رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رادار

 

 

 

متى ينتهى العام الدراسى بالنسبة إليك؟

اختر التاريخ الذى يناسبك للعام الدراسى الحالى، وسوف تكتشف بأن كل «التواريخ صحيحة»!

ربما ترى أنه قد انتهى مبكراً لأطفال التزموا البيت حرصاً على سلامتهم، وربما قد انتهى بالنسبة إليك بنهاية أبريل الماضى بعد إنجاز أعمال الامتحانات فى رياض الأطفال حتى الصف الثانى الإعدادى وفى الصفين الأول والثانى الثانوى!.

وقد يكون قد انتهى بالنسبة إلى آخرين فى شهر يونيو مع إنجاز امتحانات الشهادة الإعدادية!

لم ينته العام الدراسى بعد بالنسبة لطلبة الثانوية العامة الذين ما زالوا على قيد الدراسة فى انتظار انطلاق امتحاناتهم فى يوليو الجارى لتنتهى مطلع أغسطس!

هذا عام دراسى تبدو كل الإجابات عنه «صحيحة»، وكل النهايات فى صحبته «مُحتملة».. أخباره وأحداثه وإجراءاته لا تزال حاضرة فى حياة أسرة ما هنا أو هناك يدرس أطفالها فى مراحل دراسية مختلفة، لتبقى نهايته مؤجلة حتى إشعار آخر!

يعتقد الكثيرون أن العام الدراسى الحالى هو الأطول عملياً فى تاريخ مصر الحديث، والعام الأكثر جدلاً أكاديمياً ومجتمعياً. عام دراسى استثنائى فى أيامه، وفريد فى تجاربه - التى لم ولن تتكرر فى حياتنا وفى مدارسنا- ما جعل منه عام «الأرقام القياسية»!

هذا أول عام دراسى كامل - بالتمام والكمال- بعد ظهور وانتشار وباء كورونا، أول عام دراسى يشهد التطبيق النادر لإجراءات احترازية لضمان صحة وسلامة الطلبة! (الأولى من نوعها فى حياتنا).

العام الدراسى الأول الذى يحتضن أكبر محتوى معرفى وتعليمى رقمى فى تاريخ مصر الحديث، والعام الدراسى الأول الذى جعل من الأطفال وأولياء أمورهم طلاباً فى نفس الموعد والمكان لأول مرة!

تضاعفت فى صحبته أعداد المتعلمين.. 23 مليون طالب يتعلمون من أكثر من مليون معلم... أكثر من ٧ ملايين أب وأم عادوا مجدداً ليتعلموا عن التعليم وفى التعليم ما لم يتخيل أحدهم أنه سيحدث فى يوم ما. (كانوا هناك فى الموعد مع التعليم أونلاين!)

هل تتذكر ماذا حدث فى مثل هذا اليوم من صيف العام الماضى؟..

كانت أيام؛ امتزج فيها الطقس الحار بأحداث ليست أقل سخونة فرضتها جائحة كورونا، معلنةً نهاية العام الدراسى الماضى وسط حالة من عدم اليقين فى إمكانية عودة المدارس لفتح أبوابها مجدداً أو فى الشكل الذى ستبدو عليه مدارسنا فى عام دراسى قادم!

أيام لا تنسى؛ لم تكن مثل سحابة صيف عابرة حضرت لتمر هكذا من أمام أعيننا، فقد سكنت قلوبنا وتركت بداخل كل منا حكاية إنسانية رقيقة وصادمة تسرد ما كان من ألم وأمل.. ورجاء!

كانت أيام!.. فرضت نفسها علينا دون أن نشعر!. تعايشنا مع اللحظة الصعبة وقتها - كل على طريقته وبطريقته الخاصة التى نتفق عليها أو نختلف معها- ولم يتخيل أحد أن الجائحة ستتطور إلى هذا المدى لتصنع هذا التغيير المتسارع فى حياتنا وفى الطريقة التى نتعلم بها!.

إذ يسدل الستار على أغرب وأهم عام دراسى فى حياتنا، فقد سجلت ذاكرته ملايين الصور الحية النادرة لكل منا وعن كل منا.. أفضل ما فينا وأسوأ ما رأينا، وكأنه مثل جهاز «رادار» فى طريق الحياة كان علينا المرور أمامه فى لحظة ما!

لن تُمحى هذه الصور حتماً من ذاكرتنا فى رحلة العودة إلى الدراسة مجدداً العام الدراسى القادم.. ربما سنسلك نفس الطريق، لكننا سنتذكرها جيداً، وسنتعلم منها جيداً فى رحلتنا مع التعليم والحياة!

من أجل أطفالنا ومستقبلنا والوطن الحبيب.

نبدأ من الأول

[email protected]