عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

سعدت هذا الأسبوع بزيارة مستشفى بهية التى ضربت أروع الأمثلة للإنسانية والرحمة، بداية من الاستقبال عند مدخل المستشفى، شعرت بالرحمة والمعاملة الإنسانية، حتى خروجى من الزيارة وأنا مفعمة بالطاقة الإيجابية بخلاف استنباط عدة دروس من تلك الزيارة، فبداية عند مشاهدتى لفيديو يروى سبب بناء وتسمية هذه المستشفى بهذا الاسم تأكدت أن بإمكان الشخص أن يخرج من قلب المعاناة رحمة وحباً وتصبح قصة معاناته ملاذا ورحمة وعبرة للآخرين.

 فبداية اسم المستشفى نسبة إلى السيدة بهية وهبى، أصيبت بسرطان الثدى، وخلال رحلتها للعلاج ومعاناتها، أدركت كم المعاناة التى من الممكن أن تعانى منها السيدات الفقيرات فى محاربة المرض وكانت تتمنى توافر جهاز إشعاع للمرضى، وبالفعل هذا الجهاز متواجد الآن بمستشفى بهية، وحولت منزلها الخاص لمركز متخصص فى علاج سرطان الثدى بالمجان لكل سيدات مصر، تم تأسيس هذا المركز عام 2015 ليصبح أول مركز للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدى، ويتكون من 6 أدوار، وأجهزة بقيمة 150 مليون جنيه.

ما لاحظته فى طريقة علاج المرضى أنهم اهتموا بالعامل النفسى للمريضة، فمن المعلوم أن 99% من الأمراض الجسدية سببها نفسى، و99% من شفاء أى مريض متوقف على الحالة النفسية للمريض، فالكثير يشعر بآلام جسدية وعند الكشف لا يجد تشخيصاً لما يُعانى منه، وعند عمل تحاليل وأشعات وخلافه سيجدها جيدة، لأن السبب الرئيسى لذلك نفسى، فعند شعور الإنسان بالقلق والتوتر يشعر بالصداع وآلام المفاصل، وسرعة ضربات القلب، وعند شعور الشخص بالخوف يُصاب بالغثيان والرعشة والاختناق.

وأحياناً يفقد وعيه، ما يؤدى إلى تفاقم أعراض الخوف، أما فى حالات الاكتئاب فتتميز بهبوط الطاقة والحيوية والشعور بالإعياء والإرهاق وضعف التركيز والذاكرة واضطراب النوم والأكل، فهناك العديد من الدراسات التى أُجريت على مجموعة من الأشخاص كان الهدف منها بيان الحالة النفسيّة وأثرها على جهاز المناعة لدى الإنسان، فكانت النتيجة أن جهاز المناعة ينخفض تركيزه فى الجسم عند التعرّض للضغط النفسى، وهذا يؤكد أهمية الدعم النفسى وما يسببه من ارتفاع نسبة الشفاء، فالحالة النفسية تقوى من جهاز المناعة، ومن ثم مقاومة الأمراض المزمنة ومن ضمنها مرض السرطان، وهذا ما فعله مركز بهية، فاهتم بالدعم النفسى للمرأة، بخلاف اهتمامهم بالتوعية والعلاج المبكر للمرض عن طريق الكشف المبكر له، ليس هذا فقط بل يُشارك رحلة المرأة منذ بداية اكتشاف المرض حتى إتمام عملية الشفاء عن طريق مشاركتهن فى أنشطة وورش عمل تشمل الرسم، المشغولات اليدوية، جلسات الدعم النفسى مع مدربين متخصصين.

وفى النهاية أتوجه بالشكر لكل فرد يعمل فى هذا المركز، وكل من ساهم فى بناء هذا الصرح العظيم، وكل من دعم هذا المركز الإنسانى الذى عالج نفسية المرضى قبل أجسادهم، لأنهم أدركوا جيدا أن الحالة النفسية للمريض تلعب دوراً فاعلاً فى التصدى للمرض، فمرض مثل مرض السرطان يحتاج إلى دعم نفسى للتغلب عليه، ويحتاج المريض إلى من يمنحه الصبر ليتحلى بالإرادة خلال رحلته للعلاج، فجميع الإحصائيات والدراسات أثبتت أن: «الجهاز العصبى يؤثر على الجهاز المناعى فى الجسم، وكلما ارتفعت نسبة التوتر والقلق والانفعال تدهورت وظائف جهاز المناعة ما يضعف فى مقاومة الأمراض وخاصة السرطانية التى تخترق الجسم، وتتيح له الفرصة لكى ينمو ويترعرع، بسبب تراجع نسبة الخلايا الليمفاوية المسئولة عن توفير الحماية للجسم من الإصابة بهذه الأورام والأمراض بأنواعها المختلفة»، وبالنيابة عن زميلاتى نائبات مجلس النواب 2021 أعلن دعمنا الكامل لمستشفى بهية واقترحت عند زيارتى لهذا المركز مع بعض النائبات أن ندعم هذا المركز ماديًا ومعنويًا بالتبرع وإطلاق اسم نائبات مجلس النواب 2021 على أجنحة المركز، وذلك دعمًا لمبادرات الرئيس «100 مليون صحة» والكشف المبكر على سرطان الثدى.

---

عضو مجلس النواب

[email protected]