رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

كرمها الله أعظم تكريم، واصطفاها وطهرها واصطفاها على نساء العالمين ونفخ فيها من روحه لتنجب نبيا ورسولا من الصالحين,وجعلها وابنها آية إلى يوم الدين.

    مريم بنت عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن اخنر بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم .

نسبها إلى سليمان بن داود عليهما السلام, وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه, وكانت أمها حنة بنت فاقود من العابدات,   وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم "اشياع" في قول الجمهور وقيل زوج خالتها.

    وكما يقول محمد بن إسحاق وغيره كانت أم مريم عاقرا لا تلد, فرأت يوما طائرا يزق فرخا له، فتاقت نفسها للولد, فنذرت لله إن حملت ولدا لتجعلن ولدها محرراً أي صبيا في خدمة بيت المقدس, فحاضت من فورها، فلما طهرت واقعها زوجها فحملت في مريم عليهاالسلام فلما وضعتها جعلتها في خدمة بيت ,المقدس,          

    وذهبت بها إلى المسجد الأقصى وسلمتها إلى العباد الأحماد المقيمين فيه,فتنازعوا فيمن يكفلها وكانت من نصيب  زكريا   .

    واختار زكريا لمريم مكاناً قصياً في المسجد لا يدخله أحد سواه وفي هذا المكان كانت مريم تعيش تذكرالله، وتتعبده وتقوم بما يجب عليها من الخدمة في وقتها. وكان زكريا رجلا فقيرا  وكان يعولها في حدود ما تسمح به قدراته غير أن الله عز وجل تكفل بزرق مريم وكان   رزقه كريما واسعا: “كُلمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إن

    اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (آل عمران: 37). ذلك أنه كان يدخل عليها في الصيف فيجد عندها فاكهة الشتاء ويدخل عندها في الشتاء فيجد لديها فاكهة الصيف، فكان ذلك من عجائب الله           

 العالمين على نساء  وجل لها كانت البشارة متعددة النواحي والأركان فهي بشارة باصطفاء .

    اختلف المفسرون في كيفية نفخ الملك الروح في مريم، كما اختلفوا في مدة الحمل, وذكر غير واحد من السلف منهم وهب بن منبه أنها لما ظهرت عليها علامات  الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عباد بني إسرائيل يقال له: يوسف بن يعقوب النجار وكان ابن خالها فسألها فأخبرته خبرها        

    وإذا كان حمل مريم في عيسى وولادتها له بدايات معجزات هذا النبي الكريم فقد كان كلامه الفصيح المعجز وهو في المهد غاية في الإعجاز والشهادة ببراءة أمه عليها السلام فقد قرر هذا الغلام المعجز وحدانية الله عز وجل وعبوديته هو له,  كما قرر ما منحه الله من قدرات ومعجزات. ودعا قومه وهو في المهد لعبادة الله الواحد الأحد   ونزهه عن الولد، وقد انتقلت به أمه من موضع ولادته في بيت لحم إلى بيت المقدس.

    وذكر وهب بن منبه أنه لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام خرت الأصنام في مشارق الأرض ومغاربها، وأن الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم إبليس الكبير أمر عيسى,  فأحدث الله له الإنجيل  وعلمه التوراة، وأعطاه إحياء الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيوب لما يدخرون فى  بيوتهم، وتحدث الناس بقدومه وفزعوا لما كان يأتي من العجائب، فجعلوا يعجبون منه  فدعاهم إلى الله ففشا فيهم أمره.    

وقال "الثعلبي" إن مريم عليها السلام توفيت بعد رفع ولدها عليه السلام بست سنين , وكانت مدة حياتها حوالي ستين سنة,  ولما ماتت دفنت في بيت المقدس وقبرها يزار هناك حتى الآن.

[email protected]