رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ظهر جو بايدن أمام العالم وكأنه وصل إلى أرذل العمر، فلم يستطع أن يتحكم فى خطواته ليتعثر ثلاث مرات وهو يصعد على سلم الطائرة، كما لم يستطع أن يتحكم فى لغة خطابه مع الرؤساء، فخرج عن معايير اللياقة والذوق الرفيع وامتطى صهوة جواد يحاول أن يكون جامحا رغم محدودية قدراته. وهنا تعثر من جديد عندما وصف الرئيس فلاديمير بوتين بالقاتل. أما بوتين الأسد فلقد جاء رده حكيما عندما انبرى للتعقيب على ما تفوه به بايدن قائلا: (كل شخص يرى الناس كما يرى نفسه، وأتمنى لك الصحة والعافية)، وبادر فوجه له دعوة للدخول معه فى مناظرة تليفزيونية يشاهدها العالم كله. بيد أن بايدن لم يرد. أثبت بايدن بذلك محدودية فى آدائه، وهبط إلى مستوى لا يتفق ولا يستقيم مع مخاطبة الزعماء.

أسلوب بايدن العدائى مع بوتين لم يأت من فراغ، فمنذ أن تولى بايدن السلطة فى البيت الأبيض وهو يتربص بروسيا لا سيما عندما قال بأنها تحتل مرتبة العدو الأول بالنسبة لأمريكا. ومضى فاتهمها بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية، وأنها وراء الهجوم السيبرانى الأخير الذى استهدف مؤسسات أمريكية أمنية واقتصادية وألحق بها أضرارًا مادية ومعنوية. أما رد بوتين على قذيفة (أنت قاتل) فتمثلت فى استدعاء السفير الروسى من واشنطن للتشاور وقد لا يعود إلى أمريكا إلا إذا قدم بايدن اعتذارًا رسميًا عما بدر منه فى حق بوتين. غير أن بايدن صعد الموقف فى أعقاب استدعاء روسيا لسفيرها حيث قال بايدن: (علاقتنا ستتغير وسنحاسبهم. سيدفع الرئيس الروسى الثمن لتقويضه الانتخابات الأمريكية عام 2020). وكانت الرئاسة الروسية قد نفت الاتهامات التى خرج بها تقرير الاستخبارات الأمريكية عن التدخل الروسى فى الانتخابات التى جرت فى نوفمبر 2020 مؤكدة رفضها لنتائج التقرير.

ما حدث بين بايدن والرئيس الروسى أشبه ما يكون بسجال شخصى فى صراع جيوسياسى. غاب عن بايدن أن ينأى بنفسه عن أخطاء الغرب الاستراتيجية التى دفعته إلى أن يراهن على أن تصبح روسيا نسخة طبق الأصل منه فى النظام والسلوك. أخطأ جو بايدن خلال السجال الذى حدث مؤخرا بينه وبين فلاديمير بوتين، فليس مألوفا أن يصف رئيس أمريكى على العلن سيد الكرملين بأنه قاتل، ولم يكن مفاجئا أن يرد الكرملين التهمة لصاحبها. ولم يكن هذا السجال بالجديد فلقد بدأ السجال بينهما فى 2011 وتعلق بالاستراتيجيات والصراعات الجيوسياسية بين الكبار. وما حدث مؤخرا ليس بالجديد، فمنذ أن كان بايدن نائبا لأوباما وهو يكن العداء لروسيا وبوتين تحديدا. وتجلى ذلك عندما ذهب للقاء بوتين وخاطبه بطريقة معيبة قائلا: (أنظر فى عينيك.. لا أظن أن لديك روحا). واليوم عاد لعدوانيته ليضيف بأن بوتين قاتل وبلا قلب. ولا غرابة فلقد اعتاد بايدن على هذه اللغة السوقية، فلقد سبق ووصف الرئيس الصينى بأنه سفاح.

غاب عن بايدن أن روسيا تختلف عن الغرب فى النظام والسلوك، وأن بوتين يؤمن ويؤكد على أن روسيا تختلف عن أمريكا التى تراوح بين مفهومين.. الأول أنها القوة التى لامثيل لها فى التاريخ، والثانى أنها امبراطورية تهرب من دورها وتنكر طموحها الامبراطورى. وجاء سقوط بايدن المدوى أمام بوتين ليستدعى ما سبق لترامب أن قاله عنه: (أشك فى قدرة بايدن فى استكمال رئاسته لأن الأمر أصعب مما يتصور). وصدق ترامب فيما قاله فلقد تعثر بايدن على سلم الطائرة وتعثر عندما نعت بوتين بالقاتل.