رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

حلت يوم السبت الماضى الذكرى الثامنة عشرة لجريمة الغزو الأمريكى للعراق فى العشرين من مارس 2003، وهو الغزو الذى جاء فى نطاق المخطط الأمريكى الرامى إلى العصف بدول المنطقة وتقسيمها وتفتيتها. لم يكن الرئيس صدام حسين بالغائب عما يمكن لأمريكا نسجه من مؤامرات ضد المنطقة. ولقد حدثنى عن ذلك خلال لقاءاتى معه، سكنته مخاوف جمة، كان يخشى من أن يطال الخطر أرض الرافدين، ذكرى الجريمة تستدعى البدايات التى مهدت لها، التى ظهرت ملامحها منذ منتصف ديسمبر 1998عندما قصفت الطائرات الأمريكية العراق وقتلت المدنيين واستباحت قصف المدن والقرى والمواطنين فى عمليات دنيئة استهدفت استئصال قدرات العراق البشرية وبنيته التحتية.

وفى عام 2000 لجأت أمريكا إلى استخدام أكذوبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتكون الذريعة للغزو.

وفى أكتوبر 2002 وقع بوش على قرار الكونجرس الذى خوله استخدام القوة ضد العراق ليتم الغزو بعد ذلك فى مارس 2003 الذى أرادت أمريكا من خلاله القضاء على الدولة ومحوها من الوجود. ولا يدرى المرء كيف لمن تدعى أنها راعية للسلام والمدافعة عن حقوق الإنسان أن ترتدى ثوب العار وتزهق الحق وتعربد بطائراتها فوق العراق؟ وكأنما كتب على العراق أن يموت مرتين.. مرة بحصار تجويعى جائر فرضته أمريكا، ومرة بإبادة جماعية عبر الغزو الذى استئصل الأرواح وشرد وعذب وأباد. أما المجتمع الدولى فظهر مهادنًا لأمريكا المتآمرة القاتلة ليترك العراق نهبا للأفعى الأمريكية التى مضت فى تنفيذ جريمة الإبادة ضد العراقيين. لم تحرك المنظمات الدولية ساكنًا وكيف ومنظمة الأمم المتحدة أداة فى يد الطاغوت الأمريكى، وهو ما منح بوش الآثم الضوء الأخضر كى يرتع فى المنطقة ويفرض ما يريد بعيدًا عن قرارات الشرعية؟

لقد سقطت أطر العدالة والإنسانية وتمادت الولايات المتحدة فى غيها لا سيما بعد أن التزم العرب الصمت وغاب عنهم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس. تركوا العراق الحبيب فريسة لجريمة الغزو الأمريكي. ومن ثم اجترأت أمريكا على الحق وباتت مسكونة بنهم اجتياح دول المنطقة وإسقاط الأنظمة وخرق الشرعية الدولية وانتهاك كل مواثيق الأمم المتحدة. ضربت أمريكا بعرض الحائط كل المقررات الدولية وانقادت وراء نزوة السيطرة والهيمنة على المنطقة. سكنتها نزوة محمومة استهدفت عبرها سيادة العراق وسلامته الإقليمية لتتطلع من وراء ذلك إلى وضع اليد على ثروته النفطية وتحويله إلى محمية وتجزئته كمدخل لإعادة هيكلة جيوبولوتيك المنطقة العربية بأسرها بما يخدم الاستراتيجية الأمريكية ويطلق يد إسرائيل فى تصفية القضية الفلسطينية، بل إنها أطلعت إسرائيل على السيناريو الذى نصبته للعراق منذ مارس 2001 وطلبت منها تقييم الوضع والرد عليها. وجاء هذا متضافرًا مع رغبة أمريكا فى تنصيب إسرائيل كدولة لها السطوة والهيمنة على المنطقة. قدرت أمريكا كل السيناريوهات من أجل عزل العراق وتجريده من كل قدراته وإخراجه من معادلة الصراع المتعلقة بتوازنات القوى فى الشرق الأوسط لكى تتيح لتواجدها العسكرى المكثف فى الخليج العربى البقاء الأبدى.