رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

أتذكر عندما كنت صغيرة كنت أشاهد برنامج الشيخ الشعراوى وهو يترجم آيات الله بكل بساطة وسلاسة ولم أتذكر ان هناك برنامجا آخر يتحدث عن الدين، فكان برنامج العالم مصطفى محمود العلم والإيمان حيث نستحضر عظمة الخالق، اما اليوم فنشاهد العديد من البرامج ومن يُطلق عليهم لقب دعاة ولكن الحقيقة أن هذه الصفة لا تتوافر فى أغلبهم، فنشاهد أغلبهم يدعون لشيء ويفعلون عكسه فكيف للمشاهد أن يصدق ما يقولونه؟! كما أن البعض منهم لم يدرس أصول الفقه والسنة والازهر!

 تذكرت مقولة للإمام الغزالى رحمه الله:» اذا كان الواعظ شابًا متزينًا للنساء فى هيئته، كثير الأشعار والإشارات والحركات، فهذا منكر يجب تغييره لأن الفساد فيه أكثر من الصلاح، ويتبين ذلك منه بقرائن أحواله! بل لا ينبغى أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع، وهيئته السكينة والوقار،وزيه زى الصالحين، وإلا فلا يزداد الناس به إلا تماديًا فى الضلال»! فيُصنفون هؤلاء تنمية بشرية وليس دعاة للدين! وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أخوف ما أخوفنى على أمتى منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن»! فالدين يؤخذ من الذين استقاموا بأفعالهم وليس من الذين قالوا بأفواههم!، اما عن الفتاوى فلدينا دار إفتاء واحدة يستطيع من يريد فتوى أن يذهب إليهم أو الاتصال بهم ليؤخذ فتوى، وليس من اى شخص يشاهدونه عبر التلفاز فمن الممكن أن نطلق عليها رأيا واجتهادا وليس فتوى!

فمع كثرة الفتاوى تشتت البعض وأصبح البعض يتحدث فى غير اختصاصه، والبعض الآخر يصدر فتاوى لا نعلم من أين مصدرها، والبعض الآخر يُفسر كلام الله على هواه! والبعض يستمع لهؤلاء أيضَا ما يُناسب هواه، فالحق واضح ولكن البعض يريد أن يسمع فتوى تتناسب مع ما يريده فصار لكل معصية فتوى! فنجد اليوم الكثير من الدُعاء يصدرون فتوى تحلل كل ما هو حرام! وتحرم ايضًا كل ما هو حلال! ونسوا أن الدين يُسر وليس عُسرا، فشاهدنا جماعة الإخوان المتأسلمين وهم يصدرون فتاوى بتفسير كلام الله بما يتناسب مع ما يريدونه، فقتلوا الأبرياء بلا ذنب، فقاموا بتفجيرات باسم الدين وفى الحقيقة هم بأفعالهم أصبحوا أعداء للدين، والبعض الآخر مما يدعى أنهم دعاة للدين بأقوالهم قاموا أيضًا بتفجيرات ولكن فى حياة الناس من الداخل عن طريق الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى! فكم من أعمال إرهابية قام بها أعداء الدين مُستغلين أدعياء الدين أى المنافقين ليشوهوا سمعة الدين! وليجعلوا المُسلم إرهابيًا فى نظر العالم! وكم من فتاوى دمرت حياة الناس من الداخل!

صدق عمر بن عبدالعزيز حينما قال : (كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون، قيل: كيف؟ قال: بأخلاقكم)، فكنّا نظن أن الداعى هو من يقوم بعمل برنامج يتحدث فيه عن الدين والدعوة ! ولا يعلم بعضنا بأنه من الممكن أن يكون داعيًا الى الله بدون ان يعلم، فأنت داع الى الله بأخلاقك قبل أقوالك، وأفعالك ترجمة لأخلاقك، فنسمع عن الكثيرين ممن دخلوا الى الإسلام بسبب مشاهدتهم لأفعال بعض المسلمين، عندما رأوا أخلاقهم الجميلة تنبعث منهم، عندما رأوا الصدق فى حديثهم والوفاء بالوعود، وكل منا داع الى الله فى عمله أيضًا بصدقة وامانته وعدله فى عمله، فالإسلام ينتشر بالمعاملة الحسنة مع الآخرين فلا ينتشر بالعبادات فالصلاة والزكاة والصوم وغيرها من العبادات بين الإنسان وربه، بل يتنشر الإسلام بالمعاملات الحسنة.

-

 

عضو مجلس النواب

[email protected]