رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

كثرت مشاكل الحياة من حولنا, قلت البركة, اختفت السكينة, تلاشت الرحمة, ضاعت البوصلة, فضاقت الصدور, واعتلت القلوب التى بلغت الحناجر, وأصبح الإنسان مخلوق ضعيف, لا يتحمل أوجاع الدنيا, فعند أول نازلة تنهار قواه, وتخر عزيمته, يفضل العزلة , ويرفض الاندماج فى المجتمع ويقيم حوار ذاتى يتضمن عشرات الأسئلة, لماذا أنا بالذات ؟ هل لأنى أحاول العيش بالحلال, فلان يغضب الله فى كل شىء ورغم ذلك يفتح عليه ويزيد له فى حرثه, أولادى يعانون الأمراض والعوز والفشل الدراسى, وأولاده متفوقون وأصحاء , فأين عدل الله؟ الشواهد كلها تدل على الظلم , تقلب الموازين, تحطم الثوابت, تذهب الألباب, وتتطور الحالة حتى تصل إلى حد القنوط واليأس وربما إلى أكثر من ذلك فما الحل؟

أولا لابد أن ندرك ونعترف أن العقل البشرى قاصر عن استيعاب الحكمة الآلهية من الأحداث, فأنت تحكم على ظواهر الأمور أو على الأقل ما تراه عينك, وربما لو نظرت بعمق وروية لتأكدت أنك على قدم المساواة مع من تنظر إليه إن لم تكن أفضل, ولو كان عندك يقين فى الخالق عز وجل لعرفت أن من بين العباد لو أغناهم الله لكان شرا لهم, وأن الفقر لهم دواء, وأن أى محنة داخلها منحة عظيمة يتبينها أولى الألباب, فيوسف عليه السلام خرج من غيابات الجب ليجلس على خزائن مصر- بعد رحلة عذاب – سطرها المولى فى كتابه بآيات  تتلى إلى يوم الدين, وهاجر عليها السلام التى أطاعت زوجها طاعة عمياء عندما علمت أنه مأمور من السماء , وقالت قولتها الخالدة"إذن لا يضيعنا -  كرمت بعد أن أشرفت على الموت عطشا – بأن سعيها بين الصفا والمروة أصبح نسكا للحجيج إلى قيام الساعة, وإسماعيل الولد الصالح الذى قدم روحه قربانا لربه وطاعة لوالده, بل أخبره بأنه ستحلى بالصبر , خلد بذكره اسمه فى أشرف كتاب يتعبد بتلاوته, هذة مجرد إشارات ينبغى استيعابها والتوقف أمامها لنرى الصورة كاملة واضحة جلية, ويكون حكمنا صائب.

لا تعامل الخالق العظيم بنظام المنفعة, تطيعه لينعم عليك, بل تذكر دائما أنك عبد ومسلم, عليك الإنقياد والاستسلام, وان يملأ قلبك يقينا لا يخالجه أدنى شك أنك المستفيد الوحيد من هذة العلاقة, فخير المعبود كله لك والعكس غير صحيح, وأن النعمة بل بلغ حجمها مؤقتة لأنها إما أن تفارقك أو تتركها, بتحولها عنك أو برحيك, فلا تنظر إلى السعادة الوقتية وتنفق فيها جهدك وتترك النعيم الأبدى فلا تعمل من أجله.

اليقين نصف الإيمان وقيل كله, وهو مع الصبر يحولك إلى إمام فى العبادة (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)  .

 

[email protected]