رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عصف ذهنى

 

 

 

جريمة قرية (أبوحزام) بنجع حمادى التى وقعت قبل أسبوعين وراح ضحيتها ١٢ قتيلًا و٥ مصابين لن تكون الأخيرة ولن يجدى الإعدام وحده فى إطفاء نارها.

فى تسعينيات القرن الماضى شاركت فى حملة صحفية تطرق أبواب الصعيد، وكانت مهمتى محافظة قنا لرصد ما تعانيه من مشاكل فى ظل انتشار جريمة «التار» بين قرى المحافظة خاصة فى ذلك الوقت كان الثأر على أشده بين أبناء «ابو حزام» وأهالى «الحمرا دوم»، الأمر الذى دفع رجال القريتين إلى سكنة الجبال وترك أرضهم بلا زراعة لسنوات عديدة.

رحنا نسأل المسئولين هناك عن رؤيتهم لحال هذه القرى المهجورة، التى أغلقت مفاتيح الدم أبوابها ولم يعد ببيوتها سوى النساء المسلحات بالبنادق الآلية لحماية الأطفال وحراسة المواشى.

الغريب أن يومها لم نجد ردًا قاطعًا من جانب المسئولين سوى مساعى رجال القضاء العرفى لعقد جلسات الصلح التى غالبًا ما يتجدد الثأر فى أعقابها من جديد.

لملمنا أوراقنا من هناك وعدنا إلى القاهرة محذرين من غياب دور النواب والقيادات الطبيعية فى تلك القرى من حسم دوامة الثأر التى تتجدد بين الحين والآخر، دون أن ننسى المطالبة بتوجيه ثمار التنمية جنوبًا، بدلًا من هجرة العنف والعشوائية إلى الشمال لتستوطن أحياء القاهرة القديمة مثلما حدث فى امبابة وعذبة الهجانة والمقطم وغيرها التى تحولت إلى بؤر إجرامية واردة من الجنوب!

وظلت سياسة المسكنات تتواصل فى المناسبات القومية والأعياد وبعض الزيارات الميدانية لعواصم المدن الصعيدية لوضع حجر الأساس لمشروع ما، وتتركه لسنوات حتى تقتلعه عوامل التعرية أو تغطيه الرمال المتحركة.

واليوم ونحن نتوجه إلى تطوير قرى الصعيد ضمن مشروع تغيير الريف المصرى، لا ينبغى التعامل مع قرية أبو حزام بالحملات الأمنية فقط دون إشراك القيادات الطبيعية وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ من أبناء القرى المجاورة والعناصر المؤثرة من أطباء ومهندسين ومدرسين وأساتذة جامعات لأشاركهم فى الحفاظ على الأمن وفرض النظام.

ثانيًا: لابد أن تتحرك بعثات الإعلام والأزهر والكنيسة لشرح خطورة ما حدث ووقف ما قد يترتب من البناء عليه.

ثالثًا: نأمل أن تستعين لجان تطوير وتنمية قرى الريف بأبناء هذه القرى المحرومة، لاختيار ما يريدون إنجازه على أرض قريتهم، بدلا من أن يفرض عليهم مشروعات معلبة من الخارج.

رابعًا: وربما يكون ذلك هو الأهم أن تتوقف الدراما المسمومة التى فجرت العنف والقتل والمخدرات فى رمضان، فكان من ثمارها جريمة البلطجة فى قرية «أبو حزام»، خاصة بعد أن أسست هذه الدراما أن ريف الصعيد أصبح معقلًا للجريمة، وبؤرة للمخدرات، وسوقًا للإرهاب، وتناست جامعات الصعيد الشامخة، ومراكزه الطبية العالمية وصروحه العلمية المنتشرة بمختلف محافظاته.

أن تغيير المجتمعات وتحديثها يبدأ بالفكر والعلم والبشر، وليس بالبناء والرصف والحجر، وإلا نار «أبوحزام» ستظل حيه!