفى ظل أنظمة سياسية مختلفة وبلغت سنوات سجنه نحو 13 سنة

وأمضى( شريف ) المعروف بعفة اليد واللسان أكثر من نصف عمره متنقلا بين المعتقلات السياسية، وهو من أشهر شعراء العالم الذين دفعوا فاتورة مواقفهم السياسية والإبداعية داخل الزنازين, واعتقل لمرات عدة بدءاً من العام 1971 فى عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وتم وضعه فى السجن لثلاث سنوات ابتداء من 1989 نتيجة مواقفه المناهضة لحكومة الإنقاذ فى السودان.

من أشهر قصائده: «يا والدة يا مريم، السنبلة، الحرامي، الغويشة، مساجينك، صباح الخير مسا النور، أوعك تخاف»، وﺁﺧﺮ ﻗﺼائده»ﺗﻼﺗﺔ ﻛﺒﺎﺭﻱ ﻭﺷﺎﺭﻋﻴﻦ ﻭﺳﺪ».

وتعبر قصائد شريف، دائما عن حال الشعب وفقره، وتمكن بحياته البسيطة التى عاشها، أن ينقل شعرا حيا بالعامية السودانية، وروى سيرا من النضال والكفاح، واتسمت قصائده التى دائما ما حملت آراؤه السياسية ببساطة «الجرس»، مما جعلها محببة بين طلاب الجامعات خاصة اليساريين منهم:

أسس الراحل مع آخرين منظمة أطلق عليها اسم «رد الجميل» لمساعدة المحتاجين فى كل المجالات، ليتميز بالتصاق فئات غير مثقفة بشخصه

واشتهر فى العمل الإنسانى بمساعدة كل من يطرق بابه فى مجالات العلاج والدراسة، مما أكسبه بعدا شعبيا إضافة إلى لقب شاعر الشعب.

وقد أصدر الراحل ديوانا شعريا واحدا باسم الأطفال والعساكر تم توزيعه مجانا فى احتفالية نجاح سكرتير الحزب الشيوعى الراحل محمد إبراهيم نقد فى انتخابات عام 1986، كما شارك فى مطبوعات تُعنى بالأطفال وأدبهم مع مركز عبد الكريم ميرغنى باسم النفاج.

وبعد معاناة طويلة مع المرض ترجل  الشاعر محجوب شريف عن جواد القصيد ليغادر الدنيا رحل فارس «القصيدة العامية» فى السودان.. لكن بقيت قصيدته «الشعب حبيبى وشرياني.. أدانى بطاقة شخصية» خالدة فى وجدان السودانيين والعرب بالإضافة إلى الكثير من القصائد الخالدة التى أثرت الثقافة الشعبية فى جنوب وادى النيل.

كانت وصية الراحل بأن يدفن فى مقابر «أحمد شرفي» بأم درمان، وألا يمشى فى جنازته مسؤول حكومى واحد، ليأتى مشهد تشييعه غير معهود ومبدعا، قوامه نحو عشرين ألفا بمشاركة شبابية ونسائية غير معهودة، كما رفعت أعلام الحزب الشيوعى السودانى وعلم استقلال السودان مع ترديد شعارات مقتبسة من قصائد الراحل السياسية.

[email protected]