رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى ليلة الحادى عشر من أبريل الجارى نفذت إسرائيل هجمة عدوانية شرسة على إيران عندما استهدفت مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم. جريمة حرب ارتكبتها إسرائيل بدم بارد بعد أن منحتها أمريكا الضوء الأخضر لتنفيذها، لا سيما وقد جاءت بالتزامن مع زيارة «لويد أوستن» وزير الدفاع الأمريكى للكيان الصهيوني. ولا غرابة، فأمريكا دومًا حريصة على أن يكون لإسرائيل التفوق العسكرى النوعى، وكأنى بنتنياهو قد بدأ بذلك الحرب الفعلية ضد إيران، فهو يظن أنه بعدوانه هذا سيكون قادرًا على القضاء على برنامجها النووي. أما وزير الدفاع الأمريكى فلقد جاء فى زيارة لإسرائيل كى يبحث معها قضايا إقليمية وصفقات عسكرية ثنائية.

ولا شك أن القوة العسكرية التى تحظى بها إسرائيل هى نتاج لعلاقتها الحميمية بالولايات المتحدة التى لا تدخر جهدًا من أجل اعلاء مكانة إسرائيل العسكرية والاستراتيجية، وهو ما يتم تطبيقه على أرض الواقع من خلال المساعدات العسكرية وتأثيرها على التفوق النوعى للكيان الصهيونى المحتل. أما المساعدات الأمريكية التى يتم التعويل عليها فلقد بدأت منذ عام 1949 وبلغت ملايين الدولارات. إلا أن التعاون العسكرى الحقيقى فبدأت فاعليته تسرى منذ 1952 عندما قام الطرفان بتوقيع اتفاق للدعم اللوجيستى الثنائى، أعقبه اتفاق حول التعاون بينهما فى المجالين السياسى والأمنى. ونستطيع القول أنه ومنذ عام 1958 بدأت إسرائيل فى تلقى مساعدات أمريكية أمنية وعسكرية، التى لم تلبث أن أصبحت مساعدات دائمة بعد حرب 1967 وذلك عقب إنهاء فرنسا علاقتها الأمنية مع إسرائيل. أما ذروة المساعدات الأمريكية فلقد تمت بعد اتفاق السلام مع مصر عام 1979.

فى عام 1985 اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل شيمون بيريز مع جورج شولتز وزير الخارجية الأمريكى الأسبق فى إدارة ريجان على منحة سنوية قيمتها ثلاثة مليارات دولار معظمها للأمن ولشراء المعدات العسكرية. ورغم أن إسرائيل اليوم باتت إحدى أقوى دول المنطقة فإنها ما زالت متعلقة بالمساعدات العسكرية الأمريكية واستمرارها رغبة منها فى الحصول على غطاء سياسى ودبلوماسى دائم لتحركاتها العسكرية ضمانًا للتفرد وتحقيق كل ما تبغى من ورائه. وتحصل إسرائيل على نسبة عالية من المساعدات الأمريكية العسكرية والتى تشكل نسبتها 55% من جميع المساعدات الأمريكية للعالم، فمنذ عام 1948 بلغت قرابة 130 مليار دولار. وكانت أمريكا قد أقرت حزمة مساعدات لإسرائيل لأعوام 2019، 2028 بقيمة 38 مليار دولار، وتشمل تمويل مشاريع عسكرية مشتركة للحماية من الصواريخ.

الجدير بالذكر أن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل تحتل نسبة 18 % من الميزانية العسكرية للولايات المتحدة، وبموجبها تقوم إسرائيل بشراء أسلحة بقيمة 815 مليون دولار سنويًا ليجرى تخصيص 500 مليون دولار لتعزيز الدفاعات الصاروخية بما فيها منظومة القبة الحديدية المضادة لصواريخ المقاومة الفلسطينية، التى أسهمت المساعدات الأمريكية فى تطويرها وذلك بما يزيد على مليار دولار، أما تطوير منظومة «حيتس» فيتم بأكثر من مليارى دولار.. وللحديث بقية.