رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون مقدمات تحول شتاء 1977 الخامل الى حمم بركانية تتطاير منها شظايا ملتهبة عقب دعوة معمر القذافى لعقد قمة عربية فى طرابلس للرد على الاعلان الجرئ للرئيس السادات فى مجلس الشعب عن نيته زيارة القدس لحلحلة القضية العربية  منذ جمود هدنة اتفاقية النقاط الست وبحث إقامة معاهدة سلام شاملة تعيد كافة الحقوق العربية المسلوبة لكن قوبل مسعاه العبقرى بالتشنج المعتاد من الأنظمة الردايكالية والتى أسست جبهة اسمتها الصمود والتحدى والتى ضمت كلاً من العراق،ليبيا،الجزائر،سوريا، منظمة التحرير واليمن الشعبية وتزعم هذه الجبهة صدام حسين نائب رئيس العراق ونجحت فى نقل مقر الجامعة العربية الى تونس بل واستضاف صدام عددا من الفنانين والإعلاميين المنشقين وفتح لهم ابواب بغداد على مصراعيها واغدق عليهم بالأموال والمنصات الصحفية والإعلامية فتم اسناد رئاسة إذاعة باسم «صوت مصر العروبة» للممثل عبد الغنى قمر والتى كانت تبث برامجها من بغداد بغرض السخرية من شخص الرئيس والسيدة حرمه وانتقاد جميع تصرفات واعمال الحكومة بغية تحريض الشعب على الثورة وقلب نظام الحكم وبالرغم من التكلفة الضخمة لم يكن لها تأثير يُذكَر فى الشارع المصرى.

ومع تورط مهيب الركن فى الحرب مع إيران اضطر للاستعانة  بالشقيقة الكبرى لتقدم له دعمًا عسكريًّا !! ثم تبدلت المواقف وباع اولئك الخونة بأبخس الاثمان وأسكتت ابواق الدعاية الرخيصة للابد وبعدها انزوى القمر الشريد فى غياهب الرافدين منبوذا طريدا حتى وارى الثرى فى فبراير 1981، وقبرته اسرته سرا بالاسكندرية فصاغ شقيقه الأصغر بهجت قمر  ملخص حياته فى عبارة قاسية  «عاش خائنًا ومات غريبًا» ويا ترى اى من اقمار الفضائيات التى تبث من تركيا ينتظره نفس المصير المخزى لاسيما بعد بشائر التقارب التركى المصرى الأخير بسبب نجاعة استراتيجية الصبر التى امتصت الصدمات المفاجئة واحتوت المخاطر الداهمة حتى تمكنت من محاصرة الخصوم ووضعتهم فى الزواية  فلم يبق امامهم من سبيل الا استجداء الجلوس على الطاولة لعلها تساعد فى التوصل الى مقاربات جديدة ربما تخرجهم من عزلة الكراهية لذا استخدموا ورقة مقايضة الفلول الهاربة كعربون بسيط لإبداء حسن النية ولسوف يقدمون رقابهم كقرابين على مذبح مصالح غاز المتوسط.

و فى جنح الليل استدعى ضابط الاستخبارات كبيرهم الذى علمهم الخيانة لابلاغ عرائس الماريونت بالرقصة الجديدة وتلقينه التعليمات الجازمة باخراس كل ألسنة الكذب وابواق البهتان ولم يبق لهم من خيار الا مطرقة الترحيل او سندان الانبطاح ولان سيكولوجية الخائن طيعة ترضى المهانة انصاعوا صاغرين لفرمان افنديهم ليخرجوا على شاشتهم القميئة يجرون اذيال الخزى والعار ولا يجدون فى انفسهم شيء من الكرامة لتبرير ما حدث سوى ترهات من الغث والسمين عن المهنية وفضل الاتراك عليه فتبين للبسطاء المخدوعين فى صراخهم الحنجورى كل مساء حجم المؤامرة التى كانت تحاك لهذا الوطن من كل اتجاه لكى يسقط فى براثن الفوضى والحرب الاهلية لكن الله سلم. 

الكل كان يعلم انها مسألة وقت وستتغلب براجماتية الأناضول على ايديولوجية الإخوان الا أولئك المغفلين لذا عندما تمتزج الخيانة بالجهل والغباء السياسى يزداد الأمر سوءًا وتعقيداً فشخصية مصر المتفردة كأول دولة مركزية فى التاريخ تحيطها جغرافية سياسية حاكمة، بالاضافة لنسيج ديموجرافى متماسك ومتناغم افشل كل المحاولات البائسة بزرع طابور خامس يصبح كعب أخيل للتدخلات الاجنبية. وكان تشرشل يقول عباراته الشهيرة يعيد التاريخ نفسه لأن الحمقى لم يفهموه جيداً. للأسف لا جديد يقال ولا قديم يعاد، قاتل الله الحماقة التي أعيت من يداويها.