رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

هرتزل زعيم الصهيونية العالمية لخص السياسات الإسرائيلية المنظمة تجاه القدس منذ احتلالها عام 1948، وتكرست هذه السياسة البشعة خلال احتلال القدس الشرقية وضمها عام 1967 على أيدى الحكومات  الإسرائيلية المتعاقبة، وتهدف هذه العملية إلى فرض وقائع مادية على الأرض تؤكد سيادة الاحتلال الإسرائيلى على القدس، رغم أن الاحتلال مهما طال أمده لا يكرس سيادة من أى نوع.

واتبع الكيان الصهيونى أساليب شتى لتحقيق هذا الهدف المعلن وهو تهويد القدس، ولعل أبرز ذلك هو الاستيطان الذى ساهم فى تحقيق هدف الاحتلال، إلى جانب زرع الأحياء الاستيطانية حول مدينة القدس بهدف تطويقها وعزلها وزيادة عدد المستوطنين اليهود. كما تقوم إسرائيل بالتضييق على البناء العربى وتصر على تقليص عدد المواطنين الفلسطينيين بشتى الطرق. إن مسألة القدس واحدة من أبرز المسائل التى تم تأجيل البحث فيها بموجب اتفاقات أوسلو إلى ما سمى بمفاوضات الحل النهائى، وسعت الحكومات الإسرائيلية بسياستها إلى تهويد القدس لاستباق المفاوضات لحسم الموقف لمصلحتها من جانب واحد، وكانت مسألة القدس هى معضلة عملية التفاوض فى كامب ديفيد الثانية حول الوضع النهائى.

ومنذ النكبة عام 1948 وتتعرض القدس لسياسات إسرائيلية تهدف إلى استكمال مشروع التهويد الصهيونى. ومع وقوع الجزء الأكبر من مدينة القدس تحت السيطرة الإسرائيلية، أخذ الاحتلال يعمل على دمج هذا الجزء العريض من المدينة بالدولة اليهودية، وتكون إسرائيل قد تجاوزت نص قرار التقسيم، وأحدثت إسرائيل تغييرًا على وضع مدينة القدس وبعد نشوب حرب 1967 قامت إسرائيل بقيادة مناحم بيجين الوزير فى الحكومة الإسرائيلية، باقتحام القدس وتم الاستيلاء عليها.

وأقيمت إدارة عسكرية للضفة الغربية ترأسها حاييم هيرتسوغ الذى اتخذ من من فندق إمباسادور بالقدس الشرقية مقرًا لقيادته. وتم تعيين إدارة عسكرية للمدينة. وقام الاحتلال بهدم حى المغاربة المحاذى لحائط البراق بالكامل، بهدف تهجير أكبر عدد من السكان العرب وإفراغ المدينة من سكانها الأصليين بتعليمات من موسى ديان. كما تم هدم مبانٍ إضافية ومواقع مقدسة منها مسجد البراق وقبر الشيخ. كما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلى بدمج شطرى المدينة.

ولجأت إسرائيل منذ اليوم الأول لامتلاكها القدس الشرقية إلى وضع سياسة سكانية مجحفة بحق الفلسطينيين، واعتمدت مواقف الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة منذ عام 1967 على سياسة مبدأ تحجيم وتقليص عدد الفلسطينيين فى القدس. كما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية باتباع سياسة تجميد البناء العربى داخل الحدود البلدية، وماطلت إسرائيل فى إعداد مخططات هيكلية للقدس والتى بدونها لا يسمح قانون بالبناء.. ووظف الاحتلال اتجاهات أخرى لتنفيذ مخططاته تجاه القدس وأهمها عدم السماح بارتفاع المبانى العربية فى القدس الشرقية لأكثر من طابقين أو ثلاثة، مما يقلل من إمكانيات التوسع العمرانى العمودى. كما انتهجت سياسة الاحتلال، وضع أراض فلسطينية صالحة للبناء والتوسع العمرانى تحت بند المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية وحرمان الفلسطينيين من استخدامها لأغراضهم السكنية، بالإضافة إلى استغلال هذه الأراضى لبناء وحدات سكنية استيطانية بشكل مكثف بعد مصادرتها من أصحابها الأصليين، ويتم استخدامها لبناء مواقع أمنية وعسكرية إسرائيلية عليها. كما انتهجت سلطات الاحتلال سياسة هدم وإغلاق المنازل الفلسطينية فى القدس، كما تقوم سلطات الاحتلال باتباع أسلوب الترحيل القسرى للمواطنين العرب المقدسيين كجزء من السياسات الهادفة لتهويد المدينة الفلسطينية.

هذه هى السياسة الإسرائيلية البشعة ضد مدينة القدس وضد الأشقاء الفلسطينيين، ورغم كل ذلك فإن سياسة الاحتلال مهما طالت لا ترسخ مبدأ السيادة أبدًا.