رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

المؤكد أن الحكومة وضعت عدة برامج لترشيد مياه الرى فى الأراضى القديمة، والحديث جارى عن إدخال أنظمة رى حديثة، أو العمل بأحدث نظم الرى فى العالم، ويتم تركيبها حسب نوعية الأرض ومساحتها ونوعية المحصول، ويقال إن تكلفة تحديث الرى للفدان تقدر بحوالى 8 آلاف جنيه، والمفترض أن يسددها الفلاح قبل تركيبها، وأغلب الفلاحين فى مصر يعيشون على حيازات بسيطة، تبدأ من قيراط وتصل إلى فدان أو ثلاثة فدادين، وبعضهم إن لم يكن أغلبهم يزرع بالدين، يشترى السماد والتقاوى بالدين، وبعد تصريف المحصول يسدد ديونه أو بعضها، والمتبقى، إن تبقى، يعيش به هو وأولاده.

يقال إن الحكومة سوف تقوم بتقسيط ثمن نظام الرى الحديث، ويقال إن التقسيط بفائدة بسيطة متناقصة، يعنى الفلاح سوف يجد نفسه مطالبا بتسديد ديون التقاوى والسماد، وقسط نظام الرى، من أين؟، وهل ثمن المحصول يكفى لتسديد الديون والقسط واطعام الأسرة؟.

المشكلة لا تقف عند القسط وفوائده وديون الزراعة، بل بعون الله تمتد إلى الصيانة، النظام كان بالتنقيط أو بالرش أو بالفقاعات، يحتاج إلى صيانة دورية، ربما مرة أو مرتين أو ثلاثًا فى السنة، وقد يحتاج إلى قطع غيار، والطبيعى أن تقوم إحدى الشركات المختصصة بالصيانة، ليس من المنطقى أن يلجأ الفلاح إلى السمكرى أو الميكانيكى، بل إلى الشركة التى قامت بتركيب النظام، والصيانة تحتاج لمصروفات سنوية أو نصف سنوية، من أين؟.

تعالوا نفترض أن الفلاحين أصحاب الحيازات الصغيرة يمتلكون الأموال التى تساعدهم على تسديد قسط النظام وقيمة الصيانة وثمن التقاوى والسماد، أليس من المنطقى ان يضيف هذه المصروفات إلى ثمن المحصول، ويضيفها تاجر الجملة، ومن بعده تاجر التجزئة، ومن بعدهم البائع فى السوق، وفى النهاية يتحملها المواطن البسيط.

المحصول نفسه فى نظام الرى بالغمر يختاره الفلاح، بعد تركيب النظم الجديدة سوف يفرض عليه ممن يشاركونه نظام الرى، فالأنظمة الحديثة صممت لمساحات كبيرة، فهل الفلاح سيقبل بزراعة محاصيل قد لا تحقق له ما يساعده على تسديد ديونه والإنفاق على أسرته؟، ربما.

المؤكد أننا مع تحديث أنظمة الرى فى مصر، سواء فى الأراضى القديمة أو الجديدة، والمؤكد كذلك أننا مع ادخال أنظمة حديثة ترشد المياه التى يتم تبديدها، لكن كيف؟ بتقسيط ثمن النظام وصيانته على فترات طويلة بدون فوائد أو بفائدة هامشية، ولتكن 1%، أصحاب الحيازات البسيطة مثقلون بالديون، ومن الصعب بل من المستبعد موافقتهم على تحمل نفقات أو ديون جديدة، لسان حالهم: «ايش ياخد الريح من البلاط». لذا الحكومة مطالبة بالجلوس مع الفلاحين، أصحاب الحيازات الصغيرة، والتعرف على قدراتهم، والتوصل إلى صيغة وآلية لتسديد ثمن عملية التحديث تتناسب وظروفهم المعيشية.

[email protected]