رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

شهدت محافظة سوهاج ظهر الجمعة حادث تصادم قطارين ما أدى إلى وفاة 32 مواطنا وإصابة 165 ففى تمام الساعة 11:42 اصطدم قطار 2011 مكيف أسوان القاهرة بمؤخرة آخر عربة بقطار 157 ما أدى إلى انقلاب عربتين من مؤخرة قطار 157 المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات.

وعلى الفور تحركت كل أجهزة الدولة ووجه الرئيس السيسى بتشكيل لجنة من هيئة الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية وكلية الهندسة للتحقيق فى الحادث وكشف كل الملابسات الخاصة بالواقعة والوقوف على الأسباب والمسئوليات وانتقل الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ووزراء الصحة والتضامن الاجتماعى والنقل لموقع الحادث لمتابعة إجراءات رعاية الضحايا وتكليف القوات المسلحة بالمشاركة فى نقل المصابين والرعاية الطبية.

يا سادة.. كالعادة ومع كل حادث أو كارثة تصيب المحروسة وتبكى أهلها وتحزن شعبها نجد أسوأ وأقذر وأحقر فصيل ابتلى به هذا الوطن ينصب المآتم ويعلق المشانق ويصدر الأحكام سابقة التجهيز ونجد سيل الشتائم والكوميكسات على المصائب، ويبقى السؤال: كيف يعيش هؤلاء بيننا بكل هذا الكم من الحقد والغل والتشفى فى مصائب المحروسة الذى يعد أكبر كوارثها» ليس شطوح النافلة البنمية التى أغلقت مجرى قناة السويس ولا هذا الحادث الأليم لتصادم قطارى سوهاج» ولكن ابتلاءها أن ما بين أهلها هذا الفصيل الذى ليس منا؟

يا سادة...حادث قطارى سوهاج ليس الأول أو الأسوأ فى العالم بل أن العالم وتاريخ كوارث القطارات يشهد أن كل دول العالم وخاصة المتحضر منها شهد 6 من أسوأ كوارث السكك الحديد فى العالم.. والتى أودت بحياة الآلاف سنويا.. ففى الولايات المتحدة بلغ عدد حوادث القطارات عام 2017، أكثر من 11 ألف حادث بإجمالى ضحايا 864 شخصًا. وبحسب تقرير أوروبى، شهدت ألمانيا وفرنسا واسبانيا وبلجيكا وإيطاليا انخفاضا طفيفا فى تصنيف RPI لأداء السكك الحديدية بين عامى 2010/2014، وهو ما يرجع عادة إلى قصور أداء نظمها فى السلامة. وشهدت معظم البلدان ذات الأداء المتراجع الإجمالى زيادة فى عدد الحوادث: ألمانيا (12٪) وفرنسا (14٪) وإسبانيا (13٪) وبلجيكا (18٪) وإيطاليا (9٪).

فى 19 أكتوبر الماضى، شهدت الهند واحدًا من أسوأ كوارث السكك الحديد حيث انحرف قطار أمريستار عن مساره ليدهس حشدًا من الناس يحتفلون بمهرجان «دوسريه» بالقرب من أمريتسار، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين.

ولقى ما لا يقل عن 27 شخصًا على الأقل مصرعهم فى حادث تصادم بين قطارين فى منطقة بوليا الإيطالية الجنوبية فى يوليو 2013، مما مثل واحدة من أحدث مآسى السكك الحديدية فى أوروبا. وكحال غيرها من دول العالم فهذه ليست الحادثة الوحيدة ففى 2005 أسفر صدام بين قطار ركاب وقطار بضائع عن مقتل 17 شخصًا ، وفى 2009 قتل 29 شخصا فى انفجار قطار يقل مواد بترولية فى محطة بمدينة فياريجوا.

وفى 12 سبتمبر عام 2008 اصطدم قطار ركاب ميترولينك فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية بقطار شحن تابع لشركة Union Pacificعلى منحنى حاد، بسبب انشغال المهندس فى كتابة رسائل نصية مما جعله يفتقد إشارة التوقف ما أدى إلى أسوأ حادث قطار فى تاريخ الولايات المتحدة، حيث قتل 25 شخصًا وأصيب أكثر من 135 آخرون.

