رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

فى صباح اليوم الأول من عودتهم مجددًا إلى مدارسهم، لم يسلك طلبة المرحلة الابتدائية الطريق المعتاد إلى مدرستهم قبل الجائحة.. سلكوا الطريق إلى الشاطيء، فقد كان أول يوم دراسى لهم على شط البحر!

مبادرة قامت بها إحدى المدارس فى مدينة مورسيا الإسبانية بعد عام كامل لطلبتها من التعليم عن بعد!

المعلمون يبدأون يومهم الدراسى فى الصباح بتنظيم الشاطئ ومساحة التعليم المخصصة لاستقبال طلبتهم الذين تتراوح أعمارهم بين 3 – 12 عاماً، ويتم تقديم حصص دراسية مدتها 20 دقيقة للحصة الواحدة فى مساحات مختلفة بالتناوب بين الطلبة!

مدارس ما بعد الجائحة لا تشبه مدارس ما قبلها!

فى زمن الجائحة حضر التعليم عن بعد بدون موعد مسبق بديلاً عن التعليم وجهاً لوجه، ليصنع من نفسه نموذجاً قائماً حضر ليبقى، ولا غنى عنه لمن أراد إليه سبيلاً فى مدارس ما بعد الجائحة!

أرهقت مدارس الجائحة المعلمين الذين أرهقتهم مدارس ما قبلها لدواعى الحفظ والتلقين والامتحانات، وفى مدارس الجائحة وقف المعلمون لأول مرة أمام طلبتهم من خلف كاميرا أو من وراء ستار مع نموذج التعليم عن بعد، لكنهم استوعبوا الدرس وتيقنوا أن الرعاية والاهتمام بالأطفال وصحتهم النفسية وجودة حياتهم خير وأبقى فى مدارس ما بعد الجائحة!

أكدت مدارس الجائحة أهمية التكنولوجيا فى التعليم والحياة، لكنها ليست كل الحكاية، لأن قيم التعاطف والمرونة والاستقلالية والمثابرة أكثر طلباً فى مدارس ما بعد الجائحة، وهى القيم التى لم ولن تصنعها التكنولوجيا، لأنها صناعة إنسانية بامتياز!

مناهج مدارس الجائحة وأدواتها الرقمية وقفت متلبسة بالصدمة بينما تحاول استدعاء هذه القيم فى لحظة صعبة، وفى مدارس ما بعد الجائحة، فالمناهج أكثر تركيزاً على القيم الإنسانية الأكثر احتياجاً للأطفال فى تعليمهم.. وفى حياتنا!

بعد مرور أول عام دراسى كامل -أو هكذا يبدو- فى ظل الجائحة، لا يخلو النقاش حول التعليم من السؤال التالي: كيف سيكون حال تعليمنا وشكل مدارسنا العام الدراسى القادم؟.

أظهرت الجائحة ثغرات حقيقية فى تعليمنا وصنعت أخرى.. دفعت بنا وبأطفالنا نحو تحسين بعض المهارات وكان لها تأثير كبير فى تراجع مهارات أخرى، وأثَّرت فى حياة كل طفل فى هذا العالم بدرجات متفاوتة!

الخلاصة: لطالما كانت عودة الطلبة إلى الدراسة بعد صيف مفعم بالاستجمام والمرح أمراً طبيعياً كل عام فى مدارس ما قبل الجائحة، ولا تتعجب إذا أصبحت أجواء الاستجمام وصنع السعادة والمتعة للتعلم برعاية معلمين يمنحون طلبتهم الرعاية والاهتمام فى مقدمة مواصفات مدارس ما بعد الجائحة!

إنها ضرورة لا غنى عنها لعودة حياة التعليم إلى طبيعتها وعودة مدارسنا إلينا مرة أخرى فى أقرب فرصة ممكنة!

نبدأ من الأول

[email protected]