رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مضى عامان من الكورونا والتعليم فى أزمة حقيقية خاصة التعليم الأساسى، وتحول الأطفال إلى الجلوس فى البيت أمام الشاشات، سواء للتعليم عن بعد أو للمشاهدة والمتابعة لألعاب وفيديوهات أو إعلانات وفقد معظم الصغار الحماس والحركة والانضباط المطلوب لاتباع الحياة والتعود على ملابس أو زى المدرسة وموعد الاستيقاظ وطابور الصباح والالتزام فى صفوف والمنافسة البناءة الإيجابية، فيما يسمى التنافسية العلمية لإثبات الذات وبناء خيوط التواصل مع الاقران والزملاء، ثم اللعب فى الملاعب وممارسة الهوايات الفنية من رسم وموسيقى أو رياضة كل هذا بعيد حتى عن المحتوى العلمى الذى يؤسس المستقبل ويرسخ فى العقل ويحفر فى الوجدان، فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر أى به صعوبة لكنه يظل مكونًا أساسيًا فى تكوين الشخصية على مر الزمان ولأن التابلت كما أشار العديد من الخبراء فى مجال التعليم قد أثبت أنه ليس الوسيلة المثلى والمفضلة فى التعليم الأساسى، خاصة أنه لن يكون يومًا بديلًا للمعلم ولقاعة الدرس والكتاب المقروء وليس فقط الكتاب الإلكترونى، ولأن التعليم عن بعد لم ولن يحقق أهدافه ولم ولن يمنح التلاميذ المعارف اللازمة والمهارات المطلوبة فى المعرفة والتحليل والابداع والتذكر والتفكير المنطقى ولأن «النت» ليست جيدة والاتصالات بعافية ولا تتحمل التحميل المستمر لمناهج ودروس واختبارات فإن الرجوع للحق فضيلة فيما يسمى الامتحان الورقى لكن علينا أن نختار وسيلة واحدة لتحقيق تكافؤ الفرص، ثم إن موضوع الكتاب الموجود فى الامتحان أو ما يسمى امتحان الكتاب المفتوح.. فإن هذا مرة أخرى لا يصلح لقياس وتقييم طلاب المدارس وإنما قد يفيد فى الدراسات العليا لأنهم فى مرحلة البحث والاستعداد لكتابة الرسائل.. أما الصغار ومن يتأهل للجامعة فإن هذا الأسلوب فى التقييم والامتحانات يعد ردة وتأخرا فى مفهوم التعلم والمعرفة لأنه يشجع التلاميذ على الاتكالية والاعتماد على معارف الآخرين، فلا يبذل مجهودًا عقليًا وفكريًا يستخدم فى القوى الذهنية للتعلم والتذكر والتحليل والمقارنة والابداع.. والطاقة الكبرى هى الامتحانات على نمط وأسلوب الاختيار للصح أو الخطأ فإن هذا النموذج الاختيارى لا يصلح فى جميع مراحل التعلم ولا يصلح أيضًا فى جميع المواد والمقررات الدراسية لاختلاف الأهداف المرجوة من كل مادة ولانتقاء العديد من المهارات التى على التلاميذ امتلاكها ليكونوا قادرين على استيعاب المعارف والعلوم والآداب واللغات وأيضًا قادرين على إنتاج فكر جديد يبنى الأمم والشعوب وينهض بالمجتمعات والانسانية.. أين التذكر وأين القراءة وأين الكتابة وأين التعبير وأين التسلسل المنطقى للأفكار وأين التحليل العلمى وأين عقد المقارنات بين المعارف والعلوم؟؟ أين كل هذا فى هذا الأسلوب العقيم فى التقييم والتعلم فهل يعقل أن تكون الأجيال القادمة عاجزة عن كل هذا فلا نجد محاميا يكتب عريضة دفاع ولا صحفيا يبدع فى خبر أو مقال ولا مهندسا لديه القدرة على الابتكار ومحاكاة الماضى أو الحفاظ على التراث ولا طبيبا قد تعامل بحكمة مع مرض أو داء.. ناهيك عن المدرس الذى لن يكون قادرًا على الشرح والاستيعاب للاختلاف.. هل هذا ما نرجوه من الأجيال القادمة وإذا كنا قد قضينا الدراسة فى البيت وأمام الشاشات والبعد عن المدرسة والمدرس والزملاء والأنشطة فإننا سوف نقضى الإجازة فى الشارع لأنه لا توجد خطة لاستيعاب أكثر من 20 مليون طفل ومراهق فى عمل ونشاط مفيد ولأن المهم أن نثبت أن مشروع وزير نجح حتى وإن كان الفشل هو العنوان.. إجازة فى الشارع ودراسة فى البيت ووظائف تبحث عن صاحب... .