لكن حادث قطار كاليفورنيا ليس الأسوأ فى تاريخ الولايات المتحدة، ففى 22 سبتمبر 1993، قتل 47 شخصا وجرح 103 آخرين فى ولاية آلاباما، فى مشهد مرعب حيث انزلق قطار أمتراك فى الماء بعد أن اصطدم بجسر سكك حديد متهالك. وفى 3 يونيو 1998 شهدت مدينة «إسكيد» الألمانية، أسوأ حادث قطار فى تاريخ ألمانيا حيث قتل 101 شخص وأصيب أكثر من 100 آخرين فى حادث انقلاب قطار نتيجة خلل فى عجلة بعربة القطار الأولى.

ومع ذلك لم يكن هذا الحادث هو الأخير فى ذلك البلد المعروف بتكنولوجيا السكك الحديدية ففى 29 يناير 2011، قتل 10 أشخاص وأصيب 22 آخرين عندما اصطدم قطار ركاب بآخر يقل بضائع فى هوردروف شرق ألمانيا وبعد ذلك بخمس سنوات، فى 9 فبراير 2016، تسبب صدام بين قطارين فى مقتل 12 شخصا وأصيب 85 آخرون فى ولاية بافاريا جنوب ألمانيا.. ويعتبر حادث تحطم قطار بحر الملكة فى سريلانكا بسبب تسونامى المحيط الهندى الذى ضربه فى ديسمبر 2004 أسوأ كارثة قطار فى تاريخ السكك الحديدية بعد أن تسبب فى وفاة أكثر من 1700 شخص وأغرق قطار «كوين أوف ذا سى لاين» المحمل بالركاب على خط السكك الحديدية الساحلى الجنوبى الغربى لسريلانكا فى بيراليا بالقرب من تلواتا وغرق القطار ودمرته موجتان تسببتا فى وفاة ركاب كانوا فى ثماني عربات.. كارثة قطار أوفا، التى وقعت فى يونيو 1989 بالقرب من مدينة أوفا فى روسيا أسفرت عن مقتل 575 شخصًا وبعد نحو 30 عامًا تظل هذه الكارثة هى الأكثر دموية فى تاريخ السكك الحديدية فى روسيا والاتحاد السوفيتى.

وقعت الكارثة بسبب سحابة شديدة اللهب ناتجة عن انسكاب الغاز المسال من أنبوب انفجر بالقرب من خط السكة الحديد حيث كان يمر قطاران للركاب بين اوفا وعشا. كانت القطارات تحمل ما مجموعه حوالى 1300 راكب على طريق أدلر-نوفوسيبيرسك فى وقت وقوع الحادث...قوة الانفجار الهائل الذى قدر بأنه يعادل 10 قيراط من مادة الـ TNT مما أسفر عن تفحم سبع عربات بالكامل وتدمير 37 عربة قطار واثنين من الجرارات. تسبب الحادث فى إصابات لأكثر من 800 شخص.

يا سادة.. رغم فظاعة تلك الكوارث بمختلف دول العالم وخاصة المتقدم منها إلا أننا لم نسمع عن أن شعوب تلك الدول قد عقدوا المآتم أو علقوا المشانق للمسئولين لديهم ولكن عندنا فقط وفقط فى مصر أصدر أصحاب الفتى قرارهم بضرورة إقالة وزير النقل هذا الرجل المتفانى من أجل الوطن منذ أن كان رئيسا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. بجرا keyboard وعلى صفحات التواصل محا تاريخ الرجل وعمره وإنجازاته من أجل عيون أصحاب الفتى لست فى ذلك مدافعا عن الفريق كامل الوزيرى ولكنها كلمة حق حتى لا يفقد كل المضحين من أجل الوطن حماسهم بهذا القتل المعنوى بإنكار ما يقومون به من أجل عيون فصيل حاقد وكاره لهذا الوطن...

