رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

فى الوقت الذى شهدت فيه إيران أزمة اقتصادية حادة جراء العقوبات التى فرضتها أمريكا عليها منذ عام 2018 التى تفاقمت بسبب تفشى وباء كورونا، وزادت حدتها عندما رفض جو بايدن رفع العقوبات التى شددها سلفه دونالد ترامب. كان طبيعيًا لمواجهة ذلك أن تنحاز الحكومة الإيرانية للتقارب مع كل من الصين وروسيا كجبهة إنقاذ لها من براثن الحصار الأمريكى الظالم. وتتويجًا للعلاقات الصينية الإيرانية وقع كل من وزير خارجية إيران والصين فى السابع والعشرين من مارس الماضى اتفاقًا للتعاون بينهما لمدة تمتد إلى خمسة وعشرين عامًا، الذى يهدف إلى تمهيد الطريق أمام استثمارات صينية بمليارات الدولارات. ويعد الاتفاق خيارًا فاعلًا للالتفاف على العقوبات الأمريكية والأوروبية التى فرضت على إيران. ووصف روحانى الاتفاق بأنه مشروع مهم استراتيجيًا للنمو الاقتصادى فى إيران، وكذا لضمان الاستقرار والسلام فى المنطقة.

الجدير بالذكر أن الاتفاق الذى تم توقيعه خلال زيارة المسئول الصينى إلى طهران تركز على التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية، إلى جانب التعاون الدفاعى والعسكرى بما فى ذلك إجراء مناورات عسكرية مشتركة. كما يشمل الاتفاق تطوير المطارات والموانئ الإيرانية وتشييد موانئ جديدة، وتطوير سكك الحديد فى إيران وتعزيز البنى التحتية، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات الطاقة والنفط والبتروكيماويات. تشمل الاتفاقية استثمارات صينية فى إيران تبلغ مائة وخمسين مليار دولار. وفى المقابل تقوم إيران بتوريد النفط بأسعار مواتية، بالإضافة إلى ذلك قيل إنه تم التخطيط لتعاون مماثل فى المجال العسكرى.

جاء الاتفاق الذى وقعته إيران مع الصين بمثابة محفز لها لكى تسعى لإبرام اتفاق مماثل طويل الأمد مع روسيا ليكون خارطة طريق للتعاون الاقتصادى بين الدولتين. وفى هذا الصدد قال رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيرانى «مجتبى ذو النور»: (إننا نريد أيضًا إبرام اتفاق مع روسيا يكون مماثلًا للاتفاق الذى أبرمناه مع الصين، الذى سيكون عمليًا خارطة طريق للتعاون الاقتصادى الملزم للطرفين على المدى الطويل). وتدور التكهنات اليوم بأن « سيرجى لافروف» وزير الخارجية الروسى يعتزم التوجه إلى إيران قريبا. ولا شك أن الاتفاق الذى وقع بين الصين وإيران من شأنه أن يثير قلقًا عارمًا لدى الولايات المتحدة. أكد ذلك ما جاء على لسان جو بايدن مؤخرًا فى معرض تعليقه على وثيقة التعاون الاستراتيجى بين إيران والصين فعبر عن قلقه من تطور العلاقة بين الدولتين وأفصح عن ذلك صراحة عندما قال: (لدى قلق تجاه الشراكة المتزايدة بين الصين وإيران والقائمة منذ سنوات). أما وزير الخارجية الأمريكي «أنتونى بلينكن» فلقد صرح فى 28 مارس الماضى قائلًا: (بأن العلاقة بين بلاده والصين تشهد عداء متزايدًا فى بعض جوانبها، وأن هناك جوانب تنافسية فى مجالات التعاون بين البلدين).

وهكذا فإن إيران اليوم تكون قد حققت الانتصار على الولايات المتحدة، وبالتالى فإنها لن تقبل بأقل من رفع العقوبات الاقتصادية التى فرضتها عليها إدارة ترامب مخالفة بذلك الاتفاق على رفعها فى عام 2015 كأحد شروط التوقيع على الاتفاق النووى الذى أبرم بين إيران ومجموعة الدول 5 + 1، والآن لقد وضح الأمر لإيران وتدرك اليوم بأن أي مفاوضات مع أمريكا هى مضيعة للوقت ولا فائدة من ورائها.