رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

الكثيرون لايعرفون الإعلامى الإسرائيلى يائير لبيد القادم إلى الحياة السياسية منذ سنوات ؛ ووزير خارجية إسرائيل الان ؛ثم رئيس وزرائها بعد اغسطس 2023 ؛ والذى دعمه بنيامين نتنياهو، عندما قرر دخول عالم السياسة وتركه الاعلام ؛ وهو مافعله معه أيضا رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان، ورئيسة حزب كاديما والمعارضة تسيبى ليفنى.

يائير لبيد يرتدى جلباب ابيه ويحذو حذوه ؛ فوالده هو الوزير السابق يوسف لبيد، والذى انتقل من عالم الصحافة والإعلام إلى الساحة السياسية. يائير لبيد له نفس بلاغة والدته الأديبة شولاميت لبيد وله قدرة على الاقناع اكتسبها من عمله كمقدم برنامج «أستوديو الجمعة» الإخبارى فى القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلى ؛ والكثيرون يعرفون أفكاره من خلال مقاله الأسبوعى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»،الى جانب 11 كتابا ألفها ونشرها، بينها عدة روايات.

يائير لبيد جاء إلى الحلبة السياسية من رحم الاحتجاجات الاجتماعية، التى شهدتها إسرائيل منذ عدة سنوات ضد نتانيهو. إلى جانب انه يعزف باقتدار على ثلاثيته المقدسة :»أنا وطنى إسرائيلى ويهودى وصهيونى، وكل مواقفى تنبع من هذا الثالوث».

لبيد قفز إلى الساحة كمنقذ قومى وأصبح نجم الاستطلاعات ؛ واستكمل ما بدأته الاحتجاجات الاجتماعية التى شتم نشطاءها الأثرياء والشركات الاحتكارية وطالبوا برفع الضرائب وخفض الأسعار.

يائير لبيد يجيد خلط الأوراق فى الحلبة السياسية، خصوصا داخل ما يسمى بمعسكر «الوسط - اليسار» الصهيونى، الذى يجمع أحزاب كاديما والعمل وميرتس. يائير لبيد استفاد من تجربة "شارون" عندما أسس الليكود فى العام 1973: واستغل شعبيته من أجل أن يفرض على العمل وخائبى الأمل من نتنياهو الذهاب ككتلة واحدة كبيرة لمنافسة الليكود.

 يائير لبيد يجيد مخاطبة الطبقة الوسطى الإسرائيلية، وهى الطبقة المنتجة، التى تدفع الضرائب، وتقوم بواجباتها، وتنفذ الخدمة العسكرية فى قوات الاحتياط، وتحمل على كاهلها الدولة كلها. ويائير لبيد ضمن خطابه دوما أنه منذ سنوات طويلة ودولة إسرائيل مستعبدة لمجموعات مصالح ابتزازية، تفتقر للخجل، وحتى أن بعضها غير صهيونى، وتستخدم بشكل سييء طريقة الحكم المعوجة من أجل نهب أموال الطبقة الوسطى؛ ويعد بتقسيم كعكة المصروفات، وتحويل الأموال من المستوطنتين «المعزولتين» إيتمار ويتسهار ومن حى الحريديم إلى مدن وسط إسرائيل.

المحللون يرون أن عقيدة لبيد فى الناحية الاقتصادية تنص على أن «الشرط لتحرير الطبقة الوسطى من العبودية هو التراجع عن دولة الرفاه واستبدالها بدولة المساعدات، التى تميز الأنظمة النيو - ليبرالية ؛الى جانب إن لبيد يؤيد نظام الخصخصة.

لبيد يتبنى الفرضيات الأساسية لحكومة نتنياهو تجاه الفلسطينيين. وهو يعتقد أنه ’يحظر الاعتماد على الفلسطينيين’ وأن ’الصراع هنا هو من أجل البقاء’، لكنه يؤيد إقامة دولة فلسطينية ’ليس لأن هذا سيجلب السلام، وإنما لأنه سيكون أسهل بكثير بإدارة الصراع.

يائير لبيد يلاعب الحريديم( اليهود المتزمتين دينيا)، بترديده أنه ليس مهتما بالكراهية لليهود، وإنما فقط بالتوزيع الأكثر عدلا للموارد وبسلم أولويات مختلف تماما. و أن على أولاد الحريديم أن يتعلموا اللغات والرياضيات بدلا من دراسة التوراة والحصول على مخصصات من خزينة الدولة، وأنه مؤمن بأنه بوجود حريديم كثيرين يفكرون مثله ويسرهم أن أحدا ما يحارب النشطاء والحاخامين المتطرفين الذين يسيئون إلى حياتهم.

يائير لبيد أدرك أن الخطاب العام معزول عن الجمهور؛ وأن المشاهدين فى البيوت لا يهتمون بالمناطق الفلسطينية المحتلة و لا بالمستوطنات ؛’العملية السياسية’ التى لا فائدة منها، وإنما يهتمون بأمنهم الاقتصادى وبتعليم أولادهم، وبهذا الإدراك انتقل من الأستوديو إلى السياسة.

رافضو لبيد يرون أنه يفعل مايصفه الأمريكيون بـ ’الأمومة وكعكة التفاح’، أى بالأمور الجميلة فقط. بعالم بدون عرب، بدون الصراع القومى، بالعودة إلى عالم الماضى، فترة إنشاد النشيد الوطنى الإسرائيلى ’هتيكفا’ من دون القومية الدينية وتطفل الحريديم المسيطرين منذ مناحيم بيجن وحتى نتنياهو. ويحلم بعودة عهد بن جوريون.

وفى الحقيقة أن لبيد ليس أول من دخل السياسة بالشعارات، وقد سبقه إلى ذلك «الصهيونيون العموميون»، فى العام 1951، وحزب «داش» فى العام 1977؛ ولكن ماجعله ينجح فى معركة مواجهة نتنياهو؛ هو نتنياهو الذى فشل فى إدارة ازمة كوفيد 19.