ولا أعتقد أن كل الجالسين على تلك المواقع ممن يتحدثون ويفتون ويحللون وأصبحوا خبراء فى السياسة والاقتصاد والفن والرياضة والأدهى من ذلك الأمن والشرطة والمؤسسة العسكرية.. لا أعتقد أن كل هؤلاء ينتمون إلى الإخوان هذا الفصيل المتفرد فى قتل الهمم والعزائم.. ولكنهم فى رأيى ينتمون لفصيلة «أبوالعريف» من كثرة الفتى والتحليل والهرى والسخرية، ولكن للأسف هم لا يدركون أنهم بما يفعلونه من تدخل فى كل أمور الدولة يسيئون لتلك الدولة.. فكلما صدر قرار من القيادة السياسية هى وحدها تعلم مبتغاه وما تريده من هذا القرار.. أو وقع حادث.. نجد أصحاب الفتى وصفحاتهم وكتائبهم الإلكترونية تضج بالهاشتجات والتعليقات ممن له شأن أو من ليس له.. وفى النهاية نجدنا فعلًا نمضى فى الطريق الذى رسمه لنا الأعداء ومازالوا يرسمونه هذا الطريق، هو أن يصبح الشعب الرائع الذى هزم الهكسوس والتتار والصليبيين والصهاينة هو نفسه الشعب الذى سيهزم وطنه ودينه وأمته بجهله بمخططات أعدائه... ألم نتعلم يا سادة مما فعله بنا وبوطننا «فيس بوك»؟ أليس هذا الفيس هو من جعل الشباب ينقلب على وطنه ونظامه حتى وصلوا إلى الهتاف ضد الجيش الذى هو قوامه ابنى وابنك وأخى وأخوك؟.. وأصبح للأسف بعض من يحسبون أنفسهم على النخبة يسيئون إلى من يحمون الوطن ويحافظون على أركانه من التقويض الذى يريده له دول وأجهزة مخابرات دولية من أجل الانقضاض على مصر «أم الدنيا» «قلب العروبة» و«رمانة ميزان الوطن العربى والإسلامى».

يا سادة.. إننا نعيش حربًا إلكترونية حقيقية وكاملة العتاد والعدة، ونحن للأسف فيها سلاح العدو ضد مجتمعنا بفهمنا أو بعدم فهمنا أصبحنا نحرك الأحداث فى اتجاه ما يريده الأعداء.. ويومًا بعد يوم نزداد انقسامًا حتى نصبح ضعفاء، ويصبح من السهل الانقضاض على هذا الوطن.. لقد أصبحنا لا نرى ما يتم إنجازه على أرض الواقع وسط هذا الضجيج الذى نعيشه.. فأصبحنا لا نرى الأمن الذى يعود للمجتمع وسط كل هذا الإرهاب والاستهداف للمؤسسات الأمنية والقائمين عليها من رجال الجيش والشرطة.. لقد أصبحنا لا نرى إلا السواد رغم أننا رغم النكسة والانكسار فى 67 إلا أننا استطعنا أن نعبر إلى النصر والعبور إلى العزة والكرامة فى 73 وقت تكاتف الشعب المصرى كله على قلب رجل واحد فى صف قيادته.. والآن ونحن نعيش حربًا أخطر من تلك التى كان الوطن المصرى كله سيضيع كأوطان عربية كثيرة مثله.. أجد الفرقة والانقسام بهذا «النت ومواقعه» التى أصبحنا نفتى فيها.

يا سادة.. أتمنى أن نلتفت لما يحاك ضد وطننا من مؤامرات وأن نكون على قدر المسئولية ولا ننساق وراء من يريدون فرقة وانقسام المجتمع المصرى لصالح أعداء الوطن.

همسة طائرة... رسالة إلى كل مصرى غيور على وطنه وأرضه وأمته العربية والإسلامية.. أفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان.. فمصر تستحق منا أن نصبر من أجلها كما صبر «أولو العزم من الرسل» والله من وراء قصد السبيل.. أفيقوا يا أهل مصر ولا تنصاعوا وراء «أصحاب الهرى والفتى» فهم لو يعلمون حقًا لنفعوا أنفسهم، ولكنهم كالدبة التى قتلت صاحبها بفتيهم وهريهم. أما أنت يا أم الدنيا فلا تحزنى فباذن الله إنا لمنتصرون.