رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

كان من السابقين إلى الإسلام، والمهاجرين الأولين وكتبة الوحي القرآني، رفع الله تعالى من شأنه وكرمه بالشهادة ورفعته الملائكة بين السماء والأرض، ثم دفنته فلم ير أحد جسده بعد ذلك.

عامر بن فهيرة التيمي ، كان مملوكاً للطفيل بن سخبرة الأزدي، وأسلم وهو مملوك قبل أن يدخل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ دار الأرقم بن أبي الأرقم مستخفياً، وعذب مع المستضعفين بمكة ليرجع عن دينه، فأبى، وتحمل ألوانا من التنكيل والعذاب، وضرب المثل في الصبر والثبات، فاشتراه أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وأعتقه، فكان يرعى له غنماً بمكة، ويحرص على حضور مجالس الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليتعلم من هديه وينهل من علمه وأدبه وخلقه، ولما هاجر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه أبوبكر، كان يرعى الغنم عند غار ثور ليمسح آثار الأقدام بعد أن يذهب عبدالله بن أبي بكر أو أسماء إليهما حتى لا يتعرف إليها المشركون، وكان يحلب للرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولأبي بكر اللبن، ويأتيهما بالأخبار، وعندما ارتحل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر رضي الله عنه من الغار هاجر معهما، فحمله أبو بكر، رضي الله عنه، خلفه، ومعهم دليلهم "ابن أريقط "فقط، فسلك بهم طريق الساحل صوب المدينة.

و لما لحق سراقة بن مالك بالركب المبارك، وحدث له ولفرسه ما حدث، وتيقنه من أمر نبوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلبه كتاب أمان حينئذ أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامر بن فهيرة بأن يكتب هذا الكتاب لسراقة، فكتب في رقعة من أدم، إذ كان عامر كاتباً قارئاً، ومن كتبة الوحي القرآني قبل الهجرة النبوية, ولما دخلوا المدينة نزل عامر بن فهيرة على سعد بن خيثمة، وآخى الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بينه وبين أوس بن معاذ، وجاهد تحت لوائه وغزا معه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة غزوات.

وشهد بدراً وأحداً، وظهرت بطولته, وفدائيته, وحبه للجهاد في سبيل الله, وكان تقياً ورعاً ومناقبه عظيمه .

 قتل عامر بن فهيرة سنة 4 هجرية وهو في الأربعين من عمره، وقيل إنه عندما قتل يومئذ لم يجدوا جسده حين دفنوه وكانوا يرون الملائكة حين دفنته,وذكر في الصحيح انه لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ وأشار إلى قتيل، فقال له عمرو: هذا عامر بن فهيرة فقال: لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إليه بين السماء والأرض، ثم وضع, وجاء في أسد الغابة عن محمد بن عمر أن جبار بن سلمى الكلابي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فأنفذه، فقال عامر: فزت والله, قال: وذهب بعامر علوا في السماء حتى ما أراه. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم  “فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين”. وسأل جبار بن سلمى ما قوله فزت والله، قالوا: الجنة. قال فأسلم جبار لما رأى من أمر عامر

وحزن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون على ما أصاب عامر وأفراد السرية، وقنت الرسول ـ عليه والسلام ـ شهراً يدعو الله على تلك القبائل. وقيل إنه دعا على قتلتهم خمس عشرة ليلة.

[email protected]